بغداد: فرح الخفاف
تصوير نهاد العزاوي
حظيت حملة فك الاختناقات المرورية بإشادات واسعة من المواطنين، الذين وصفوا ما تحقق من جسور وأنفاق ومجسرات بأنه "حلم تحقق خلال فترة قصيرة". ورغم ذلك، أعرب الكثيرون عن أملهم في أن تشمل هذه الحملة صيانة وتطوير شوارع العاصمة، لا سيما الطرق الحيوية مثل سريع محمد القاسم وشارع القناة، إضافة إلى الشوارع الأخرى التي تضررت جراء تجمع مياه الأمطار الأخيرة.
وأشار عبد الرزاق محمد إلى أن "أغلب شوارع بغداد تعاني من الإهمال، وعلى وجه الخصوص سريع محمد القاسم، الذي يمتد من صدر القناة إلى مقترب سريع الدورة، ويعاني من تآكل واضح في كلا الاتجاهين". وأضاف أن "هذا الطريق يُعد من الشرايين المهمة في بغداد، لكنه لم يحظَ بأي تحديثات جوهرية، باستثناء بعض عمليات ردم الحفر المؤقتة، في حين كان من المفترض أن يكون ضمن حملة فك الاختناقات التي نجحت في مناطق أخرى".
من جانبها، عبّرت مريم محمد عن استغرابها من عدم إدراج شارع القناة وأنفاقه ضمن خطط الصيانة، قائلة: "من غير المعقول أن يكون إكساء شارع القناة ومعالجة مشكلاته بهذه الصعوبة". وأضافت: "أمر يوميًا بهذا الطريق بسبب عملي، ومع الأسف، لا أرى أي تحسن، بل العكس؛ فالنفق القريب من وزارة النقل يتسبب في تأخري لأكثر من 20 دقيقة بسبب الحفر وتجمع المياه". وأوضحت أن "أمانة بغداد ووزارة الإعمار تلقت العديد من المناشدات، لكن الحلول المقدمة لا تتعدى المعالجات المؤقتة، حيث تعود المشكلات إلى الظهور بعد شهرين أو ثلاثة من الإصلاحات".
أما حمزة علي، الذي يعمل سائق سيارة أجرة، أكد أن "الكثير من الشوارع والطرق مهترئة، خصوصًا طريق منطقة الشعب، وسريعي القناة ومحمد القاسم، إضافة إلى نفق ساحة الطيران والطرق الفرعية". وأضاف: "بسبب هذه الحفر والمطبات، اضطر إلى صيانة سيارتي كل ستة أشهر أو سنة، ما يشكل عبئًا ماديًا إضافيًا". وناشد رئيس الوزراء ووزير الإعمار بـ"إدراج هذه الشوارع ضمن حملة فك الاختناقات، كونها من الأسباب الرئيسية لتكدس المركبات وتأخير حركة المرور". بدوره، وصف كريم الزبيدي الطريق الممتد من سيطرة الشعب القديمة حتى منطقة الصليخ بأنه "من أسوأ الطرق في بغداد، حيث تنتشر فيه الحفر والمطبات على امتداد مساره، مما يزيد من الزحامات المرورية". وأضاف: "رغم وجود أعمال صيانة وتوسعة، إلا أنها تسير ببطء شديد، ما أدى إلى تفاقم المشكلة"، داعيًا الجهات المعنية إلى "الإسراع بإنجاز هذه المشاريع، خاصة أن هذا الطريق يربط خمس محافظات ببغداد، ويُعد محورًا استراتيجيًا لحركة النقل".
كما أكدت زينب ماجد أن "شوارع بغداد تحتاج إلى إعادة إعمار شاملة، ليس فقط للطرق الرئيسة، بل حتى الشوارع الفرعية داخل الأحياء السكنية". وشددت على "ضرورة توفير أبسط الحقوق الخدمية للمواطنين"، مشيرة إلى أن "الحكومة مطالبة بوضع خطط حقيقية مماثلة لحملة فك الاختناقات، وإحالة المشاريع إلى الجهات المختصة أو حتى إلى شركات استثمارية، مع إمكانية فرض رسوم رمزية على أصحاب المنازل المستفيدين من تعبيد الشوارع في مناطقهم". هذا وتتزايد المطالبات بتوسيع حملة فك الاختناقات لتشمل جميع الطرق المتضررة في بغداد، سواء الرئيسة أو الفرعية، لضمان تحسين البنية التحتية وتقليل الازدحامات المرورية. ورغم نجاحات الحملة الحالية، ما زال المواطنون يأملون في أن تمتد جهود الصيانة والتطوير إلى جميع أنحاء العاصمة، لتواكب حاجات السكان ومتطلبات التنقل اليومية.