4 سنوات على تصنيف بغداد ضمن شبكة المدن الإبداعية

ثقافة 2019/11/02
...

متابعة /هناء العبودي
 
احتفلت بغداد مدينة الابداع الادبي – اليونسكو بمناسبة مرور 4سنواتٍ على تصنيف منظمة اليونسكو لبغداد ضمن شبكة المدن الابداعية لوصفها مدينة للإبداع الأدبي والثقافي والتي حاضر فيها الدكتور صادق رحمة محمد المدير التنفيذي لبغداد مدينة الإبداع ومنسق اليونسكو في العراق في ندوة حوارية بعنوان (المدينة الابداعية المنجز المتحقق وستراتيجية المستقبل) في الاسبوع الماضي  على قاعة ستي في بيت الحكمة .
بدءا تحدث الدكتور صادق رحمة عن عمله في المدينة الابداعية كمدير تنفيذي لها خلال هذه الفترة والفترات القادمة وملامح الخطة الستراتيجية للأعوام الاربعة القادمة بإذن الله ، وعن الشركاء في هذا المشروع الوطني اكد رحمة كرابطة المجالس البغدادية (امانة بغداد) ، بيت الحكمة ، وزارة الثقافة ، وزارة التربية ، شبكة الاعلام الثقافي ، بعد ان صنفت منظمة اليونسكو بغداد مدينة للإبداع الثقافي في 15/12/ 2015 ، وان عدد المدن الإبداعية التي اختارتها اليونسكو (180)مدينة في مختلف الصنوف من ادب وحرف وفنون شعبية  مدينة من (72) بلدا مختلفا و(28) مدينة فقط في الابداع الادبي ، وان بغداد هي المدينة العربية الاولى المصنفة على انها مدينة ادب تصنفها اليونسكو رقم التسلسل (11) على مستوى قارتي اسيا وافريقيا بعد ان كان هذا التصنيف حكرا على العواصم الاجنبية.
*واكد دكتور صادق رحمة ان مشروع المدينة القادم الذي يسمى (اوكسجين) للفضاءات الابداعية وهو مشروع واقعي يأخذ بنظر الاعتبار الميزانيات الصفرية التي تم العمل بها ، وهذا المشروع يؤدي الى تطوير الثقافة في اي مكان من المدينة كأن يكون نهرا بوصفه فضاء ابداعيا يحقق اهدافا من التنمية المستدامة فقد تم اطلاق الزورق الادبي عام 2016 على نهر دجلة بالاتفاق مع وزارة الثقافة في امسية ثقافية شعرية فنية ، وقد يكون الشارع كمهرجان ليل المتنبي الذي اقيم في شارع المتنبي ليلا ، وقد يكون مركزا ثقافيا لا يرتاده احد في المساء كالمركز الثقافي البغدادي ، ومهرجان السلام للقصائد المغناة بمبادرة مع شبكة الاعلام ورابطة المجالس البغدادية في القشلة ، او مكتبة جوالة مثل المكتبة الجوالة التي اقامتها المدينة الابداعية في حديقة الزوراء ، وبالشعر والازياء تارة اخرى بالاضافة الى عروض الافلام ومسرح الدمى والعروض المسرحية المختلفة ، ثم في عام 2017 تم الاحتفاء بمهرجان الزهور على حديقة الزوراء الذي يعتبر يوتوبيا عالمية ومهرجان “الكرادة تحب الحياة” ، والحدث الأهم الذي اشار اليه دكتور صادق رحمة هو في 7/12/ 2017 انطلاق اولى منصات مدينة الابداع الادبي وهي منصة (نادي الكتاب) ومنصة (ابداع) على قاعة ستي في بيت الحكمة احد شركاء المدينة الابداعية ، ومن ثم توالت بعد ذلك المنصات الاخرى مثل منصة (منتدى المرأة الثقافي) ، منصة (فولكلور والتراث الشعبي) ، منصة (المشغل المسرحي) ، منصة (رؤيا) التي تعنى بالسينما ، ومنصة (ورشة الطفولة) واخيرا (نادي الترجمة الادبية ) الى ان أصبحت (8) منصات ، وفي النية انطلاق منصات جديدة في المستقبل القريب مثل منصة (تنوير) . وأشار ايضا الى مشاريع مستقبلية لم تنفذ لقلة التخصيص والتمويل مثل مشروع متحف بغداد الادبي ، مشروع المدرسة الإبداعية ، مشروع الباص الأدبي ، ومشروع المكتبة الصغيرة .
وبين رحمةاهمية اقامة النشاطات الثقافية والادبية والشعرية او اي نشاطات فنية تتواءم مع الادب طالما ان بغداد لديها فضاءات متعددة واماكن متعددة لممارسة النشاط الثقافي، واضاف 
( ان جزءا من عملنا هو متابعة ورصد النشاطات الثقافية التي تقام، خاصة وان بغداد فيها 8 ملايين نسمة تقريباً، فالثقافة عنصر اساس في هذه المدينة وعلى هذا الاساس نحن نحاول ان نستثمر كل النشاطات الموجودة لتحقيق التنمية البشرية).
*واكد رحمة “إنّ شبكة المدن الإبداعية تهدف إلى تعزيز التعاون بين المدن التي تسلم بأن الإبداع عنصر استراتيجي في التنمية المستدامة في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والبيئية، ولذا تتعهد المدن التي تضم إلى الشبكة بان تتشارك في خلق الشراكات والنشاطات والممارسات التي تُنمّي الإبداع والصناعات الثقافية وتعزز المشاركة بالحياة الثقافية وتدمج الثقافة في حدود التنمية الحضرية”. وايضا تعزيز التعاون الدولي بين المدن المنضوية وتشجيع المبادرات البيئية التي تضم القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني وتعزيز خلق وإنتاج ونشر النشاطات والبضائع والخدمات الثقافية وتنمية الفرص المتاحة للمبدعين والمشتغلين في المجال الثقافي وتنمية مراكز الإبداع وتحسين فرص المشاركة في الحياة الثقافية للمجموعات والافراد الذين يتعرضون للتهميش والاضطهاد ودمج الثقافة والإبداع في خطط واستراتيجيات التنمية المحلية. وإنّ القرار النهائي يعود لليونسكو الذي بدوره يستعين بمؤسسات دولية وخبراء وأكاديميين دوليين بالإضافة إلى تقييم المدن الإبداعية المنتمية سلفا إلى الشبكة”.
*مما تقدم من كلام، يتشرف الابداع عندما ينتسب الى بغداد، ويزهو الادب للسبب نفسه، فهذه المدينة الصانعة للشعر والمنتجة للشعراء والادباء على مر التاريخ، ليس كثيرا عليها ان نمنحها تسمية من هذا النوع (بغداد مدينة للابداع الادبي)، فمضمون هذه الجملة ليس جديدا على بغداد، وهي مدينة الثراء الشعري على مر الأزمان، كما أنها مصنع الادباء الأفذاذ، فلا جديد في أن نقول نحن أو غيرنا، بأن بغداد مدينة للابداع الأدبي، ومع ذلك يمكن ان تكون فعاليات من هذا النوع، خطوة جيدة لمسح غبار الألم عن جبين هذه الحبيبة التي ارهقها أهلها والغرباء معا!. وعلى وجه الخصوص وغيرهم من خارج العراق، عن تأثير هذه المدينة العملاقة في ادبهم وحياتهم، فسوف لا يتردد كبار الادباء من الاعتراف بفضل بغداد عليهم، حتى أكاد أجزم أنه لا يوجد احد من الادباء لا يرتبط بعلاقة خاصة مع بغداد، فالذاكرة تضج بجمالها وحنانها وحضورها الباذخ ومسارحها على قلتها ودور عرض السينما التي انطفأت في الوقت الحاضر، وقاعات عرض الفن التشكيلي، فهناك المسرح الوطني الذي نرتبط به في اعمال خالدة قدم فيها كبار فناني العراق اعمالا لا تمحى من ذاكرة الابداع . واخيرا اثنى الدكتور صادق رحمة مدير المشروع على جهود القائمين في انجاح هذا المشروع الوطني الثر وخصوصا رابطة المجالس البغدادية وبيت الحكمة اضافة الى الكادر العامل من موظفين واعلاميين واشار الى الدور الفاعل لجريدة الصباح في نشر متابعات الجلسات بكل صنوفها شاكرا جهود العاملين عليها ، وحظر الجلسة عدد غفير من رواد المدينة وادباؤها ومفكريها اغنوا الجلسة بالعديد من المداخلات القيمة مثل الشاعر المعروف محمد حسين آل ياسين ، الشاعرة سجال الركابي ، امين الموسوي ، دكتور مزهر الخفاجي ، دكتور سعد التميمي ، عبد الصاحب البطيحي وغيرهم .