الهدوء يسود التظاهرات والحياة تعود إلى طبيعتها

الثانية والثالثة 2019/10/28
...

بغداد / مراسلو الصباح
 
 
شهدت أغلبُ المحافظات الوسطى والجنوبية هدوءاً واضحاً عززه رفع الحظر التام أو الجزئي عن محافظات واسط وكربلاء والديوانية والبصرة وبابل، وبينما شاب الهدوء والسلمية تظاهرات ميسان، وتحولت تظاهرات النجف والديوانية الى اعتصام مفتوح امام مبنى المحافظة ومجلسها، اعلن رئيس اللجنة الامنية العليا في البصرة المحافظ اسعد العيداني اطلاق سراح الموقوفين من المتظاهرين السلميين، وكشف قائد شرطة البصرة رشيد فليح عن قيام عصابات داعش الارهابية بإرسال مجاميع إلى البصرة، لافتاً الى أنها عملت على إنشاء مضافات في المحافظة.
 
حماية المتظاهرين
وأكد العيداني خلال زيارته قيادة عمليات البصرة انه يدعم التظاهرات السلمية ويقف مع حقوق ابناء البصرة، مطالباً الجميع بالحفاظ على ممتلكات المحافظة الخاصة والعامة.
 في حين قال قائد شرطة البصرة رشيد فليح في مؤتمر صحفي: إن «هناك امتداداً للتخريب في البصرة، وعصابات داعش ارسلت مجاميع للبصرة وتم انشاء مضافات فيها لهم».
ولفت فليح الى أنه «تم إلقاء القبض عليهم»، مبيناً أن «عصابات داعش كانت لديها مهمة وهي مهمة تخريب التظاهرات في الشهر التاسع والعاشر».
وأضاف فليح أن «التظاهرات سلمية بنسبة 90 بالمئة في البصرة، ولم نمنع اي تظاهرة سلمية واي مجموعة تريد ان تتظاهر نحن نقوم بحمايتها في البصرة ونمنع التخريب فقط»، مبدياً استعداده «لحماية اي تظاهرة تخرج مجددا في البصرة».
 
الإساءة لسلمية التظاهرات
وفي محافظة واسط، أعلن المحافظ محمد جميل المياحي رفع حظر التجوال عن جميع مناطق المحافظة، وعودة الحياة الى طبيعتها، مثمناً دور القوات الامنية في حفظ الامن والتعامل الانساني مع المتظاهرين. 
وقال المياحي في حديث لـ»الصباح»: إن غرفة عمليات واسط قررت رفع حظر التجوال عن جميع مناطق المحافظة وعودة الحياة الى طبيعتها، مشيرا الى ان الواسطيين احيوا ذكرى وفاة سيد الكائنات محمد (صلى الله عليه واله) بكل حرية وأن جميع اصحاب المحال التجارية يزاولون اعمالهم بصورة طبيعية.
 وأضاف المياحي ان الشباب الواسطي خرجوا للمطالبة بحقوقهم بسلمية ووعي إذ استطاعوا التفريق بين المطالبة بالحقوق والتخريب وسجلوا صورا رائعة من خلال منع خروج التظاهرات عن مسارها وحماية الممتلكات العامة والخاصة، مشيرا الى ان بعض الملثمين ارادوا حرف التظاهرات عن مسارها، في محاولة منهم لتفويت فرصة المطالبة بالحقوق وإشاعة الفوضى وحالات التخريب وحرق بعض المقرات الحزبية. 
وأكد المياحي ان الشباب الواسطي الواعي بريء من كل ما حصل من أعمال حرق وتخريب، فهذه الأعمال نفذها ملثمون هدفهم الأهم تخريب التظاهرات والإساءة لسلميتها، واستغلالها لتصفية الحسابات وبث الفوضى والإرهاب وترويع الأهالي واسقاط البلاد في مستنقع اللا دولة. وثمن المياحي دور القوات الأمنية البطلة التي تعاملت مع التظاهرات بأعلى مستويات ضبط النفس وقدمت الورود للمتظاهرين السلميين وتعاملت بود وإنسانية بما يعكس صورة مشرقة لرجال الامن، لافتا الى ان غرفة العمليات سلمت المهام الأمنية في المحافظة الى اللواء حسن هاشم قائد شرطة واسط الجديد الذي كُلف رسميا من قبل وزير الداخلية. 
ولفت المياحي إلى ان الحكومة الاتحادية جادة بمعالجة حقيقية لجميع المشكلات وتنفيذ مطالب المتظاهرين، منوها بان الجميع يتحمل المسؤولية وتلبية مطالب المتظاهرين الحقة، مطالبا شيوخ العشائر وأعمدة القوم والشخصيات الوطنية والاجتماعية ووجهاء المحافظة بأخذ دورهم في منع أي حالات شاذة أو حالات تؤدي إلى زعزعة الوضع الأمني في محافظتنا العزيزة.
 ودعا محافظ واسط المتضررين كافة سواء الأهالي أو الدوائر والمؤسسات الحكومية إلى إقامة دعاوى رسمية ضد المخربين، مبينا ان اجهزتنا الاستخبارية تمكنت بالفعل من تشخيص المخربين ومعرفتهم بالتعاون مع الشباب الواسطي الواعي الذين رفدوا الجهات الأمنية بكل المعلومات اللازمة.
 في غضون ذلك، افاد مصدر امني، أمس الأحد، باغلاق مبنيي قائممقامية ومجلس بلدي في محافظة واسط.  وأوضح المصدر في تصريح صحفي أن السلطات المحلية والامنية قررت اغلاق مبنيي القائممقامية والمجلس البلدي في قضاءي الصويرة وبدرة بمحافظة واسط، عازيا قرار الاغلاق الى حمايتهما من العناصر غير المنضبطة.
 
حياة طبيعية
أما في محافظة النجف الأشرف، فقد حافظت التظاهرات فيها على سلميتها لليوم الثاني على التوالي، بعد ان تحولت الى اعتصام مفتوح امام مبنى المحافظة ومجلس المحافظة.
 وقال مسؤول اعلام قيادة شرطة النجف المقدم مقداد الموسوي لـ»الصباح»: إن الاجهزة الامنية تعاملت مع المتظاهرين بشكل ودي وكان هناك تلاحم كبير بين منتسبي الشرطة والمتظاهرين، ولم تشهد التظاهرات اي خرق امني او حوادث اعتداء على المباني العامة او الخاصة. 
وأضاف الموسوي ان المتظاهرين حولوا تظاهراتهم الى اعتصام امام مبنى المحافظة وفي ساحة الصدرين، مع تواجد منتسبي الاجهزة الامنية لحماية المعتصمين، مشيراً الى ان منتسبي الشرطة قدموا الورود للمتظاهرين كما وفروا لهم مياه الشرب، ولم تحدث اي مشادات بينهم وبين المتظاهرين. 
 ولفت الموسوي الى ان قيادة الشرطة مستمرة في الوقت نفسه بتنفيذ خطتها الامنية بمناسبة زيارة ذكرى وفاة الرسول الاكرم محمد (ص)، موضحا ان دخول الزائرين تم بكل انسيابية الى مدينة النجف القديمة حيث يقع المرقد المقدس للامام علي (ع)، ليؤدوا مراسيم الزيارة دون وجود اي خروقات امنية.
على صعيد ذي صلة، وجه محافظ كربلاء نصيف جاسم الخطابي برفع حظر التجوال سواء عن حركة المركبات او المواطنين في جميع مدن المحافظة بعد يوم واحد من فرض الحظر نتيجة لتطورات تظاهرات اليوم الاول. 
وأوضح الخطابي، في حديث لـ»الصباح»، ان هذا القرار جاء بعد ان قام اهالي المحافظة بالتظاهر بطريقة سلمية يوم السبت والمتوقع ان تستمر بسلميتها دون حصول مواجهات او اعتداءات على الاملاك العامة والقوات الامنية. 
وأضاف الخطابي انه التقى قائد عمليات الفرات الاوسط الجديد الذي تسنم منصبه خلفا لقائد العمليات السابق الذي تم تعيينه قائدا لعمليات بغداد، مبيناً انه تم خلال اللقاء التأكيد على تقديم الحماية للمتظاهرين الذين يعبرون عن رأيهم بشكل سلمي.  بدورهما، تعهد قائد عمليات الفرات الأوسط اللواء علي الهاشمي وقائد شرطة كربلاء اللواء أحمد الزويني، أمس الأحد، بعدم اعتقال أي متظاهر. 
وأكد الجانبان، خلال زيارتهما ساحة الاعتصام في كربلاء «حرية التظاهر»، متعهدين بـ»عدم اعتقال أي متظاهر وإطلاق سراح المتظاهرين الذين لم تثبت إدانتهم بالجرم المشهود».
 وكما عمّ الهدوء في محافظتي النجف وكربلاء، فقد شهدت الديوانية حياة طبيعية بالرغم من الحظر الجزئي الذي فرضته الحكومة المحلية على الافراد والمركبات في المناطق القريبة من مبنى المحافظة نتيجة اعمال الحرق التي رافقت التظاهرة السلمية خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين، بينما باشر عدد من الشباب مساعدة عمال البلدية لرفع اكوام النفايات في بادرة تدل على الشعور الجماعي بالمسؤولية تجاه 
الوطن.