فاروق هلال.. مكتبة غنائيَّة تراثيَّة لكلِّ زمان

الصفحة الاخيرة 2019/08/31
...

بغداد/ وائل الملوك
 
احتفى المثقفون العراقيون بالتاريخ الإبداعي للفنان فاروق هلال، خلال جلسة أقامتها جمعية الثقافة للجميع على قاعة نازك الملائكة مساء الثلاثاء الماضي، أدارت الجلسة الإعلامية بشرى سميسم، وتحدث عن هلال الباحث حيدر شاكر ود.هيثم شعوبي، وقدّم تراث الابداع المطربة غادة واصف والفنان طلال علي وشاركهما في الغناء المطرب علي حافظ، بحضور جمع كبير من المثقفين والفنانين بمختلف الاختصاصات. 
مديرة الجلسة، بشرى سميسم، خلال حديثها، قالت: هو هلال اكتمل بدره دائما بأغانٍ وألحان هي من صميم الأصالة، أشرقت في سماوات الفن الاصيل، وقد عرف بأناقته في جمله الموسيقية، مكتشف النجوم الذين كانوا ذات يوم أصواتا شابة، “فاروق هلال” مطرب وملحن من مواليد بغداد 1935، وتخرج من معهد الفنون الجميلة عام 1957، وبعد عامين من تخرجه تقدم الى اختبار الاذاعة والتلفزيون وسجل اولى اغانيه “عالبال” التي كانت من ضمن برنامج ركن الهواة، وعام 1975 اصبح رئيسا لجمعية الموسيقيين العراقيين، وخلال فترة الثمانينيات قدم “أصواتا شابة”، وفي بداية التسعينيات اصبح نقيباً للفنانين، وبعد عام 2003 غادر العراق واستقر في القاهرة ولايزال الى يومنا هذا يقدم ألحانه لكبار المطربين، وأهم أعماله “علّمني عليك، واسألت عنك، وتعاليلي، وخطار اجانه العشك، وردت انساك”.
كذلك استذكر الباحث حيدر شاكر، صداقته وايامه التي رافقها مع الفنان فاروق هلال، مطلقا عليه اسم المعلّم الذي نذر حياته للفن بين الاحتراف والهواية، موضحا: أنّ هلال في بداياته عام 1959 حتى 1970 كان مصدرا للازعاج لكثير من الفنانين وحتى للجمهور البغدادي، كون ألحانه وأغانيه كانت تحاكي الشباب، واعتبرها البعض بعيدة عن المدرسة البغدادية، مشيرا الى انه مارس التمثيل في احدى الافلام السينمائية آنذاك، وأشهر أغانيه كانت “كذبة نيسان” و “عيون حلوة”، كما انه كان يلحن على المستوى التربوي لطلبة المدارس الاناشيد والاوبريتات.
فيما تحدث، د.هيثم شعوبي، المختص بالتراث الموسيقي، عن تجربته مع المحتفى به في عام 1979 خلال تشكيل الفرقة النغميّة مع مجموعة اخرى من الفنانين، وتمت دعوة شباب واعد من طلبة الفنون الجميلة، واغلب المنشدات من طالبات الاعدادية، مؤكدا أنّه من سمّاها بالفرقة النغميّة تيمناً بمعهد الدراسات النغميّة والتي احتلت مكانة جيدة ونافست العديد من الفرق، واول نشاطها كان على قاعة الشعب، وكان هلال هو من يزوّدنا بالألحان حتى فترة التسعينيات قبل أن تأخذ اسما آخر، ليؤكد للحاضرين على انه سيكرّم هلال في مصر “بماعون شعوبي للتراث الموسيقي” عندما يلتقيه في الاسابيع المقبلة.
ثمّ استمع الحاضرون لرسالة الفنان فاروق هلال الصوتيّة، التي شكر فيها محبيه، واستذكر مشواره الفني وكيف اكتسب الثقافة الموسيقية منذ الصغر، مشيرا الى انه اول ملحن يدخل معهد الفنون من اجل ان يتقن الثقافة الموسيقية، واول من لحن الشعر الحر، وانه كان يعزف الكيتار وبعدها تعلّم العزف على آلة العود.   كما تحدث عدد من الحضور مستذكرين ابرز المحطات الابداعية، منهم “المخرج الاذاعي جمال محمد، والشاعر محمد المحاويلي الذي اكد أن هلال كان يختار أشعاره بأسلوب عالٍ في البنية الشعرية، ليسمعنا مقطعا مرسلا من قبل الفنان الخليجي عبد الله رويشد وهو يغني أحد ألحان المحتفى به.
تخلل الجلسة غناء لمجموعة من أعمال الفنان فاروق هلال، وقام بادائها كل من “غادة واصف التي غنت “ اسألت عنك”، واغنية “ردت انساك” و”علمني عليك” التي أجاد غناءها الفنان طلال علي، ليختتم الجلسة المطرب علي حافظ  بأغنية
 “خطار”.