مشوار التصفيات طويل ويتطلب قائمة مفتوحة للاعبين الجاهزين

الرياضة 2019/07/19
...

اعداد / علي النعيمي
سحبت قبل أيام قرعة التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023 في مقر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالعاصمة الماليزية كوالالمبور وقد حلّ منتخبنا في المجموعة الثالثة الى جانب إيران والبحرين وهونغ كونغ وكمبوديا، اذ تتأهل 8 منتخبات صاحبة الصدارة في كل مجموعة، إضافة لأفضل 4 من أصحاب المركز الثاني مباشرة إلى نهائيات كأس أمم آسيا 2023 التي ستقام في الصين، والمرحلة المقبلة من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022 المقرر إقامتها في قطر وسينافس أفضل 24 منتخبا آخر في دور منفصل للتصفيات بحثا عن 12 مكانا متبقيا في كأس أمم آسيا والتي تضم منافساتها 24 منتخبا،» الصباح الرياضي» خصصت هذه الوقفة للحديث عن الجوانب الإدارية والفنية للفرق التي سنواجهها بدءا من يوم العاشر من أيلول المقبل وماذا ينبغي ان يفعله منتخبنا من خطوات، ابرزها معالجة رحلات السفر والتحضيرات ، فضلا عن إعطاء بعض النبذ المختصرة عنها.
هل مجموعتنا صعبة؟
تباينت آراء الشارع الرياضي والمتخصصين بشأن القرعة فمنهم من يرى انها صعبة في ظل وجود المنتخب الايراني صاحب التصنيف الاول على القارة، ومنهم من يعتقد انها متزنة وان إمكانية منتخبنا في التأهل كبيرة ، واقعا من الصعوبة بمكان الحكم نظرياً على أسماء المنتخبات وتقدير قوتها من ضعفها من خلال تصنيف الفيفا على سبيل المثال تحتل ايران حالياً المركز 23 عالمياً في حين تشغل البحرين المركز 109 وهونغ كونغ 140 وأخيرا كمبوديا المرتبة 169 لكن تصفيات كأس العالم تقام على فترات متقطعة بخلاف التجمع ضمن البطولات القارية، والمتغيرات فيها كثيرة وعليه نقول انها كانت قرعة منطقية ومتوقعة لأننا سنلاقي احد المنتخبات القوية من المستوى الاول ومنتخباً آخر أقل قوة من المستوى الثالث وهكذا مع الرابع والخامس والأهم وليس مهماً مع من وقعت وضد من سوف تلعب، الأهم من هذا وذاك ماذا سنعمل ونجهز لأول مباراة من التصفيات وان نختم المسيرة بذات التأهب.
 
قائمة مفتوحة ودكة عامرة
ان الجهاز التدريبي مطالب منذ هذه اللحظة بانتهاج آلية مرنة تعتمد على القائمة المفتوحة من اللاعبين الذين سيتم اختيارهم خلال تصفيات كأس العالم على ان تكون الاولوية للاعبين الجاهزين لأنها تقام على فترات متقطعة غير منتظمة وهنا سوف تكون المؤشرات الفنية للأداء متذبذبة  وغير مستقرة وان المعيار الحقيقي والتفاضلي سيكون الاعتماد على اللاعب الاكثر جهوزية من حيث اللياقة والعطاء والتأهب النفسي والذهني  للحدث المونديالي لذا نطالب المدرب كاتانيتش بالانفتاح على الجميع ومن ضمنهم لاعبو المهجر على غرار زيلوان حمد ويعقوب يونس بالإضافة الى مواهب الداخل لأننا بحاجة الى دكة عامرة بالبدلاء الجاهزين .
 
إجراءات إدارية مطلوبة  
من الأمور اللوجستية التي يجب ان نأخذها بنظر الاعتبار هي التخطيط الصحيح للمباريات لاسيما اللقاءات التي تقام خلال خمسة أيام وما يترتب عليه من اجهاد واعياء، فمثلاً سيخوض منتخبنا ثاني مواجهاته امام هونغ كونغ في البصرة وبعدها بخمسة أيام سيلعب ضد كمبوديا أي الخامس عشر من تشرين الاول واذا ما حسبنا مسار الرحلة التي ستكون من البصرة الى الدوحة ساعتين ومن ثم من العاصمة القطرية الى بنوم بنه لنحو 10 ساعات فلابد من تقديم وقت مباراة هونغ كونغ وجعله في الساعة الثالثة ظهراً من اجل كسب الوقت وزمن الاستشفاء وكذلك علينا الاستعانة بـ Air Coach  او «مدرب السفر والتكيف» الذي يستخدم الرحلات الجوية للتغلب على المشاكل التي تصيب الجهاز العصبي الناجمة عن اختلاف التوقيتات بسبب خلل بسيط في ساعة اللاعب البيولوجية، وعدم انتظام أوقات النوم ونوعية الطعام وضبط الايقاع البيولوجي او استخدام شراء العدسات البيولوجية (لايت ثيرابي) أي «عدسات العلاج بالضوء» تقدر بنحو 200 دولار يتم برمجتها وفقاً لساعات اللاعبين البيولوجية تقوم بإرسال الايعازات الى الغدة الصنوبرية في الدماغ لإفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النعاس ومن ثم النوم بالوقت المحدد.
 
المنتخب الايراني وحقبة فيلموتس
بعد رحيل المدرب السابق للكرة الايرانية البرتغالي كارلوس كيروش واسناد المهمة الى البلجيكي مارك فيلموتس فأن كرة الجارة تغيرت بشكل كبير وانتهج المدرب الجديد ستراتيجية تميل الى الهجوم وتفعيل طرفي الملعب بشكل واسع والرهان على لاعب او لاعبين في الوسط لتفعيل الهجمات في الثلث الهجومي وبكثافة عددية كبيرة وقد راقبنا أسلوبه الخططي في مباراتي سوريا وكوريا الجنوبية التجريبيتين وقد شاهدنا نزعته الهجومية بوضوح بعيداً عن الفلسفة الكيروشية السابقة (البلوك المتحرك في منتصف الملعب وتعقيد خيارات التمرير والصراع الشرس في وسط الملعب على الثنائيات والاعتماد على التحول السريع وطريقة اللعب المباشر (الهوائية او الكرات البينية او استغلال الكرات الجانبية الطويلة) كانت هناك أدوار مميزة للظهيرين رضائيان وميلاد محمدي في طرفي الملعب وفتح خيارات التمرير بالتزامن مع تحركات جهان بخش ومهدي ترابي وقاما بتغيير مراكزهما بعد نزول نور ألهى بالإضافة الى الركائز الفولاذية في وسط الملعب حاج صافي و أوميد ابراهيمي وترك خط الهجوم تحت أمرة كريم انصار فرد ومهدي طارمي واستمرت منهجية فيلموتس في تفعيل الطرفين عبر الزج بأميري ومسعود شجاعي، المنتخب الايراني متطور ولديه عناصر مثالية تجيد تطبيق أي فلسفة او نهج خططي لكن سنلعب امامه في طهران بحضور 100 الف متفرج وسيلعب ضدنا في البصرة أيضا أمام 75 ألف مشجع، ظروف المباراتين تخضع لعوامل عديدة منها جاهزية اللاعبين والاصابات وطريقة تحضير كاتانيتش النفسية والذهنية والتكتيكية لهما وبقناعة تامة نرى ان الحظوظ متساوية في الفوز والخسارة وما بينهما التعادل في ظل مواجهتي الذهاب والإياب والإفادة من عامل الأرض والجمهور.
 
البحرين مع البرتغالي سوزا
بعد اقالة المدرب السابق التشيكي ميروسلاف سكوب، تعاقد الاتحاد البحريني مع المدرب البرتغالي هيليو سوزا الذي استلم عمله في نهاية الشهر الماضي ويتواجد حاليا في لشبونة مع المنتخبين الاول والاولمبي استعداداً لبطولة غرب اسيا التي ستقام في العراق بعد أيام، سوزا هو خبير في الفئات العمرية عمل لمدة عشر سنوات مع منتخبات  بلده لفئة الـ 17,18,19,20 وقاد منتخب البرتغال تحت سن 19 إلى أول بطولة أوروبية بعد هزيمة إيطاليا 4-3 وأيضا ظفر بكأس بطولة أوروبا تحت 17 في العام  2016 بعد تغلبه على اسبانيا.
من خلال متابعاتنا له خلال فترة عمله السابقة  وجدنا ان ستراتيجيته هجومية أيضا ويراهن على نظام لعب 4-3-3 أي يلعب بمهاجم صريح في الامام بمساعدة جناحين  (يمين ويسار) يتحول احدهما الى مهاجم ثان لديه في الوسط لاعب ارتكاز دفاعي وامامه يوجد لاعبان لصناعة اللعب والتحضير وسيعتمد على المجموعة التي اشرف على اعدادها مدرب الاولمبي التونسي سمير شمام على غرار اللاعبين  جمال راشد، مهدي حميدان، وراشد الحوطي ، علي جعفر مدن  بالإضافة الى ثلاثة لاعبين محترفين هم عبد الله يوسف المحترف في نادي بوهيميانز براج التشيكي، و ثنائي النصر الكويتي سيد ضياء سعيد والسيد مهدي.
 
هونغ كونغ بأفكار باتيلاينين والتجنيس
يمكن ان نعد منتخب هونغ كونغ من المنتخبات الآسيوية المتطورة وقد استفاد هذا البلد كثيراً من برامج التأهيل وورش العمل التي اقامها الاتحاد الاسيوي بدءا من العام 2010، رغم انة حصل على المركز الثالث قاريا على التوالي في بطولتي 1956و1960، اشرف على كرة هونغ كونغ في العام الماضي المدرب  الانكليزي السابق غاري وايت، لكن اتحاد هذا البلد تعاقد أخيراً مع المدرب الفنلندي مكسي باتيلاينين الذي اشرف على تدريب منتخبي بلده الأم ولاتفيا بالإضافة الى تجاربه في الدوري الاسكتلندي، يعتمد منتخب هونغ كونغ على فكرة التجنيس ويوجد في المنتخب الحالي 15 لاعباً مجنساً من اسبانيا وانكلترا والبرازيل ونيجيريا واليابان لكن ليسوا من اللاعبين السوبر وكذلك البعض منهم كبير في العمر، فعلى سبيل المثال نرى ان رباعي الدفاع المجنس يتألف من النيجيري بايسي  والإنكليزي كن مان و الاسباني اندي دانيال والصيني تونغ مان اما الجناحان فهما الياباني ناكامورا والإنكليزي انتوني ونرى ان هداف المنتخب هو البرازيلي جوفاني و زميله اوليفرا ويعتمد المدرب باتيلاينين على التشكيل  3-4-1-2مع اختلاف نظام اللعب من حيث الأدوار لكنه ينتهج طريقة لعب ترسخ من فكرة الكرات الطويلة «السنتر شوت» الكلاسيكية وهذا الأداء كان ملازما للمنتخب الفنلندي خلال الفترة من 2011 لغاية  2015 ويراهن على رأس حربة وخلفه محطة مع سرعة التحولات من وسط 
الميدان 
 
كمبوديا بقيادة الياباني هوندا
لقاء منتخبنا امام كمبوديا ربما سيكون الاول في سجل المواجهات المشتركة على مستوى القارة  وقد احتل هذا المنتخب الآسيوي المركز الرابع في بطولة كأس آسيا في العام 1972 أي قبل أربع سنوات من حصول منتخبنا على المركز الرابع في كاس القارة في  1976 وبعدها عانت كرة هذا البلد الاسيوي من الحرب الاهلية بالإضافة الى التدخل العسكري الفيتنامي ولم تهدأ الاوضاع الا بعد العام 2010 التي شهدت نهضة كروية كبيرة عن طريق استقطاب الكفاءات التدريبية من اليابان وكوريا الجنوبية وقد احدث المدرب الكوري لي هون تطورا ملحوظا في الأساليب الخططية بيد ان مفاجأة اليوم كانت بتعاقد الاتحاد الكمبودي لكرة القدم مع نجم المنتخب الياباني السابق ومهاجم ميلان السابق كيسوكي هوندا الذي جمع ما بين التدريب واللعب مع ناديه الأخير الأسترالي ملبورن فيكتوري حيث خاض آخر مواجهة له في دوري أبطال آسيا امام هيروشيما في الثاني والعشرين من شهر أيار الماضي، ليعتذر بعد عن ذلك عن اللعب والتحق بمنتخب كمبوديا خلال بطولة كأس سوزوكي لكرة القدم التي تضم 10 فرق في جنوب شرق آسيا في العام الماضي وقبل اشهر فاز على باكستان ولاوس، هوندا لن يعمل وحده في هذه المهمة بل يساعده المدرب الارجنتيني فيلكس دالماس ابن 31 عاما الذي سيكون مستشارا ومحللا 
فنيا.