عزيزي التاجر، أخي في الدين أو الإنسانية، يقول الله في محكم كتابه المبين مخاطباً نبيه الكريم صلى الله عليه وآله "وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ"، الذاريات (55)، لذا ومن هذا الباب، أحب أن أخاطبك وأذكرك بلسان محب لك، بالقول إن الله تعالى يفتح في هذا الباب أبواب رحمته ويغلق أبواب النيران ناشراً رحمته، وداعياً جميع عباده للاغتراف منها، ولم يطلب منهم سوى العمل على ترويض أنفسهم ومسك زمام أهوائهم وشهواتهم، كي يكون شهر رمضان محطة لغسل أنفسهم من شتى أنواع الدرن الروحي والنفسي الذي قد يكون عالقاً بين طيات أنفسهم .

من هنا أدعوك لاغتنام هذه الفرصة، عبر امتناعك عن رفع أسعار المواد الغذائية واستغلال حاجة أخيك المسلم لأنواع معينة من الطعام والشراب في هذا الشهر أو مجمل المواد الغذائية بشكل عام، فليس من المعقول أن تكون صائماً رجاء لثواب الله وأنت تستغل ضيوفه، لأنك تعلم أن الصائمين هم ضيوف الرحمن طيلة هذا الشهر الكريم .

والغريب أن بعض الدول الأوروبية التي لا تدين بدين الإسلام، تقوم بخفض أسعار المواد الغذائية تضامناً مع المسلمين خلال هذا الشهر الفضيل، بينما يقوم بعض التجار (المسلمين) بالتعامل بشكل بشع مع حاجة المسلمين في شهر الرحمة هذا!.