اتقوا الله أيُّها البرامجيون

آراء 2019/09/30
...

 باسم عبد الحميد 
بالأمس البعيد وفي 28 حزيران 1914 وفي سيراييفو قام المتطرّف الصربي غافريلو برنتزيب بقتل ولي العهد  النمساوي وقامت بعدها الحرب العالمية الاولى في 28 تموز من  العام نفسه بسبب أحداث وكتابات صحفية محرّضة يطول شرحها.
تلك الحرب كانت بين دول كبرى وصغرى وطحنت الملايين بنارها وكان من اسباب الحرب التحريض الاعلامي، كما يؤكد مؤرخو تلك  الحرب.
اليوم في العراق الذي تعافى من حروب خاضها مع الجيران ومع الدول الكبرى، التي جعلته مكسور الجناح بسبب حماقة الحكام وسوء ادارتهم للبلاد والعباد، تبدأ فصول أخرى.
لقد كان أن انتهت الحروب الخارجية لتتصاعد حمى الحروب الداخلية المرعبة التي خطط لها أعداء العراق وخفتت بفضل العقلاء من القوم لتقوم حرب داعش التي خطط  لها من قبل عدة جهات لاتريد للعراق الخير، وكان أن انتصرت إرادة العراقيين مرة أخرى وتعملقت وحدتهم لتدحر نار الدواعش الكفرة، بعد أن قدم شهداء الجيش الباسل والقوى الأمنية الأخرى مثل البيشمركة والحشد الشعبي والعشائري والشرطة الوطنية الاتحادية انفسهم دفاعا عن هذا الوطن الجميل.
اليوم يبدأ بعض مقدمي ومقدمات البرامج السياسية الملتهبة في بعض الفضائيات العراقية عملية (تحريك) الجو ودفع صعاليك الفتن  الى ركوب موجة التطرّف من جديد وصياغة لغة ميتة عافها المنطق 
والعقل.
هؤلاء الفضائيون والفضائيات لا يحبون العراق ويتمنون لأهله الشر الدائم، بل وقتل الاخ لأخيه بدافع طائفي أو عرقي وكل ماعليهم أن (يستضيفوا) متطرفين من هذه الجهة وتلك ويشعلوا النار بينهم ويضعوا أمامهم  تواريخ احقاد  انتهت وذهبت نارها.
فليحذر اهل العراق شرور هؤلاء، وليحذروا هم –قل شأنهم – من غضب الله والعراقيين عليهم، وعلينا جميعا أن نفكر في دوافع هؤلاء واغراضهم المظلمة لقتل العراقيين بعضهم بعضا ورفع الرحمة من القلوب مقابل الشر.
ليعلم هؤلاء ان العراقيين اقوياء ببعضهم البعض ولا حل بينهم غير المودة والتكاتف وروح السلام والحب والعودة الى جذورهم الصافية، وقد عادوا وعليهم أن يرصدوا شرور هؤلاء ويحموا انفسهم منهم بالكلمة الطيبة وروح المحبة والبحث عن الخير بينهم وهو كثير وليلعنوا تجار وتاجرات الفتن والاحقاد.