هلاك الإرهابي «البغدادي»

الرياضة 2019/10/28
...

 
بغداد / الصباح / عمر عبد اللطيف / سعد السماك 
 
 أكدت مصادر استخبارية عراقية أمس الاحد، قتل زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي المجرم إبراهيم السامرائي الملقب بـ “البغدادي” وقيادات إرهابية أخرى عبر غارة نفذتها طائرات أميركية على منطقة قرب جبل الدروز بمحافظة إدلب السورية عند محاولته نقل أفراد من عائلته صوب الحدود التركية، وبينت خلية الإعلام الأمني ان عملية قتل المجرم “البغدادي” تمت بتنسيق مع جهاز المخابرات العراقي وأن ذلك يعد نصراً جديداً يضاف إلى الانتصارات التي حققتها قواتنا الأمنية، وكشف مسؤول في المخابرات العراقية عن أن “معتقلاً في العراق يدعى (محمد علي ساجت) دلّ على موقع (البغدادي) في إدلب بسوريا.
وعلى الفور من سحق رأس الارهاب، أشار خبراء في المجال الأمني الى أن مقتل المجرم (البغدادي) طوى آخر صفحة من صفحات عصابات “داعش”، وسيصاب هؤلاء المجرمون بالضمور وحالة من التكاسل والتقاعس.
وأصدرت خلية الإعلام الأمني أمس الاحد، بياناً بشأن قتل زعيم تنظيم “داعش” الارهابي المجرم “ابو بكر البغدادي”.
وقال البيان الذي تلقته “الصباح”: إنه “بعد متابعة مستمرة وتشكيل فريق عمل مختص وعلى مدار سنة كاملة، تمكن جهاز المخابرات الوطني العراقي وفقاً لمعلومات دقيقة، من تحديد الوكر الذي يختبئ فيه رأس (داعش) الارهابي المجرم (ابو بكر البغدادي) ومن معه في محافظة ادلب السورية، وعلى إثرها نفذت قوة أميركية بالتنسيق مع جهاز المخابرات الوطني العراقي، عملية عسكرية ادت الى ابادة الارهابي (ابو بكر البغدادي) ومن معه، وهذا نصر جديد يضاف الى الانتصارات التي حققتها قواتنا الامنية البطلة”.
وكشف جهاز المخابرات العراقي، عن تقديمه الإحداثيات الدقيقة لموقع زعيم “داعش” الارهابي “أبو بكر البغدادي” إلى التحالف الدولي بقيادة واشنطن في عمليته بمدينة إدلب شمال غرب سوريا التي أسفرت عن مقتله فجر أمس.
وقال مسؤول في المخابرات: “علمنا بالموقع بعد القبض على عراقي وعراقية من الدائرة المقربة للإرهابي (البغدادي)”، وأشار الى ان “اعترافات قادت لموقع في الصحراء ضم وثائق عن موقع (البغدادي) وتحركاته”.
 
معلومات استخبارية
بدوره، أفاد مصدر استخباري لـ “الصباح”، بأن “المجرم إبراهيم السامرائي الملقب بـ (البغدادي) وقيادات أخرى من (داعش) تحمل الجنسية العراقية، قتلوا في وقت متأخر من ليلة السبت/الأحد في منطقة تقع في محافظة إدلب السورية التي مازالت بعض مناطقها تحت سيطرة التنظيم الإرهابي”.
وأضاف، أن “قوات أميركية نفذت ضربة جوية ليلة أمس الأول السبت باستهداف المكان، وهي (مضافة) كانت تضم (البغدادي) وقيادات إرهابية أخرى، حيث جرى قتل الجميع” كاشفا في الوقت ذاته، عن أن “الإرهابي غزوان الراوي، او ما يعرف بـ (المسؤول الأمني) الخاص بالإرهابي (البغدادي)” هلك ايضا خلال الضربة”.
وأكد المصدر الاستخباري العراقي، “تعرض قيادات ومعاوني (البغدادي) أو ما يعرف بـ (مجلس الشورى) الى صدمة قاتلة أفقدتهم الصواب وسببت لهم شللاً في الحركة، وجرى تبادل الاتهامات في ما بينهم بالتجسس للاستخبارات العراقية والمخابرات الاميركية والأوروبية، في وقت أضحى فيه المتعلقون والمعجبون بالروايات الارهابية عن أسطورة (البغدادي) في حالة انهيار وانكسار وانكفاء، وبات بعضهم بين الشك واليقين بشأن مصير التنظيم الإرهابي كما أن الآخرين يتجهون الآن إلى الاقتتال بينهم”.
وأكد المصدر الاستخباري، “لقد قدمنا معلومات دقيقة ومهمة الى قوات التحالف ساهمت بشكل كبير في الوصول الى الإرهابي (البغدادي) وقتله”. وأفاد مصدر استخباري آخر، بأن “معتقلاً في العراق يدعى (محمد علي ساجت) دل على موقع (البغدادي) في إدلب بسوريا”.
 
تعليق الدفاع والمشتركة
بدوره، قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي في تصريح صحفي: إن “العراق يرحب بمقتل الارهابي (أبو بكر البغدادي) ويعده نصراً لجميع دول العالم التي ساهمت في الحرب ضد الإرهاب”.
وبشأن وجود تنسيق أو تعاون عراقي أميركي في عملية قتل (البغدادي)، أوضح الخفاجي، أن “الاجهزة الاستخبارية العراقية تعاونت مع أميركا عبر العمليات المشتركة منذ انطلاق العمليات ولغاية الآن، فضلاً عن التعاون مع روسيا وإيران وسوريا عبر مركز التعاون الاستخباري المشترك لمعرفة موقع (البغدادي) ورصد تحركاته”.
وعلقت وزارة الدفاع، على أنباء مقتل زعيم “داعش” الارهابي المدعو “أبو بكر البغدادي” في عملية أمنية أميركية بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وقال مدير اعلام وزارة الدفاع والمتحدث باسمها العميد يحيى رسول في تصريح صحفي: إن “مقتل (البغدادي) سيضعف (داعش) الإرهابي في العراق والمناطق الأخرى”.
وأكد رسول، “اننا على تواصل مع القوات الأميركية بشأن مقتل (البغدادي) بغارة جوية أميركية، وبانتظار التأكيد عبر فحص الحمض النووي”، مشيرا الى ان “(البغدادي) كان ملاحقاً منذ مدة طويلة من الاجهزة الامنية والاستخباراتية العراقية والأميركية، وقتله كان متوقعاً في أي وقت للجرائم التي ارتكبها تنظيمه الارهابي في العراق”.
وكانت وكالة “رويترز” للأنباء، نقلت أمس الاحد، عن مصدرين عراقيين قولهما إن العراق تلقى تأكيداً لنبأ مقتل زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي من داخل سوريا.
ونقلت “رويترز” عن أحد المصدرين قوله: “أكدت مصادرنا من داخل سوريا للفريق الاستخباراتي العراقي المكلف بمطاردة (البغدادي) أنه قتل مع حارسه الشخصي في إدلب بعد اكتشاف مخبئه عند محاولته نقل عائلته من إدلب باتجاه الحدود التركية”.
 
خبراء أمنيون
وتعليقاً على هلاك “البغدادي”، قال الخبير الأمني فاضل أبو رغيف لـ “الصباح”: إن “قتل (البغدادي) بغارة جوية أميركية سيصيب عصابات (داعش) بالضمور والتكاسل والتقاعس، لكنه لا يعني انتهاء أجلها”، مبيناً ان “تلك العصابات تحتاج الى 6 أشهر لإعادة تنظيمها مرة أخرى، بعد تنصيب أحد المجرمين (أبو عبد الرحمن الجزائري) أو (أبو عثمان التونسي)”.
أما الخبير الأمني جاسم حنون، فقد وصف العملية التي أدت الى قتل الإرهابي “البغدادي” بـ “النوعية”، والتي قامت بها الولايات المتحدة الاميركية بناءً على معلومات استخبارية بحثت مع الجانب العراقي.
وأضاف حنون لـ “الصباح”، انه بـ “قتل هذا المجرم انطوت آخر صفحة من ملف عصابات (داعش) بعد أن أقدم العراق على ضرب موارده الاقتصادية بشكل كامل وحرر المناطق الجغرافية التي كان يحتلها وقتل أغلب قياداته وأبعد خطرهم عن العالم والمنطقة”.
وبين، ان “المقبور (البغدادي) كان يوهم اتباعه بأن هنالك مخططات جديدة وتنسيقات وأماكن مستهدفة في العالم وينصحهم بالانتقال الى ليبيا وفيتنام لبدء مسلسل إجرامي جديد، مع انه كاذب لأنه كان يختبئ مع زوجاته وبعض المال الذي كان تحت يده ولا يستطيع لا هو ولا عصاباته فعل شيء”.
حنون، أكد ان “عصابات (داعش) لفظت أنفاسها الأخيرة وتلقت ضربة قاضية بمقتل زعيمها (البغدادي) ولا يستطيع أحد المراهنة على هذه العصابات كونها كانت بمثابة بندقية مأجورة تحارب بها بعض الدول المستفيدة في المنطقة ليكون لها موطئ قدم يمكن أن ينعش مواردها الاقتصادية”.
من جانبه، أكد الخبير الأمني هشام الهاشمي، أن قتل “البغدادي” سيؤدي الى فترة “سكون وكسل” في العمليات الارهابية.
وقال الهاشمي في تصريح صحفي: إنه “في اغلب الأحوال فإن قتل (البغدادي) يؤسس الى فترة سكون وكسل في العمليات الارهابية كما حدث بعد مقتل (أبو عمر البغدادي)، إذ احتاج تنظيم القاعدة الى 4 شهور حتى ينشط بعملياته من جديد”.
وأضاف، ان “الخمول في النشاطات الارهابية قد يمتد حتى ينتهي الخلاف على من يخلف (البغدادي)، وأظن ان ما تسمى (الخلافة) خرجت من العراقيين فهي بين تونسي أو جزائري”، وتابع: “ معروف تاريخياً أن ما يسمى بالجماعات الجهادية السلفية ينقسمون على أنفسهم بعد قتل القائد، وكثير منهم يحاول أن يؤسس لنفسه مجموعته الخاصة”.
وكشف الهاشمي، عن عبور “3 أخوات لـ (البغدادي) وأخيه، وزوجتين له إلى تركيا، قبل أسبوعين من الآن”، مبيناً ان “الاستخبارات العراقية ألقت القبض على (ساعي بريد) وهو الذي أخبر عن شبكة تهريب قيادات (داعش) قرب جبل الدروز في محافظة إدلب”.
 
مكافحة الإرهاب
بدوره، كشف مستشار المركز الاوروبي لمكافحة الارهاب عماد علو، عن هوية القيادي الذي سيخلف المجرم “أبو بكر البغدادي” في زعامة تنظيم “داعش” الإرهابي، مبيناً ان “التنظيم مقبل على صراع دموي بين جناحيه العراقي والأجنبي لقيادة التنظيم.
وقال علو في تصريح صحفي: إن “خلية الصقور الاستخبارية والاستخبارات العسكرية كانت ترصد باستمرار تحركات زعيم تنظيم (داعش) الارهابي (أبو بكر البغدادي)، وقد وجهت قبل عام ضربة جوية عبر المقاتلات العراقية على الحدود السورية العراقية أدت الى قتل 40 قيادياً في التنظيم وإصابة (البغدادي) بجروح أدت الى شلله”.
وأضاف، ان “تلك الأجهزة الاستخبارية ساعدت على قتل (البغدادي) كونها تحدث المعلومات والرصد من داخل سوريا بشكل يومي وترسلها الى الدول الحليفة وفي حالة وجوده قرب الحدود العراقية تنفذ عملية جوية عاجلة”، مبينا أن “المدعو (عبد الله قرداش) وهو عراقي من الموصل سيتولى منصب زعيم التنظيم الارهابي كون (البغدادي) سماه راعياً لمصالح التنظيم قبل ثلاثة أشهر”.
وأشار علو، الى ان “الصراع بين عناصر التنظيم من داخل العراق والأجانب المعروفين بـ (الأنصار) سيكون دموياً بسبب النزاع على المناصب السيادية في التنظيم الإرهابي”، لافتا إلى أن “صعود قيادات من (الجيل الرابع) لحكم التنظيم ستكون له تداعيات خطرة وسيولد تنظيما إرهابيا أكثر دموية من داعش”.