[I] كيف انهار الواقع، وحلَّ محلَّهُ الواقع المُضاف؟
تقوم النظرة الساذجة إلى الواقع على معادلة فهم بسيطة تتمثَّل بـ[الواقع- بوصفه- مادَّةَ- وصفٍ]. كما تقوم النظرة الأكثر سذاجة أي النظرة الآيديولوجيَّة إلى الواقع على معادلة فهم أكثر بساطة وسهولة تتمثَّل بـ[اختزال- الواقع- في- و- بـ- جزء- من- الواقع]. كما تتمثَّل النظرة المثالية للواقع على [يوتوبيا- الواقع]، أي الواقع من جهة كونه مادةً للـ[ينبغي- أن- يكون]، وكل ضروب الفهم التي من شأنها. انهارت النظرات- الافهام هذي بواسطة انهيار الواقع ذاته. أي حينما انتقل الواقع من كونه واقعيَّاً إلى كونه فكرةً، وليس أكثر من فكرةٍ. إنَّ الواقعَ بوصفه الفكرةَ، أي من جهة كون ماهيَّتهُ قَدْ تُحدَّدُ انطلاقاً من الفكرة، لم يعد ذاتَ نفسِه؛ وذلك بواسطة، وتوسُّط الإضافة. إنَّ إضافة الفكرة إلى الواقع الواقعيِّ قد جعله واقعاً مُضافاً، دائماً قَبْلِيَّاً.
[II] كيف تُحدِّدُ آيديولوجيا العالَميَّة الواقعَ؟
يرتبط الإعلام العالمي بآيديولوجيا الإعلام العالمي من جهة كونها فكرة- رؤية كُلِّيَّة لـ[العالَمِ- بوصفه- واحداً]. إنَّ [وحدةَ- العالَم] التي منها يستمد الواقع وحدتَهُ، تنتمي إلى جملة الافهام والنظريات والأفكار والمناهج التي تضع أوَّلَ ما تضع على عاتقها تقديم الواقع بوصفه قد صار محدَّداً بواسطتها دائماً قَبْلِيَّاً، مقدِّمةً الإمكان في تقديم الواقع بتعدُّدِ فهمه، [في- كُلِّ- مَرَّةٍ].
[III] كيف انهارت الديكتاتورية في الفكر؟
كانت الديكتاتورية، في مجتمعات القرون الوسطى، قد تقوم على تحديد الواقع بوصفه واحداً، من منظور واحد، بمضمون واحد، وإلغاء- قمع كل ضرب آخر من ضروب تقديمه. لقد انهارت هذي المعادلة، بواسطة التعدُّد في الأفكار والمفاهيم، والافهام، والآيديولوجيَّات. إنَّ التعدُّد في الفكر والفهم لا يقوم على وضع الواقع بوصفه متعدِّداً، لا؛ بل هو يقوم على أن الواقع الواحد ذاته، يقوم على تعدُّد في الفهم الذي من شأنه، والذي من شأن تقديمه. والإعلان عنه. وهذا لا يمكن أن يُفهم من جذره إلاَّ من جهة الصراع المعرفيّ بين الاتجاهات، والآيديولوجيَّات المختلفة التي تقدمه.
[IV] كيف انهارت الديكتاتورية في الواقع؟
عن معادلة [وحدة العالَم- وحدة تعدُّد الواقع- وحدة الدولة الحديثة]، حُدِّدَ مفهوم الديموقراطية بوصفه حريَّةَ الذَّات، وشروط إمكان الفعل، وتمكين الذَّات الفاعلة من أن تُصبِح مشاركاً سياسيَّاً في بناء الدول، وبالتالي أصبحت ممارسة السلطة ممارسةَ التعدُّد في السلطة والانتقال فيها.
[V]كيف تغيَّرت النماذج المجتمعيَّة للطَّاعة- التسلُّط؟
إنَّ ما يُميِّزُ العلاقة بين الذَّات- والمجتمع إنَّما هو التوتُّر. أي ضروب الصراع الذاتيَّة التي تجعل من [المجتمعيِّ The Societal] في كُل مرَّةٍ يُعيد بناء الذَّات وفقاً لإمكانات ذاتيَّةٍ هي تُعيد فهم- وتحديد المؤسسة المجتمعيَّة. في مجتمعات القرون الوسطى، كانت المؤسسة المجتمعيَّة الضابطة- المتحكِّمة بالذوات الفاعلة، من أجل السيطرة عليها، وجلبها إلى مستوى الطاعة، فالتسلُّط عليها، يتمثَّل في الدِّين والمال والتهديد بممارسة العنف أو ممارسته واقعاً.بَيْدَ أنَّهُ، بواسطة تمكين الذَّات في أن تكون قائمةً على إمكانات وجود متعدِّدَة، تلك التي تحدِّدها ضروبُ [الإنوجادِ- (الفعل)- في- العالَم]، انطلاقاً من كوننا كائناتٍ عالَميَّةً، قد انتقلنا إلى مفهوم المؤسسة المجتمعيَّة على نحو جديد كُلِّيَّاً.
[VI] كيف حَلَّ تأويلُ الدِّينِ محلَّ الدِّينِ؟
فانطلاقاً من مفاهيم الفردانية- الذاتيَّة والحرية والمساواة ووحدة العقل، عَبرَ مفاهيم العالَميَّة، حلَّ التعدُّد في تناول الدِّين وفهمه وتفسيره محلَّ احتكار رجل الدِّين لفهم الدين وتأويله وتفسيره. ومن جهة أن الدِّينَ يُؤخَذُ من جذره بوصفه شبكة العلاقة مع المصدر الروحي الأصليِّ، ذاتيَّاً، فإنَّ كل ضرب من ضروب جعله محدِّداً لشروط الفعل، وإمكاناته، وإمكانات شروط الفعل المجتمعيّ، قد أصبحت، تلك الضروب، من
الماضي.