فؤاد عبد الرزاق الدجيلي
تعد التربية الموسيقية للأطفال أساساً للثقافة الموسيقية التي يزودون بها حتى ينشأوا قادرين على تذوق الموسيقى بها، وحتى احترافها إذا كانت لهم المواهب المؤهلة لذلك.
إذ مرحلة الطفولة هي المرحلة التي يكتسب فيها الطفل حصيلة موسيقية تؤلف أتجاهه نحو الاهتمام بالموسيقى ، والاستمتاع بها بقدر ما تقدمه الأسرة والمدرسة من خبرات موسيقية مناسبة لمرحلة نموه وليس هناك مجتمع يخلو من أغانٍ وترانيم تتغنى بها الأمهات لأطفالهم مهما كان مستوى الأسرة الثقافي أو الأقتصادي ومهما كانت بيئة الأسرة سواءً أكانت في الريف أم في المدينة ،إذ تغني الأمهات تلك الأغاني عندما يحين موعد نوم الأطفال أو عند تغذيتهم أو
تدليلهم ... وهكذا تهدأ مشاعر الأطفال ويجلب السرور
إليهم.
وتُعد أغاني المهد هذه مقدمة تهيء الأطفال لحب الموسيقى
وتذوقها.
وعندما يكبر الطفل فإن الأسرة يجب أن تعوده على الاستماع للموسيقى وخاصة ذات الأيقاع البسيط الواضح ، كما يمكن أن ينشد أفراد الأسرة (الأم والأطفال الأكبر سناً) بعض الأناشيد ويبدأ الطفل بالأشتراك معهم أيضاً حتى لو لم يتقن الألفاظ فإنه يشترك في اللحن
، وفي هذا الغناء الجماعي تدريب جهد الطفل على المشاركة الوجدانية مع الجماعة التي ينتمي
إليها.
ومن الجدير بالذكر أن تعطى التربية الموسيقية في دور الحضانة، أو رياض الأطفال الاهتمام الكبير ، حيث يسعد الاطفال بالموسيقى والأناشيد الجماعية والإيقاع على النغم الموسيقي ..
وفي كل هذه الأنشطة فوائد تربوية تثقيفية ، إذ يمكن أن تدور الأناشيد مثلاً حول المواضيع التي يجب على الطفل أن يعرفها ، أو أن يكون أداة تكوين قيمه الاساسية وولائه للوطن ، كما يمكن أن تعالج الأناشيد نواحٍ إجتماعية، أو علمية كأن تشمل معلومات بسيطة عن الحيوان والنبات وظواهر الطبيعة
وغيرها.
كلنا يعرف بساطة أناشيد رياض الأطفال التي ينشدون بها الأطفال وهي عديدة وذات ألحان جميلة وإيقاع سلس ، كما تعالج أموراً متنوعة اجتماعية وعلمية ، ويحكي بعضها قصصاً عن الحيوانات الأليفة والمعروفة لدى الأطفال وهذه الأناشيد عديدة تناسب الأطفال في طفولتهم المبكرة على الوجه الخصوص، وتعدّ جزءاً من النشاط اليومي في رياض
الأطفال .
وفي المدرسة الأبتدائية يمكن أن يأخذ النشاط الموسيقي شكلاً أكثر تعمقاً ، إذ يمكن تخصيص دروس الغناء والموسيقى في الجدول الدراسي
اليومي ..
وفي مثل هذه الدروس تبرز من خلالها مواهب الأطفال الموسيقية ويمكن تعليم بعضهم العزف الموسيقي الذي يجب أن يبدأ في سن مبكرة وبهذه الطريقة يمكن تأليف فرق موسيقية يتدرب فيها الأطفال على مهارات العزف الجماعي فيكتسبون مهارات الدقة والأنضباط ويتعودون على أحترام العمل
الجماعي.
كذلك يمكن تأليف فرق الغناء الجماعي للأطفال .. وفي هذا تحقيق فوائد تربوية وفنية كثيرة ، كما يمكن تأليف فرق الرقص التوقيعي المصاحب للنغم الموسيقي ، ويدرب الأطفال على الرقصات الشعبية البسيطة وكلها أنشطة تربوية لها فوائدها الاجتماعية والخلقية ، فضلاً عن جوانبها
الفنية.