بغداد / كاظم لازم
استذكرت مؤسسة المدى للثقافة والفنون صباح الجمعة الماضي رائد المونولوج العراقي الراحل عزيز علي.
وحضر حفل الاستذكار عدد كبير من المثقفين والفنانين، وادار مفرداته الباحث رفعت عبد الرزاق الذي قال عن المحتفى به " يعد ملك فن المونولوج الناقد والساخر بامتياز من خلال اعماله التي تحدثت عن الاوضاع التي شهدها العراق في الاربعينيات والخمسينيات والستينيات، فعبقريته كانت تتجلى في انه كان ينظم نصوصه ويلحنها ويؤديها دون معرفته بالاصول الموسيقية وفن النوطة، فقد سلط الضوء على الواقع السياسي والاجتماعي لتؤشر اعماله معاناة الناس وهمومهم، ما ازعج حكام العراق السابقين ليتعرض بسبب مونولوجاته الى العديد من المشاكل والسجن لعدة سنوات ".
الاكاديمي فلاح الخياط اشار الى ان " الفن الهادف يحمل رسالة المجتمع وحالته الحضارية، وعزيز علي حمل هذه الرسالة منذ ان بدأ رحلته من دار الاذاعة العراقية عام 1936 وصولاً الى نهاية الستينيات عندما سنحت العام 1968 له الفرصة ان يؤسس مدرسة الموسيقى والباليه التي تخرجت منها اجيال من الشباب، لتبقى فصول حياته دروساً للنضال والتحدي بوجه من اراد استعباد العراقيين فلا تزال اعماله تعيش بيننا، فمن لا يتذكر مونولوجاته: " كل حال يزول ، البستان ، السفينة ، دكتور ، العن ابو الفن ، صلي على النبي" وغيرها الكثير، ليشعر الذي يستمع لها بأنها كتبت في الاسبوع الماضي وليس قبل اكثر من نصف قرن ".
الباحث زهير البياتي قال عنه " بعد ان غاب هذا الفن الاصيل برحيله راح الكثير يتذكرون مونولوجاته التي كانت تمثل خطاباً للشعب، ليرفض مطلع الثمانينيات دعوة النظام السابق بأن يغني او ينشد له ".
وسبق ان كتب رائد المسرح العراقي الراحل يوسف العاني بعد وفاة عزيز علي ليقول " مات عزيز علي ولم يتذكره احد رغم انه كان الناطق الرسمي لهموم الناس، اذ صار الكثير منهم يتذكر احمد عدوية ولا يذكره، فهو الوحيد الذي لم يتقاض اجوراً من فنه ولم يغن يوماً في ملهى، ليظل صوتاً مدوياً لحقوق
الناس" .