سعد صاحب
في 19 من شهر رمضان، ضرب الإمام علي أمير المؤمنين (ع) بالسيف على أم رأسه، على يد أشقى الأولين والآخرين ابن ملجم (لعنه الله) سنة 40 هجرية. وبهذا المصاب الجلل الذي أصاب الأمة الإسلامية،
لا بد أن نستذكر مواقف ذلك القائد الفذ العظيم، لا سيما في الحياة والدنيا الفانية.
وكما تشير المصادر التاريخية المعتبرة: لم يعرف التاريخ إنساناً، توفرت لديه أسباب السلطان والثروة، وكل مقومات الوجود الطيبة، وكان منها جميعاً في شقاء وحسرة. وهل عرف تاريخ البشرية حاكماً حرم على نفسه الملذات؟، وعاش يأكل خبزاً يابساً ويشبع منه، ما دام في بعض أطراف مملكته، من لا عهد له بالشبع، وحرمها من لبس ثوب ناعم، وفي الكون يوجد إنسان يتعسر عليه الرث من
اللباس.
( يل عشت عمرك ميادين وبطولات وحماسه / يل عشت عمرك شريف / يل عشت عمرك مناره/ وبشكل ذاك الوفر گلبك نظيف / يل عشت عمرك ستاره / وبشكل نور الفجر طبعك عفيف / ما تحب اهل القصر واهل الفخامه / ما تحب كلمن ينام اعلى الحرير / والوسادة راسه من ريش النعامه / ما تحب كلمن خدم عنده وحمايات وحراسه / ربعك الفقره التنام اعلى الرصيف / ربعك الناس الحيارى / ربعك المامش خبز موجود عنده ولا حباره / ساكن بايجار ما هو البيت بيته / لا ولا مرتاح نايم يوم واحد وسط داره / كل حياته هموم وجروح وعذابات
ونزيف).
خشونة
هل عرف الزمان قائداً يطحن لنفسه الشعير؟ ويستعين على كسره بركبتيه، ويرقع خفه بيديه، ولا يكنز من الأموال قليلاً أو كثيراً، ما دام على وجه الأرض بطون غرثى وأكباد حرى، وظل إلى يوم استشهاده يقول : أأقنع نفسي أن يقال أمير المؤمنين، ولا أشاركهم في مكاره الدهر وخشونة العيش؟. (للفقير انته سند / للاسير انته مدد / للحزين انته وليف / انته عون الكل اهل دين النصارى / انته قوه الكل گلب عايش رجيف / يا نخل يابو القداسه / يا نخل اخضر تظل للدوم عالي / من يمر بيك الجدب لا ما تبالي / والعثگ مملي ثمر وكت الخريف / صامد بكل الفصول / ما تخاف من الغدر والجور واحزان الليالي / ما تخاف من المطر والريح واصوات الوحيف / بيك رقه نجمعت بروح الشراسه / سيف فوگ من الرگاب الما تهاب الله العظيم / سيف فوگ من الطواغيت التفرهد والشعب صابر كظيم / بس على الفقره شكثر گلبك
رهيف).
رغيف
كان الإمام علي (ع) يقاضي أعوانه وولاته من أجل رغيف، يأكلونه في رشوة أو صدقة، ثم يهدد ويتوعد ويقول في رسائله التي يوزعها بين الولاة : أقسم بالله صادقاً، أنك إن خنتني بشيء مما تحت يدك، صغيراً كان أو كبيراً، لأشدن عليك شدة، تدعك قليل الوفر ثقيل الظهر ضئيل الأمر. (چان محبوبه الحزن / جان يشعر هاي دنيانه سجن / چان يحرگ روحه شمعه بكل ظلام / چان ياكل كل جشب من الطعام / حتى مامش فوگه خاشوگة دهن / حتى مامش صم تمر برحي يشع / لا مكاتيب وتهاني ولا صواني من الشمع / لا دبس ينزل على الشفتين حسبالك دمع / لا شجر حدره يتمدد كل محب طافح غرامه / لا هذاك الظل وريف / انته هم شايف خليفه / ما لبس مره القديفه / چان يهوه من الملابس بس خشن / والعقل ساعات تشتد محنة العالم
حصيف).
إثراء
خاطب الإمام (ع) شخصاً آخر من ولاته بقوله : بلغني أنك جردت الأرض، فأخذت ما تحت قدميك، وأكلت ما تحت يديك، فارفع إليّ حسابك. وتوعد شخصاَ آخر ممن يرتشون، ويحاول الإثراء على حساب المستضعفين، فقال له : اتق الله واردد إلى هؤلاء القوم أموالهم. (يا ملاك بلا رغايب / لا ولا مره اشتهيت بسفرة الشيطان حبه / لا ولا تگدر تقودك للطمع والمال رغبه / لا ولا ايدك تمدها اعلى الصحون تريد شيف / والعجيبه بلايه زاد وانته شبعان وسمين / والنسف عدهم صواني وچان واحدهم ضعيف / والعجيبه الاصلع الچانوا يسمونك بطين / احلى من عدهم اشوفك والشعر كلش كثيف / من كثر ما الله حبك / مدري من ياطين صبك / بيك ظل هواي يصنع چان ربك / طلعك مثله حلو مثله عدل مثله
لطيف).