بيروت: جبار عودة الخطاط
تفاعلت التكهنات حيال مهمة المبعوثة الأميركية للبنان مورغان أورتاغوس التي اختتمت زيارتها لبيروت أمس الاثنين، والتي سبقتها موجة من التسريبات بأنها تحمل في جعبتها رسائل الوعيد الأميركية. واقع الحال أشار إلى غير ذلك؛ إذ بدت أورتاغوس دبلوماسية في طرحها مع المسؤولين اللبنانيين، في وقت واصل فيه جيش الاحتلال اعتداءاته على جنوب لبنان.
والخلاصة؛ ما من شيء مؤكد بشأن مخرجات زيارة أورتاغوس للبنان، إذ تضاربت المعلومات حيال ذلك، وهنا أكد أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين – المرابطون العميد مصطفى حمدان، أن »مضمون بيانات الدولة اللبنانية عن زيارة أورتاغوس، تتناقض مع مصادر المبعوثة الأميركية وتسريبات عشاء معراب»، ولفت إلى أن «الأيام المقبلة وليس الأشهر ستكشف عن الأسرار المدفونة».
وبشكل عام، فإن لقاءات المسؤولة الأميركية التي توزعت بين قصر بعبدا حيث رئاسة الجمهورية، والسراي الحكومي حيث رئاسة مجلس الوزراء، وعين التينة حيث رئاسة مجلس النواب، حملت مطالب للبنان بالإصلاح والعمل على استكمال تموضع الجيش اللبناني في جنوب لبنان، بينما أشادت بالجهود اللبنانية المبذولة لتنظيم حركة مطار رفيق الحريري في بيروت.
رئيس مجلس النواب نبيه بري، استغرب أمس الاثنين من تعاطي البعض مع حراك المبعوثين الدوليين وكأنهم «بعبع»، نافيًا أن تكون أورتاغوس قد طرحت موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وكانت تلفزة لبنانية قد ذكرت أنّ «نائبة المبعوث الأميركي إلى الشّرق الأوسط مورغان أورتاغوس وضعت لبنان أمام فرصة أخيرة قبل التّصعيد، وعليه اغتنامها ليحقّق الخطّة الأمنيّة لتنفيذ كل بنود اتفاق وقف النّار، المرتبطة بجنوب وشمال نهر الليطاني من جهة، والإصلاحات الاقتصاديّة من جهة أخرى»، مشيرة إلى أنّه «تمّ نقل رسائل أميركيّة إلى لبنان، مفادها ألّا يراهن على الوقت، أي على المفاوضات الأميركيّة - الإيرانيّة، لأنه يمكن أن يكون قد فات الأوان لتحقيق التّقدم المطلوب»، وهذا ما تم نفيه من قبل الأوساط المواكبة للقاءات أورتاغوس مع الرئاسات الثلاث.
في الأثناء، واصل جيش الاحتلال الصهيوني اعتداءاته على جنوب لبنان، فقد زعمت إذاعة جيش الاحتلال نقلا عن مسؤولين أمنيين، أن «المستهدف في قصف إحدى مسيراته لدراجة نارية جنوب لبنان عنصر في حزب الله»، بينما استشهد مواطن في غارة شنها الطّيران المسيّر الصهيوني مستهدفًا طريق العديسة – الطيبة.
في السياق، أشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، إلى أنه «من موقع إدراكنا لخصوصية المرحلة وتعقيداتها والتهديدات والتحديات التي نواجهها، نعتبر أن الوطن مهدد في أرضه وأمنه من قبل العدو الصهيوني، ومهدد في قراره السيادي الذي يتعرض للاستباحة والمصادرة»، وأضاف في كلمة له خلال تشييع عدد من الشهداء أمس الاثنين، أنه «لا نريد إصلاحاً على مقاس الإرادات الخارجية وسياستهم التي تسعى إلى الهيمنة على البلد ومصادرة استقلاله، بل نريد إصلاحاً بمعايير وطنية صرف، بعيداً عن أي ارتهانات خارجية».
بينما أكد النائب حسن فضل الله، من بلدة بليدا في جنوب لبنان، أن «الاحتلال يستغل عجز الدولة اللبنانية»، داعياً إلى «موقف عملي على الصعيدين السياسي والدبلوماسي»، وطالب فضل الله الدولة بـ»عدم التخلي عن مسؤولياتها»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية اعتداءات الاحتلال، والعدو يستغل الأصوات العميلة في الداخل التي تدعو للقصف».