ماذا قال {البهلول}؟

آراء 2019/09/30
...

حمزة مصطفى
 
 في كلّ مكان يواجهك سؤال واحد لكن يتكرّر بصيغ واشكال وربما جمل مختلفة لكن بمضمون واحد.. أين نحن ممايجري اليوم في المنطقة والعالم؟ وقبل أن تحشد أفكارك التي هي غالبا ماتكون جاهزة ومهيّأة لمثل هذا السؤال الإشكالي سرعان ماتجد نفسك محاصرا بأسئلة أخرى تتفرّع من ذات السؤال مثل هل تحصل حرب؟ البعض يعدلها حسب متبنايته.. هل تضرب إيران؟ هل تتكرر «ضربة» ارامكو؟ هل يفوز ترامب بولاية ثانية طبقا لما يحلم به «البعض»؟ هل يتم عزله طبقا لمايحلم به البعض
 الآخر؟ هل يلتقي ترامب مع حسن روحاني؟ هل تعتقد أن كل مايجري هو اتفاق مسبق بين الطرفين لحلب دول الخليج؟ وتستمر الأسئلة التي محورها سؤال واحد وهو أين نحن مما يجري اليوم في العالم. هل نحن ساحة لتصفية الحسابات بين أميركا وإيران؟ هل يتعيّن علينا الوقوف على الحياد؟ على الاقل الحياد الإيجابي لا لهذا ولا لذاك، مثلما يرى «البعض»؟ وقبل أن تحاول الإجابة عن هذا السؤال الواحد بتلاوينه المتعددة يأتيك السؤال التالي.. لماذا تطلق الصواريخ على المنطقة الخضراء حيث السفارة الأميركية؟
 من جانبك تحاول التقليل من أهمية الأمر فتعيد السؤال نفسه للسائل بصياغة أخرى .. هل تقصد قذائف الهاون؟ السائل إن كان يحترمك يحاول «يضحك بعبه» لمجاملاتك التي لم تعد تطاق والتي اكتسبتها من خبرتك في التحليل السياسي، إذ تحاول أحيانا «تراوس الأمور» من أجل أن «تجيب الراس عا الراس» حتى لاتتهم أنّك مع هذا الطرف أو ذاك أو مع طرف ثالث أو ربما مع «البعض» الثالث الذي لاتعرف كيف تبعض ومن بعضّه وهل سيستمر التبعيض؟ وفي محاولة منك لفك اشتباك السؤال الواحد «المصاغ» بطرق وأساليب وصيغ شتى يأتيك السؤال الآخر الذي لاتستطيع لا أنت ولا الجنرال المفكر الصيني سن تزو مؤلف
 «فن الحرب» ولا المفكر الستراتيجي الأشهر كارل فون كلاوفيتز صاحب أشهر مقولة في تاريخ الستراتيجيات
 وهي «أن الحرب هي امتداد للسياسة لكن بوسائل أخرى» وهو .. من أين تنطلق طائرات «الدرون» التي تضرب معسكرات الحشد الشعبي في مناطق مختلفة من القائم على الحدود بيننا وبين سوريا الى الصقر جنوب بغداد مرورا بآمرلي في ديالى وبلد في صلاح
 الدين؟ هنا تحاول أن «تتذاكى» قليلا لتقول للسائل الذي لايزال شبح ابتسامة تلوح على محياه كدليل على معرفته الجواب، لكنّه يريد أن يمتحنك «عينك، عينك» فتقول له إنّ «هذه ماينرادله روحة للقاضي» وبما أنّه بات يدرك أنك تريد البقاء في دائرة القاضي الذي نذهب اليه بالشدائد يكبر شبح الابتسامة لأنّك فشلت في الإجابة. هنا تضطر أن تجيب السائل طالما امتحنك
 فتقول: إذا كنت مؤيدا للحشد الشعبي بكلّ فصائله، إنّ إسرائيل هي من تقف خلف ذلك وتستشهد بسرعة بأيدي كوهين الذي بات يلعب بأعصابنا. 
وإذا كنت ممن يمشون «جنب الحيط» فأجابتك هي .. لننتظر نتائج التحقيق التي تجريها الحكومة. عندها سيقع السائل على قفاه من الضحك، بينما يأتيك عاجل من «السومريّة» يهلهل .. قصف معسكر للحشد العشائري على الحدود.. حينها يقول لك السائل وهو يعلن انتصاره الكاسح عليك .. «ها اشكال 
البهلول؟».