بغداد : الصباح

في ظلِّ تصاعد الحاجة إلى حلولٍ دائمةٍ لأزمة الطاقة، يخطو العراق بثباتٍ نحو تحقيق استقلاله في هذا القطاع الحيويِّ، عبر تبنّي مشاريع طموحةٍ لتطوير البنية التحتيَّة للكهرباء وتوسيع الاعتماد على الطاقة المتجدِّدة. وتهدف هذه الجهود إلى تقليل الاعتماد على الواردات الخارجيَّة.

وفي شباط الماضي، أعلنتْ وزارة الكهرباء تأهيل (8) شركاتٍ متخصِّصةٍ ضمن المرحلة الأولى من مبادرة البنك المركزيِّ لدعم الطاقة الشمسيَّة، بينما أُطلق مشروعٌ لتحويل النفايات إلى طاقةٍ كهربائيَّة، بإشرافٍ مباشرٍ من رئيس الوزراء محمّد شياع السودانيّ.

الخبير النفطيُّ، د. صلاح الموسوي أشار إلى أنَّ العراق يعتمد على واردات الغاز والكهرباء بكلفةٍ تبلغ نحو (5) مليارات دولارٍ سنويّاً، مُحذراً من استمرار هذا الاعتماد في ظلِّ تقلّبات أسعار النفط. وأكّد أهميَّة استغلال الموارد المحليَّة وتطوير مشاريع الطاقة المتجدِّدة.

ويمتلك العراق خامس أكبر احتياطيٍّ نفطيٍّ في العالم، بحدود (145) مليار برميل، واحتياطات غازٍ تُقدَّر بـ(131) تريليون قدمٍ مكعب. ويسعى البلد إلى استثمار الغاز المصاحب في توليد الكهرباء، وفقاً لما أكّده د. مظهر محمد صالح، مستشار رئيس الوزراء الماليّ، والذي كشف عن مشروع لاستغلال هذا الغاز خلال العامين المقبلين.

من جانبه، يرى خبير الطاقة دريد عبد الله أنَّ تعزيز الإنتاج المحليِّ للطاقة يُعزز من استقلال العراق السياسيِّ، داعياً إلى تبني استراتيجيَّةٍ وطنيَّةٍ شاملةٍ تتبنّاها الحكومات المتعاقبة.

بدوره، أشار الخبير الاقتصاديُّ صالح الهماش إلى أنَّ التحدي الأكبر لا يكمن في الموارد، بل في سوء إدارة القطاع والتجاذبات السياسيَّة التي تُعرقل التنفيذ، في وقتٍ يحتاج فيه العراق إلى إصلاح إداريٍّ شاملٍ يواكب طموحات الطاقة.