اتحاد الاذاعيين والتلفزيونيين يحتفي بـ {صديقة الملاية} و {دجلة حكاية وطن}

الصفحة الاخيرة 2019/07/23
...

بغداد / هيفاء القره غولي 
احتفى اتحاد الاذاعيين والتلفزيونيين، بالمخرج د. حكمت البيضاني، بعرض فيلميه “صديقة الملاية” و”دجلة حكاية وطن” في جلسة أدارها أ. د. صباح الموسوي.
وقال د. المخرج حكمت البيضاني، لـ “الصباح” ان: “فيلم صديقة الملاية.. سيناريو حسن العاني ومعالجة درامية لياسر الياسري، صور في العام 2009 وكانت ظروف البلد تحتم التطرق الى هكذا نوع من الافلام” مضيفاً: “معالجة الفيلم تمت وفق رؤية صوتية صرف.. العمل كتب بسيناريو وحوار وزوايا متنوعة، حاولت ان اعمل على بنية صوتية مختلفة عن القصة الاساسية”.
واكد: “استعنت بلغة حوار توصل المعاني بلغة الصورة والموسيقى” مشيراً الى ان: “الصوت عنصر مضاف الى الصورة، لانه يضيف المعاني التي تريد الصورة ان توصلها”.
وأوضح: “لو عملنا مقارنة بين الفيلم الصامت والفيلم الناطق الذي كان سيفاً ذا حدين؛ ففي 1927 ظهر الصوت واصبح نوعاً من تخبط، الى ان تطورت تقنيات الصوت والصورة مع السنوات” مبيناً: “حاولت من خلال الفيلم ان اقدم منظومة صوتية تحمل المعاني والرموز التي تنطوي عليها “صديقة الملاية” كاحدى رموز الثقافة والذاكرة الجمعية، اما “دجلة حكاية وطن” فمختصر لمشروع متكامل وسلسلة من 30 حلقة، تسرد تاريخاً طويلاً بشكل محايد ومختزل لريادة دجلة كونها الشاهد على ما مر به تاريخ العراق”.   
من جانبه تحدث د. صباح الموسوي، قائلاً: “الصورة اولاً والصوت ثانياً.. معادلة غير دقيقة؛ لاننا اذا فقدنا احد العنصرين فسيكون الواقع ناقصاً” موضحاً: “الصوت عنصر متداخل مع الصورة وليس بمعزل عنها؛ بدليل “صديقة الملاية” عبر عن تقنية الصوت ودلالاته ورموزه وحرر الصورة؛ لانه في الفيلم الصامت الصورة تتحمل عبئين بين التفسير والتعبير وعندما جاء الصوت هنا تحمل عبء التفسير واعطى للصورة حرية التعبير، اما الجانب الثاني فهو الواقعية؛ الفيلم خلق متعة فكرية وبصرية”.
أبدت الفنانة عواطف نعيم، إعجابها قائلة: “الفيلم متعة بصرية، نحن بحاجة لها في ظل الاحباط المحيط بنا كعراقيين، معرجة على فيلم “صديقة الملاية”، وهو اجابة لفيلم “دجلة حكاية الوطن” لانها ذاكرة وطن في الفنون والموسيقى، وكل ما يتمثل بالثقافة الشعبية والانسانية والاخلاقية والوطنية للذاكرة العراقية” مضيفة: “الصوت يختزل المواجع ويعبر عن المعاناة وبطل الفيلم باسم عبد القهار قدم عرضاً عبر من خلاله عن انسان يحلم باصالة عراقية غير مشوهة وغير 
مهجنة”.
في الشأن ذاته قال الناقد السينمائي مهدي عباس: “اكتشفت من خلال الفيلم ان المخرج حكمت البيضاني، ذو حس اخراجي عال ونظرة فنية بحتة، والكاميرا تتحرك  بشكل محترف وتلتقط الزوايا الصحيحة وتقدمها كأنها لوحات مرسومة، اجاد فيها الفنانان فخري العقيدي وباسم عبد القهار” مبيناً: “استخدم الرمزية التي تحرك عقل المشاهد وتجعله يفسر الاحداث” مطالباً البيضاني ان يستمر بالاخراج لان الفترة الاخيرة تشهد وجود حركة للفيلم الروائي الطويل.
ونوه المخرج د. علي حنون، الى انه يخالف الحديث عن رمزية الصوت، في هذا الفيلم: “ارى ان رمزية الصورة اعلى.. الفيلم عبارة عن قصيدة صورية سردت بطريقة متفردة تنسجم مع ثيمة الحكاية، وهناك انتقالات بالسرد لا يمكن ان نستخدمها في حكاية واقعية” متابعاً: “لاحظنا ان البيضاني يميل الى التكوين المسرحي خصوصاً في لقطات المقهى والطفل، والصوت داعم للصورة”.
واوضح د. صالح الصحن: “دجلة حكاية وطن، تأليف علي محمد سعيد، بحاجة الى فواصل صورية تحمل صوتاً حقيقياً؛ كي لا يكون السرد الحواري “فويس اوفر” على طول الفيلم” مرجحاً: “اما في صديقة الملاية فالبيضاني كان فارساً.. حسن التصرف بالقصة؛ لانه خلقها 
بصرياً”.