بتوقيت السحور

اسرة ومجتمع 2025/03/23
...

سعاد البياتي

بينت الدراسات أن قضاء الوقت مع الأسرة يمكن أن يساعد في تقليل التوتر والقلق، ويؤدي إلى نمط حياة أكثر صحة ويطيل حياتك، وربما يمنح الكثير من الأمور التي تكون غافلاً عنها في الأيام السابقة وقبل حلول الشهر الكريم.

أيقنت ذلك وأسرتي تجتمع كل يوم على مائدة الإفطار، لندرك جميعنا أنها فرصة ذهبية للتعارف أكثر ومعرفة ما يدور في أفكار كل واحد من أفراد الأسرة، إلا أن فترة السحور وجدتها تفضي إلى أهمية عالية في التفرد بخصوصية ساحرة ولها مقدار كبير من الجمال، حينما نكون قد تمتعنا بقسط من الراحة والسكينة وتلاشي الاجهاد والتعب اليومي، فترة لا يمكن تعويضها في أوقات أخرى، حيث الأفراد يبدؤون بنقل أخبار الفيس بوك والتداول المجتمعي، وأخبار يومهم، وتكون كل الأشياء واقعة تحت تأثير الراحة النفسية والعمق الإنساني الذي أراه يميل إلى الفكاهة وخفة الدم فيما بينهم وعذوبة اللقاء في ساعات السحر الهادئة التي غالباً ما تكون أكثر أريحية ولطفاً بعد أن يتخللها إلحاح الأم على تناول الوجبة قبل حلول موعد الإمساك الذي حتماً سنمتنع عنده عن الطعام والشراب، فقوة هذا اللقاء تثمر 

عطاءً وأملاً متجدداً في الحياة وديمومة الخير والبركة.

في هذا الوقت بالذات ينتابني شعور بالارتياح والنشاط الفكري تعززه حلاوة اللقاء الممتع وصفاء الأجواء التي تمنح مزيداً من الترابط والتماسك، وفي أحيان كثيرة الحكايات الهادفة التي تورد أفكاراً مثالية للآخرين، وهذا بالذات يعد عاملاً أساسياً في البيئة التي هي العامل الأساسي في بناء شخصيات أفرادها وتعزيز ثقتهم بعلاقات أسرية صحية، وهذا موضع حديثنا عن اللقاء في الوقت المثالي، فالعديد من الأسر لا تمنح وقت السحور أهمية كافية، رغم أنه وقت محدود جداً خلال العام الواحد، فمن الطبيعي أن تعد له مساحة جيدة لاستمتاع أفرادها به، فوقت اجتماع الأسرة ليس لتعزيز صحتنا العاطفية بقدر ما هو لرفاهيتنا وانسجامنا والاستمتاع بتناول الوجبات معاً، ولكن الوجود معاً في وقت أعده مكافأة من الله عز وجل للم الشمل، وخصه أيضاً بالتراحم والتعاطف بيننا، لأنه وقت سليم وصالح لنكون معاً على مائدة السحور الزاخرة بالمحبة والألفة.