حسين علي الحمداني
حظيت تجربة تونس الديمقراطية باحترام وتقدير العالم ومازالت هذه التجربة تقدم لنا المزيد من الإنجازات التي فشلت بعض التجارب الديمقراطية في الوصول إليها.وهذا ما يؤكد نضوج التجربة الديمقراطية التونسية وقدرتها على أن تكون رائدة في المنطقة العربية وقادرة على التطور بسرعة كبيرة.
الانتخابات الرئاسية التونسية المقرر إجراؤها منتصف أيلول تجربة أخرى تضيفها تونس لنظامها السياسي التعددي عبر 26 مرشحا أحدهم يدير حملته الانتخابية من زنزانة الاعتقال ويمتلك حظوظا متساوية مع الآخرين في الترويج لنفسه وأتيحت له فرصة الظهور في مناظرة تلفزيونية من مكان اعتقاله وهذه تحسب لتونس.مضافا لذلك أن هنالك أكثر من 1500 مراقب أغلبهم من أوربا سيشرفون على هذه الانتخابات مما يعطيها أهمية كبيرة على المستوى الإعلامي والسياسي ويعزز من مكانة هذا البلد ديمقراطيا،خاصة وأن الانتخابات التي جرت في تونس منذ نهاية بن علي وحتى يومنا هذا كانت شفافة وجرت بأمن وسلام واحترام من كل الأطراف
لنتائجها.
لهذا سنجد أمام 7 ملايين ناخب تونسي فرصة اختيار أحد المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية خاصة وأن آخر انتخابات بلدية جرت في تونس2018 شهدت تدني نسبة المشاركين وبالتالي نجد أن انتخابات الرئاسة هذه قد تشهد نسبة عالية من المصوتين لأسباب عديدة أولها وجود 26 مرشحا من مختلف القطاعات والتوجهات الفكرية والجهوية بما في ذلك القوى الإسلامية واليسارية ورجال الأعمال والمرأة،وأيضا هنالك مرشحون ينتمون لحقبة بن علي،السبب الثاني أن هذه الانتخابات تأتي مباشرة بعد وفاة الرئيس السبسي التي كانت وفاته سببا في وحدة الشعب التونسي الذي وجد أن اهتمام العالم بتجربة تونس الديمقراطية أكثر من اهتمام التوانسة أنفسهم بتجربتهم وهذا بحد ذاته عامل مهم في الإقبال على صناديق الاقتراع.
ومن خلال متابعتنا لهذه الانتخابات نجد من الصعوبة جدا أن يكون الحسم في الجولة الأولى بحكم العدد الكبير من المرشحين مما يعني تشتت الأصوات بين هؤلاء المرشحين وسيؤدي هذا بالتأكيد إلى جولة ثانية حاسمة،لأنه من الصعوبة جدا نيل الأغلبية المطلوبة من الجولة الأولى.الجانب الآخر أن التونسيين كما شأن الكثير من العرب يركزون على أسماء المرشحين أكثر من تركيزهم على البرنامج الانتخابي وهذه نقطة سلبية سببها ليس الناخب بل المرشح نفسه الذي مازال يحمل بعضهم فكرة(الشخصنة)ومحاولة العزف على أوتار التاريخ خاصة وأن حقبة بورقيبة لها تأثير كبير لدى التوانسة وربما تحدد خيارات الكثير منهم بحكم العاطفة الموجودة لديهم والحنين لهذه
الحقبة.
ونجد من خلال الدعاية الانتخابية أن هنالك بعض المرشحين استغلوا هذه النقطة في الترويج لأنفسهم عبر بورقيبة من دون أن يتعبوا أنفسهم ببرنامج انتخابي واضح ومقنع للناخب لإدراكهم أن الناخب يصوت لاسم المرشح لا لبرنامجه.وهذه نقطة مهمة لها تأثيرها في اختيار الناخب التونسي الذي سيقول كلمته الأخيرة عند حافات صندوق الاقتراع.