تحدث المخرج جمال عبد جاسم عن التلقائية قائلاً: الممثل او مقدم البرامج يجب ان يتصف بالعفوية، في الاداء، لكن قليلين الذين يتحلون بتلك الصفة، مؤكداً: عرف ممثلون ومقدمو برامج بأداء مرهف، رسخ في ذهن المشاهدين.. منهم الفنان سليم البصري، الذي اشتهر بتلقائية شعبية حميمة، ومن المصريين كمال الشناوي وعبد الوارث عسر واخرون.
واضاف: الانسان العفوي، نطلق عليه باللهجة العامية “الي بقلبه على لسانه” ومقدم البرامج الناجح او الممثل يجب ان يكون لديه اسلوب تلقائي في إخفاء شخصيته الحقيقية، وتقمص الدور، بعيداً عن التصنع؛ ما يجعله يصل الى القلوب بشكل اسرع.
من جانبه قال هاشم ابو عراق: التلقائية موهبة لاتقل عن سواها.. يهبها الله للشخص، وقد تتوفر في عدد من مقدمي البرامج والممثلين،متابعاً: نحن كصناع للدراما نشعر بالخلل اذا ماكان هناك افتعال أدائي من قبل الممثل، وكذلك مخرجو البرامج، يلمسون توتر مقدم البرامج، فإذا هو مسجل يعيدون وإذا بث مباشر.. يستثمرون الفواصل في تهدئة روع المقدم، بالمقابل نشعر بالزهو عند إجادة الممثل او مقدم البرامج، مستذكراً: الكثير من مقدمي البرامج في القنوات العالمية، نشاهد لديهم تلقائية جميلة بتناول الحدث او ادارة الحوار، وكأنما هو لم يكن مكلفاًبتقديم العمل وانما جاء تطوعاً وقدم العمل باجمل مايكون،متابعاً: اتمنى ان يحذو الكثير من الزملاء في قنواتنا الفضائية بان يمتلكوا التلقائية او على الاقل التدريب عليها.
واستفاض: شاهدت قبل يومين برنامجاعلى شاشة احدى القنوات الفضائية، وقعت فيه المقدمة بثلاث غلطات عجيبة، وكأنما لايوجد ملاحظ اومتابع للبرنامج، وكيف تمت مشاهدته قبل بثه، علماًبانه برنامج مسجل وليس مباشراً.. على الهواء.
في الشأن ذاته اكد المخرج علي هاشم حسين، ان: التلقائية تعتمد على مدى العمق الثقافي، فكل المقدمات والمقدمين في القنوات العربية والعالمية يمتازون بعمق الثقافة والاسترخاء،ويتزودون بمعلومات دقيقة عن الضيف ومحور الحلقة، قبل إجراء المقابلة؛ لانها تمتلك معلومات كاملة عن الضيف، في حين اليوم نشاهد مذيعات يلتقين مع الضيف وهن لا يعرفن عنه شيئاً سوى مامكتوب لهن على الورق المعد مسبقاً، مبيناً ان: اغلب المذيعات تتقيد حناجرهن بالمولوتون– الدرجة الواحدة، اي تتحدث من دون ايقاع؛ فيحدث الخلل امام المشاهد.. بطريقة منفرة؛ ما يجعله لايحبذ المشاهدة.