احتفى الملتقى الاذاعي والتلفزيوني، مساء الاربعاء الماضي على قاعة الجواهري، بجلسة استثنائية بالفنان سعدي توفيق البغدادي، العائد من الولايات المتحدة الاميركية بعد رحلة اغتراب امتدت لسنوات طويلة عن الساحة الغنائية العراقية، وعبر المحتفى به عن سعادته، ان يتم الاحتفاء به من قبل المثقفين، لأنّه استطاع تقديم أعمال ذات قيمة فنية اثرت بشكل كبير في نفوس المستمعين.
اشار رئيس الملتقى د.صالح الصحن، الذي ادار الجلسة الى ان البغدادي مطرب يمتلك من الاحساس العالي والمميز في ادائه الذي اثر بشكل كبير على الذائقة العراقية والعربية، فضلا عن ذوقه في اختيار المفردات المهذبة والجميلة والتي تجعلنا نعشق الاستماع الى اغانيه صباحاً ومساءً وفي كل وقت نشاء دون ان نشعر بلحظة من الملل، لذا تسارعنا نحن في اتحاد الادباء من خلال الملتقى الاذاعي والتلفزيوني الى الاحتفاء به كونه في زيارة سريعة الى بغداد لنؤكد للعالم بأن الفنان والمثقف في العراق جدير بالتقدير والاحترام.
ليجيب بعدها المحتفى به عن أسئلة مدير الجلسة، قائلا: احب الحياة واعشق الفن ولا استطيع ان اكون بعيدا عن الناس، مبيّنا انه لا يخاف التحدي في الاعمال الفنية وفي اختياراته الشعرية، وطالب الشعراء بالابتعاد عن استخدام المصطلحات الجارحة بحق المكفوفين، ليشير الى انه لايزال متواصلا مع بعض الفنانين رغم انه مستقر في اميركا، ابرزهم “الفنان كاظم الساهر، وحسام الرسام”، وزيارته تأتي استجابة لاشتياقه لبلده العراق.
لافتا الى احيائه عدة حفلات في مشيغان في اميركا، ليستذكر بداية ايامه وعلاقاته مع الفنانين ومحبيه ورحلاته الغنائية في المحافظات العراقية، ثم غنى مجموعة من اغانيه للحاضرين، اهمها” بالك ياعراقي تسمع حجي عذالك، وعليمن ياقلب، وشكتبلكم، ولو حبي”.
وفي ختام الجلسة قدمت شهادات عن الفنان المحتفى به، ابرزهم “الزميل الناقد الموسيقي سامر المشعل الذي استذكر زيارته لمنزله قبل اكثر من 20 سنة من اجل اجراء حوار صحفي، مؤكدا ان صوته المازج بين اللون الريفي والبغدادي سبب حقيقي في نجاحه رغم عدم تسليط الضوء عليه في تلك الفترة وحتى في الوقت الحاضر، وانه يحمل إرث الغناء البغدادي، مشيرا الى ان سعدي خريج مدرسة مهمة هي معهد المكفوفين الذي تخرج الى جانبه نخبة من اهم العازفين والمطربين الذين كانوا يهيمنون بابداعهم على الاذاعة آنذاك، كما ان فرقتهم قدمت مجموعة من اهم الاغاني حتى في بدايات افتتاح
التلفزيون.
فيما اشار المصور الفوتوغرافي رازكار، الى علاقته الوطيدة مع المحتفى به منذ بداية التسعينيات ولاتزال ليومنا هذا، والى النصائح التي ابداها له كفوتوغرافي، ليتم تكريمه بدرع الجواهري وقلادة ابداع الملتقى من القائمين على هذه الجلسة.