إعلاميو الزمن الجميل يحتوون جمهورهم

الصفحة الاخيرة 2019/08/17
...

بغداد / هيفاء القره غولي
قالت مذيعة النشرة الرئيسة من قناة NRT عربي نور خوام النعيمي: «لم تعد الشهرة تتطلب موهبة خارقة وسعياً وجهداً ومراناً ودراسة وإلزاماً؛ فالسوشل ميديا والفضائيات، خلقت نجوما من أناس لا توصيف إعلامي لهم.. ليسوا مقدمي برامج ولا معدين ولا مخرجين» مؤكدة: «نجوم مجانيون، يظهرون من شاشات قنوات تلفزيونية تشكل مساحات فضائية واسعة، زجتهم في البث من دون أن تجري لهم اختبارا، بإشراف متخصصين يحسنون تقدير مستوياتهم».
الى ذلك قال الشاعر عباس عبد الحسن: “المؤسس بشكل صحيح ينفذ الى شغاف القلب؛ لذا ترين علاقة حميمة نشأت بين المشاهدين والمستمعين وبين مذيعي ومقدمي برامج الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، الى أن انفلتت المعايير في التسعينيات، وما زالت تنفلت نكوصا عن مقاييس العمل التلفزيوني والاذاعي المعتمدة، وصارت الملامح متشابهة، فالجميع يتبرجن بوسائل طبية تجعلهن متشابهات في ضباب ذاكرة الجمهور تلفزيونيا، ويتناغمن مع نزوات المراهقين عبر أثير الراديو، بموضوعات غير جادة؛ ما يجعل الانطفاء والافول أسرع من التألق واللمعان.. لا نجم حقيقي في السوشل ميديا والفضائيات اللامسؤولة التي تشغل الاقمار الاصطناعية” متابعا: “أما مذيعو الحقب الرصينة، ذوو التجارب الراسخة؛ فبرغم مرور عقود من السنوات، على غيابهم عن الشاشات، لكن الناس ما زالت تتذكرهم، وحتى الاجيال التي لم تعاصرهم، تسمع عنهم خيرا وتشتاق لعافية زمن غابر، آملة أن يعود” متسائلا: “فهل من عودة للغابرين؟”.
من جهته قال الاعلامي عادل العرداوي: ان “نجوم المراحل الماضية، ممن تابعهم المستمعون عبر الاذاعة والتلفزيون، مثل سعاد الهرمزي ونهاد نجيب ومقداد مراد ورشدي عبد الصاحب ومؤيد البدري وكامل الدباغ، وأمثالهم، كانوا نجوما بمحبة الناس.. بشعبيتهم.. ونفاذهم الى مشاعر الناس.. وليس بالاستعراضات المفتعلة، كما هو حاصل الان.. ثياب مبالغ بها وحركات غير محسوبة جماليا.. غاب الالتزام فلفظهم الجمهور” مبينا: “انا من جانبي، تبلور مشروعي الثقافي.. بتنوعه، شعريا وإعلاميا وبحثا تراثيا، من خلال الاصغاء لهؤلاء واقتداء خطواتهم في القراءة والدراسة والتدريب ومنهجية التوجهات، وهذا ما فعله سواي من ابناء جيلي، وهم يقضون وقتا طيبا.. مفيدا ومسليا في متابعة أداء تلك النخب الاعلامية، على شاشات التلفزيون ووراء مايكروفونات الاذاعة.. رشاقة الاصغاء لرهافة الطرح”.
واستفاض العرداوي: “برغم كوني شاعرا وإعلاميا، لست مهندسا او رياضيا، لكن أشعر ان كامل الدباغ ومؤيد البدري يحتويانني، وهذا ما يشكل جيلا كاملا تربى على رفعة القيمة الاعلامية الرائدة في توجيه المجتمع من خلال العلم والرياضة والفن.. عدسة الفن، إعداد خالد ناجي الذي توفي منذ ايام قليلة وتقديم خيرية حبيب.. عافاها الله وأطال في عمرها، كل واحد من هؤلاء ايقونة مقومة للمجتمع والنشء الشاب، كل من منطلقات ميدانه.. فنا وعلما ورياضة وسواها”.