ضيّفت رابطة النقاد والأكاديميين في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الدكتور رياض التميمي للحديث عن التداولية وما حولها بحضور نخبة من الادباء والمثقفين.
واستعرض بداية الناقد علوان السلمان سيرة مختصرة عن أستاذ اللسانيات وعلم اللغة الدكتور رياض التميمي الحاصل على دكتوراه في الأدب، إذ كتب أكثر من أربعين بحثاً، كما وقد شارك في مؤتمرات داخلية وخارجية، وكذلك هو عضو اللجنة الوزارية لتحديث منهج اللغة الانكليزية، وعضو اللجنة الوزارية للترقيات العلمية، وعضو الهيئة الاستشارية لمجلة المترجمين العراقيين، وكذلك عضو الهيئة الاستشارية لأساتذة آداب المستنصرية، وغير ذلك.
وتحدث الدكتور سمير الخليل الذي أدار الجلسة عن التداولية وكيف أنها كانت منبوذة حتى سبعينيات القرن الماضي، إذ كانت تمثل المستوى الهامشي لالتباسها وغموضها، وهناك من اللسانين من سماها (صندوق البحوث اللسانية) لاهتمامها بلسانيات هامشية لا أهمية لها- هذا حسب ظن القارئ- وهناك من سماها (ميتم) لوجود التناقضات والاشكالات في مجال التداولية.
وتناول الخليل الاهتمامات الكبيرة التي ظهرت بعد سبعينيات القرن الماضي، وتحدث عن ترجمة التداولية إلى ترجمات متعددة منها التواصلية والتفاعلية وغيرهما، غير أن مصطلح التداولية هو الأكثر شيوعاً في الساحة اللسانية والدراسات الحديثة.
والتداولية، حسب الخليل، تأخذ بعين الاعتبار المتكلم والمخاطب وتؤمن بثالوث المتكلم والمخاطب وظروف الخطاب، وهي حقل نشيط مازال في طور الاهتمام.
كما أن التداولية تجيب على ماذا يفعل المتكلم حين يتكلم ومع من يتكلم، ومن المتكلم، وهل يؤمن بالمظهر الخارجي للغة، فهي اذن علم استعمال الكلام أو بمعنى أدق لا تؤمن بما تقوله اللغة بل بما يقصده المتكلم، وفق الخليل.
وتحدث المحاضر الدكتور رياض التميمي عن علم اللغة والدراسات التداولية، وقال: صراحة لا نستطيع أن ندخل مباشرة في التداولية من دون أن نتعرف على أصولها، وكيف وصل علم اللغة إلى علم التداولية؟ ولماذا علم اللغة، وهل هو علم؟
واستعرض التميمي مراحل تطور اللغة الانكليزية، وتناول عبر حديثه في الجلسة إنكلترا لتعرضها إلى غزوات كثيرة، مما دفع اللغة أن تكون مختلطة، بمعنى أنه لم تكن هناك لغة إنكليزية.
كما وتحدث عن جهود المحققين الانكليز في علم المعارف والقواميس، وعن القاموس الشهير الذي حدد الأشياء الطبيعية باللغة الانكليزية، وكذلك وضع الكلمات الاساسية.
ويرى التميمي عبر حديثه أن اللغة هي أساس كل العلوم، كما أنها ليست لغة الأدب، لان الأدب جزء منها، كما غيره.
كما قد تناول احداث ظهور المستشرق البريطاني (سير وليم جونس) في القرن الثامن عشر، بالهند، إذ كان قانونياً، وقاضيا لمحكمة، وكان أيضا يمثل بالمجلس الاسيوي –البنكالي- للغات، حيث اكتشف أن لغة الهند الأصلية تجمعها كلها قواعد معينة سماها في ما بعد (عوائل لغوية)، كما وقد تميز ذلك الوقت في تجميع المفردات المشتركة ما بين اللغات كلها.
وتحدث الدكتور أيضا، عن البنيوية والنظرية التوليدية التحويلية، وكذلك عن القابلية اللغوية والقابلية في الأداء اللغوي أو الكلام.
وتوقف كذلك عنما أنتجت النظرية التي كانت تعنى بكيفية التساؤل، وعند علاقة علم النفس بعلم اللغة، علم النفس اللغوي، وكذلك عن مكونات السياق الاتصالي والتي يقصد بها المتكلم والمتلقي وزمن – الاشاريات- الشخصية و- الاشاريات-
الزمانية.