جدد رئيس الجمهورية برهم صالح التأكيد على أن سياسة العراق الخارجيّة مبنيّة على مبادئ دستوريّة ثابتة تحرص على إقامة علاقات متينة بين الدول كافة قائمة على أسس الاحترام المُتبادَل، وعدم التدخل في الشُؤُون الداخليّة لها، داعيا الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز إلى تضافر الجُهُود في مُواجَهة الأزمات التي تواجهها المنطقة عبر حُسْن إدارة الخلافات، واعتماد مبدأ الحوار في إيجاد حُلُول مُستدامة لها.وقال الرئيس صالح، في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية محمد علي الحكيم في مُؤتمَر حركة عدم الانحياز بدورته الـ 18، بحسب بيان للخارجية تلقته "الصباح": إنّ "دولنا اليوم بحاجة إلى استقرار مبنيّ على احترام السيادة، وعدم التدخّل في الشُؤُون الداخليّة، ونبذ العنف والتطرُّف".وأضاف صالح "أؤكّد لكم لاتزال أمامنا تحدّيات كبيرة في خِضَمّ الوضع المُتأزّم، والتطوُّرات المُتلاحِقة وفي بيئة إقليميّة ودوليّة مُحتدِمة بالاضطرابات والأخطار، وما يشهده مُحِيطنا الإقليميّ من تفاعل وأزمات دوليّة قد تُنذِر بحُرُوب إذا لم نُحسِن إدارتها، وقد تنعكس حينئذ إلى خطر مُواجَهة تجرّ على بلداننا الويلات"، مبيناً "رؤية العراق والمبادئ التي يستند إليها في تحديد مواقفه السياسيّة".ولفت رئيس الجمهورية إلى أن "سياسة العراق الخارجيّة مبنيّة على مبادئ دستوريّة ثابتة تحرص على إقامة علاقات متينة بين الدول كافة قائمة على أسس الاحترام المُتبادَل، وعدم التدخل في الشُؤُون الداخليّة لها، ورفض التدخّل في الشأن العراقي، وتوطيد أواصر التعاون، وتوثيق عوامل الاستقرار مع مُحِيطنا الإقليميّ والدوليّ".وعن مُواجَهة عصابات (داعش) الإرهابيّة التي تُمثّل خطراً مُمتدّاً يُهدِّد جميع دول العالم، أوضح صالح أنّ "القضاء عليها يقضي أن تتضافر الجُهُود الدوليّة في دعم الدول التي تُواجِه هذا الخطر"، مُنوِّهاً بأنّ "ترسيخ الاستقرار في العراق يتطلّب تعاوناً ودعماً من الأشقاء والجيران والأصدقاء، والوقوف إلى جانبنا، وتكثيف التعاون بين الدول الأعضاء في الحركة".وأوضح صالح أنّ "أمن العراق يُعَدُّ مُرتكَزاً لأمن المنطقة، وإنّنا نرى أنَّ أيَّ تصادم في منطقة الشرق الأوسط سيُعرِّض أمن العراق للتهديد؛ لذا فإنّ العراق سيعمل على بذل قصارى جهده من أجل فتح باب الحوار البنّاء المباشر، ونبذ العنف"، مشدداً على "أهمية الالتزام بالمبادئ التي قامت عليها حركة عدم الانحياز والتي مثّلت منظومة عمل مُهمّة تُرشِّد مواقف الدول الأعضاء"، وقال: إنّ "إيماننا بمبادئ حركتنا مكّن دولنا من العمل وفق أسس مُشترَكة، وفي مُقدّمتها السعي للنأي بنفسها عن الاصطفافات الدوليّة، والابتعاد عن سياسة التكتلات، والمحاور، والصراعات"، مؤكداً "دعم العراق لرئاسة الحركة في تطلّعاتها للمرحلة المقبلة، وأهمِّية مناقشة سُبُل تعزيز عملها عبر توحيد الرؤى، والتوافق في القرارات".وبشأن مواقف العراق الثابتة حيال ما تعانيه بعض دول المنطقة، ومنها فلسطين المحتلة"، أكد صالح "موقف العراق الدائم والثابت والداعم للشعب الفلسطينيّ في نضاله، ومقاومته للاحتلال الإسرائيليّ وسياسته الاستيطانيّة، بما يضمن حقه في تقرير مصيره، ونيل حقوقه المشروعة ولإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف"، وأعرب عن "موقف العراق إزاء الاحتلال الإسرائيليّ للجولان السوريّ"، مشيراً إلى أن "الجولان أرض عربيّة سوريّة، ونرفض الاحتلال الإسرائيلي لها، وضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن (497) لعام 1981 القاضي بالانسحاب الكامل للاحتلال من الجولان".كما أكد الرئيس صالح "حرص العراق على إنهاء مُعاناة الشعب السوريّ، وتمكينه من حلّ سياسيّ مبنيّ على مُواجَهة الإرهاب"، داعياً إلى "حلّ أزمة اليمن، ودعم الجُهُود الساعية لإنهاء مُعاناة الشعب اليمنيّ بما يحقق له الأمن، والاستقرار، والازدهار".وعد رئيس الجمهورية، في ختام كلمته"، أن "صون الأمن الإقليميّ، والدوليّ يبدأ من طريق اعتماد السلام في العراق، والتكاتف بين دول الحركة في مُواجَهة الإرهاب والتطرّف، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخّل في الشأن الداخليّ، وتعزيز وشائج الصداقة".