الكوادر الوسطيَّة.. الركيزة الغائبة في الوظائف وسوق العمل

الأولى 2025/03/13
...

 بغداد : نوارة محمد


بينما يتخرَّج الآلاف من الطلبة سنوياً بشهاداتهم الجامعيَّة وطموحاتهم نحو المستقبل، يجدون أنفسهم أمام تحدّياتٍ صعبةٍ في سوق العمل. الفجوة بين التعليم واحتياجات السوق تُعمِّق من أزمة نقص الكوادر الوسطيَّة، الأمر الذي يؤدِّي إلى ضعف الأداء المؤسَّسي ويحدّ من القدرة على تنفيذ الإصلاحات التنمويَّة.

في هذا الصدد، يقول الباحث والأكاديميُّ الدكتور خالد العرداوي: إنَّ تراجع الكوادر الوسطيَّة في البلاد يعود إلى انهيار الوظيفة العامَّة بعد غزو العراق للكويت، إذ تأثرت جميع القطاعات بعدم تحديث وتطوير الكوادر الوسطيَّة.

ويُشير إلى أنَّ هذا النقص يُفاقم من مشكلة ما وصفه بـ"الجمود الوظيفيِّ"، إذ تصعب عمليَّة تطوير القيادات العليا في المؤسَّسات، ما ينعكس سلباً على الأداء المهنيِّ.

وأكّد العرداوي ضرورة تطوير الجامعات نفسها لتكون قادرةً على تقديم برامج تدريبيَّةٍ تُسهم في تزويد الخرّيجين بالمعرفة العمليَّة التي تحتاج إليها سوق العمل، مشيراً إلى أنَّ التعليم الأكاديميَّ وحده لا يكفي لمواكبة احتياجات السوق المتغيّرة. كما لفت إلى أنَّ غياب برامج التأهيل المهنيِّ الفاعلة أسهم هو الآخر في تضاؤل فرص التقدّم الوظيفيِّ للكوادر الوسطيَّة.

من جانب آخر، أوضح المتحدِّث باسم وزارة التربية، كريم السيد، أنَّ غياب الكوادر الوسطيَّة أصبح ظاهرةً واضحةً في النظام التعليميِّ والوظيفيِّ والخدميِّ، مشيراً إلى أنَّ الجيل الحاليَّ من الموظفين يُركّز بشكلٍ مفرطٍ على الترقية الوظيفيَّة مما يُؤدّي إلى نقصٍ في مثل هذه الكوادر. وأكّد السيد أنَّ الوزارة تقوم بتنفيذ برامج تدريبيَّةٍ لتأهيل كوادر جديدة، ولا سيما في قطاعات التعليم المهنيِّ، وذلك في إطار جهودها لسدِّ الشواغر وتحسين مستوى الكفاءة الوظيفيَّة.