بروكسل/ كاظم الحناوي
طرح بنك الاستثمار الأوروبي تشكيل كيان أكبر كبنك أوروبي ( دون ان يسميه) للدول النامية لجعلها ملتزمة بتمويل استثمارات التنمية في الطاقة النظيفة عبر توفر رأسمال قدره 60 مليار يورو للتمويل بحلول عام 2027، حيث ان قمة بنك الاستثمار الأوروبي تهدف بالاساس الى إنشاء بنك أوروبي للتنمية المستدامة خلال عام ونصف العام
ويريد بنك الاستثمار الأوروبي (EIB) التخلص من الاستثمارات في مشاريع النفط والغاز، لان هذا يسمح له بوضع نفسه بشكل أفضل على المستوى العالمي كمقرض للبلدان النامية، ونسخة أوروبية من البنك الدولي بإستثمارات جديدة في البلدان النامية عبر
بنوك المناخ.
مشاريع الطاقة
لا يزال بنك الاستثمار الأوروبي، الذي يقع مقره الرئيس في لوكسمبورغ ، بحاجة الى دعم مجلس المحافظين، الذي يتكون من وزراء مالية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، عندما يدرس المحافظون بالفعل خطة لتعديل تمويل مشاريع
الطاقة.
وتنامى الحديث في السنوات القليلة الماضية عن وصول العالم إلى مرحلة ذروة الوقود الأحفوري، وعن اقتراب نهاية عصر النفط ، وعزز من هذا الحديث مجموعة من التغيرات المهمة التي شهدتها أسواق الطاقة العالمية، والتي تشير في مجملها إلى أننا ربما نكون قد وصلنا بالفعل إلى مرحلة الذروة في الوقود الأحفوري لتبدأ بعدها الطاقة الأحفورية، لاسيما النفط والفحم، في التراجع التدريجي عن وضعها المهيمن في مزيج الطاقة العالمي، والدخول من ثم في عصر جديد للطاقة تقوده التكنولوجيا
الحديثة.
وأول هذه التغيرات، وربما أهمها، يتمثل في الاستثمارات العالمية الضخمة التي يتم ضخها لتطوير مصادر الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية.
تقدر المؤسسة المالية الأوروبية أن نحو 5 بالمئة من قروضها تذهب إلى مشاريع الاستثمار الأحفوري. الذي وصل إلى 12 مليار يورو
للفترة 2013 - 2017 .
البنية التحتية
يتمثل الموضوع الرئيس للسياسة الجديدة في أن بنك الاستثمار الأوروبي ملتزم تماما بدعم الاستثمارات التي تتوافق مع اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015. ويتراوح ذلك بين دعم تجديد الطاقة في المباني وإنتاج الطاقة الخالية من ثاني أكسيد الكربون وبناء البنية التحتية للبطاريات الكهربائية ومراكز تجديد
شحنها.
ويعد بنك الاستثمار الأوروبي بالفعل ممولا رئيسا للمشاريع التي يجب أن تساعد في الحفاظ على تغير المناخ تحت السيطرة. ربع مجموع القروض - التي تبلغ قيمتها أكثر من 16 مليار يورو في عام 2018 - تذهب اليوم إلى الاستثمارات ذات الصلة بالمناخ. على سبيل المثال ، أسهم البنك الاستثمار الأوروبي في بلجيكا في تمويل بناء عدد من مزارع مراوح الرياح البحرية.
تعتقد أورسولا فون دير لين، الرئيس الجديد للمفوضية الأوروبية ، أن بنك الاستثمار الأوروبي يجب أن يلعب دورا رائدا في سياسته الطموحة للمناخ. وأهم مقترحاتها هو إنشاء بنك للمناخ داخل بنك الاستثمار
الأوروبي.
تجدر الاشارة الى ان بنك الاستثمار الأوروبي (EIB) هو أكبر بنك مؤسسي في العالم ويقرض أموالا أكثر من البنك الدولي (52 ملياراً يورو في العام الماضي) ، بزيادة قدرها 12 مليار عن البنك الدولي ويمول البنك مشاريع في 160 دولة خارج الاتحاد الأوروبي.
النظافة من الكربون
يبحث المقترح كيف يمكن لبنوك المناخ أن تكون فعالة في توجيه الاستثمار إلى النظافة من الكربون في الاقتصادات الناشئة وفي دفع الاستثمار العالمي في مجال الطاقة النظيفة إلى النطاق المطلوب لتحقيق الأهداف المناخية
الدولية.
بنوك المناخ تهدف الى معالجة الثغرات الحرجة في السوق ودفع الاستثمار في المناخ عبر القطاعين العام والخاص. لان بنوك المناخ هي مؤسسات تمويل للأغراض العامة ودفع الاستثمارات إلى البنية التحتية للطاقة النظيفة في أسواق الدول النامية.
لذلك تحتاج الحكومات إلى الاستفادة الكاملة من قدرتها على رفع وفتح تدفقات أكبر بكثير من الاستثمارات الخاصة في البنية التحتية لتخفيض
نسبة الكربون.
يمكن لهذه البنوك أن تبدأ العمل بحلول العام 2020 وتكون بمثابة نماذج تجريبية لتكرارها من قبل الآخرين عبر دعم المنظمات الحكومية الدولية غير الهادفة للربح والمنظمات الحكومية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) وينضم إليهما العديد من الشركاء من القطاع الخاص، ما يمكن البلدان النامية من الاستفادة من الموارد المالية الدولية مع جذب رؤوس الأموال الخاصة بشكل أفضل. يمكن أن يكون هذا النموذج بمثابة حجر الزاوية في بنية تمويل مناخية أكثر فاعلية وكفاءة تمكن من تحقيق المساهمات الطموحة المحددة باهداف بنوك المناخ.