استنفار الامكانات خدمة للسائرين باتجاه كربلاء

العراق 2019/09/23
...

الصباح / مراسلو المحافظات
 
 
تزامنا مع بدء انطلاق حشود وقوافل الزائرين من جميع انحاء البلد والوافدين من الخارج من عرب واجانب سيرا على الاقدام باتجاه ضريح الامام الحسين (ع) لاحياء مناسبة اربعينية استشهاده سخر المواطنون والمؤسسات الحكومية جميع الامكانات من اجل ضيافة هؤلاء الزائرين وتقديم جميع الخدمات لهم، ابرزها النقل والسكن والطعام مجانا. 
 
تنسيق الخدمات الطبية
ففي كربلاء، دعا مؤتمر اقامته جامعة العميد التابعة لقسم التربية والتعليم العالي في العتبة العباسية المقدسة الى استحداث هيئة مستقلة في وزارة الصحة تعنى بالخدمات الطبية خلال الزيارات المليونية.
وقال مدير اعلام العتبة العباسية المقدسة علي الخباز لمراسل «الصباح» علي لفته: ان جامعة العميد أقامت المؤتمر الإقليمي الأول للخدمات الطبّية في الزيارة الأربعينيّة تحت شعار (الخدمة الطبية صمام أمان للزيارات الأربعينية) وكان برعاية وزارتي الصحة والبيئة والتعليم العالي والبحث العلمي، وشهد مناقشة 40 بحثا بواقع ثلاث جلسات علمية بمشاركة باحثين وأكاديميين من العراق والبحرين وايران وايرلندا والباكستان وغيرها.
واشار الى ان المؤتمر يهدف الى الوقوف على المشكلات الصحية في زيارة الأربعين وسبل الإفادة من التجارب العالمية في تطوير الخدمات لتصحيح المسارات على الصّعد كافة، فضلا عن مناقشة السبل التي تؤدي الى تقديم الخدمات الطبية لملايين الزائرين، اضافة الى اهمية إشاعة الواقع الخدمي والصحي والتوعية وتمتين الجاهزية المثلى للمعالج الميداني وصناعة نظام تنسيقي بين وحدات الرعاية الصحية ومراكز الإدارة في العتبتين المقدستين وإدارة المحافظة، وكذلك الى وجوب التنسيق العالي مع المؤسسات الصحية الدولية.
وبين الخباز ان المؤتمر خرج بتوصيات اهمها استحداث هيئة مستقلة ترتبط برئاسة مجلس الوزراء بشكل مباشر تعنى بخدمة الزيارات المليونية ويكون مقرّها في مدينة كربلاء المقدسة وتأخذ على عاتقها توفير جميع الخدمات ومن أولوياتها الخدمات الطبية وكذلك مخاطبة أصحاب القرار والجهات ذات العلاقة لإدراج الزيارة المليونيّة تحت مسمى مؤسسة أو مديرية من ضمن الهيئة العليا للحج والعمرة وأن يتم تعديل اسم الهيئة الى الهيئة العليا للحج والعمرة والزيارات المليونية، ويكون مقرّها في كربلاء أيضاً لتأخذ دورها ومهامّها في توفير الخدمات اللّازمة للزائرين بشتى أنواعها، فضلا عن تأسيس مركز أبحاث واستشارات يكون مقره في جامعة العميد يعنى بتقديم الأبحاث والاستشارات والخدمات للزيارات المليونية، إضافة الى أهمية استحداث مديرية في وزارة الصحة تعنى بالخدمات الطبية في الزيارات المليونية ويكون ارتباطها مباشرة بالوزير لتأخذ دورها ومهامها في توفير الخدمات الطبية اللّازمة للزائرين.
وذكر انه تم اقتراح تحويل اللجان الطبية في العتبات المقدسة الى أقسام تعنى بالشؤون الطبية وتدار من قبل أخصائيين متدربين ومؤهلين في المجال الصحي ليأخذوا على عاتقهم توفير الخدمات اللازمة للزائرين على مدار السنة وضرورة إيلاء وزارة الصحة الأهمية الكبيرة لإنشاء مؤسساتٍ ومراكز صحية في المناطق التي يسلكها الزائرون وهم في طريقهم الى كربلاء المقدّسة، لتتم بعد ذلك الاستفادة منها بتوفير الخدمة الطبّية لأهالي المناطق التي أُنشئت فيها وكذلك ضرورة إيلاء وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العناية الكبيرة في مجال طب وادارة الحشود ويكون ذلك عن طريق فتح مراكز في جامعاتها تعنى بهذا الأمر وحث طلبة الدراسات العليا في التخصصين المذكورين على أن تكون أبحاثهم في هذا المجال وأيضا اعتماد الخطط الكفيلة بإدارة الكوارث والأزمات ومخارج الطوارئ مع الأخذ بنظر الاعتبار التصميم المستقبلي الأساس لمدينة كربلاء المقدسة (2030م) مع الاستفادة من مركز الاستشارات الدولية المتخصصة بتحديد الحاجة من المؤسسات الصحّية في المدينة القديمة بالخصوص وفي المحافظة على وجه العموم.  وبحسب الخباز فان التوصيات تضمنت ايضا الاعتماد على الإحصائيات التي ترصدها العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية لأعداد الزائرين عن طريق الكاميرات الرقمية مع التوصية بأهمية تعزيز مبدأ الوعي الصحّي عبر تكثيف الجهود للمؤسسات الصحية للتثقيف عليه عن طريق وسائل الإعلام والفضائيّات ونشر المنشورات التي تحث على الوعي الصحي، فضلا عن  تشجيع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات غير الحكومية في الاشتراك بتقديم الخدمات الطبية عبر متطوعين مختصين.
 
تحضيرات النقل
هذا واستكملت وزارة النقل جميع الاستعدادات الخاصة بالزيارة الاربعينية بمحطة مطار النجف الدولي.
واوضحت الوزارة في بيان صحفي: ان الاستعدادات شملت جميع الاحتياجات والاجراءات اللوجستية المستخدمة في استقبال وترحيل المسافرين واستنفار عمل ملاكات المحطة على مدار الساعة وتخصيص رحلات اضافية لعدد من القطاعات الاقليمية والدولية.
وبينت الوزارة ان الخطة الموضوعة التي يشرف عليها بشكل مباشر وزير النقل عبد الله لعيبي تضمنت ايضاً ادخال جميع موظفي المحطة بدورات سريعة وباشراف مدربين متخصصين معتمدين لدى قسم التدريب والتطوير.
يذكر ان شركة الخطوط الجوية اضافت مكتبا جديدا للمفقودات داخل محطة مطار النجف وكذلك اعتماد منهج الاكتفاء الذاتي في ادارة العمل بعد رفد المحطة بموظفي العقود والاستفادة من خدماتهم بعد ان كان الاعتماد على الموظفين الموفدين من بغداد خلال مواسم الزيارة المليونية. 
 
خطة أمنية وخدمية
وفي الديوانية، قال المحافظ زهير الشعلان لمراسل «الصباح» عباس رضا الموسوي: ان المحافظة باشرت تنفيذ خطة تعنى بحماية وخدمة زوار اربعينية الامام الحسين (ع)، موضحا ان ابرز محاورها اجراء تحويل لبعض الشوارع الرئيسة التي تتسبب بزخم الزوار وتكدسهم وتفعيل العنصر الاستخباراتي وتكثيف اجراءات التفتيش وتهيئة المستشفيات، اضافة الى متابعة دقيقة للاطعمة والاشربة التي تقدم للزوار واشراك الدوائر والجهات المعنية بأخذ دورها الفاعل مثل الشرطة والمرور والصحة والدفاع المدني والهلال الاحمر وهيئة المواكب الحسينية وبقية الجهات المعنية، مشيرا الى كثرة الزوار الذين يتوجهون الى كربلاء المقدسة عبر الديوانية سيرا على الاقدام لانها حلقة وصل المحافظات الجنوبية الامر الذي يفرض اعطاء بالغ الاهمية لهذا الحدث الديني الكبير.
 
خدمة الزوار
وفي الشأن نفسه، قال حسنين عبد الرزاق، مسؤول موكب شباب القاسم لمراسل «الصباح» في محافظة واسط، حسن شهيد العزاوي: ان اصحاب المواكب على استعداد تام لخدمة جميع الزوار العرب والاجانب خلال اربعينية الامام الحسين (ع)، حيث اتخذ موكبنا من مدخل طريق كوت ـ بدرة مقرا له. 
من جانبه، اكد الحاج مالك محمد حسن لـ»الصباح» ان قبيلة بني كعب في الكوت تمكنت من تهيئة 150 حافلة لنقل الزوار من منفذ زرباطية الحدودي الى مدينة كربلاء المقدسة وبالعكس مجانا.
واوضح ان خدمة زوار الامام الحسين (ع) شرف لنا، حيث سنعمل على تسخير جميع الامكانيات لخدمتهم، مشيرا الى ان هناك عددا من الميسورين في المحافظة اعلنوا تبرعهم بمادة الكاز الخاص بسيارات النقل طيلة ايام الزيارة.
واضاف ان اهالي واسط يصلون الليل بالنهار من اجل تهيئة احتياجات الخدمة المقدمة للزوار القادمين من دول الجوار او من المحافظات الاخرى، منوها بان هناك تعاونا كبيرا بين اصحاب المواكب وبقية المؤسسات الامنية والصحية والخدمية من اجل انجاح الزيارة.