تشير دراسة طبية جديدة قام بها باحثون وأطباء من جامعة نيوانغلند البريطانية، وجامعة واشنطن، ونشرت مؤخرا في مجلة “نيو انغلند الطبية” الى أن شخصا واحدا من بين كل أربعة أشخاص فوق الـ 25 عاما معرض لمخاطر الاصابة بالسكتة الدماغية خلال الحياة. وشكلت الصين أعلى نسبة اصابة بحيث وصلت الى 40 بالمئة.
تحدث السكتة الدماغية عندما يمنع انسداد معين داخل الأوعية الدموية من عملية امداد الدم الى المخ. بينما تحدث السكتة الدماغية النزفية عندما تنفجر الأوعية الدموية الضعيفة.
ويعتمد عبء السكتة الدماغية بين البالغين الى حد كبير على عوامل الخطر القابلة للتعديل وخصائص النظم الصحية، ولذلك قد تكون نتائج الدراسة مفيدة للتخطيط طويل الأجل، خاصة في ما يتعلق بالوقاية والتثقيف الصحي العام الضروري.
باستخدام تقديرات من دراسة العبء العالمي للاصابة بأمراض السكتة الدماغية لذلك، طور الباحثون مقياسا جديدا والبقاء على قيد الحياة، وكذلك مع الاصابة بالمرض والموت. ولأول مرة، قدّرت الدراسة مخاطر الاصابة بالسكتة الدماغية مدى الحياة بدءا من عمر 25 عاما، في حين بدأت الدراسات السابقة من عمر 45 عاما.
قام الباحثون بتحليل مخاطر الاصابة بسكتة دماغية تدوم طوال العمر، مصنفة حسب النوع الفرعي- السكتة الدماغية والنزفية. ولم يجرؤوا على تقييم مدى خطر الاصابة بالسكتة الدماغية المتكررة أو السكتة الدماغية المعروفة باسم “السكتة الدماغية الصغيرة” التي لا تؤدي الى تلف دائم في دماغ الأطفال أو نوبة نقص تروية عابرة في الدماغ.
يقول الدكتور غريغوري روث، أستاذ علوم المقاييس الصحية في جامعة واشنطن: “نتائجنا مذهلة، ومن الضروري أن يحذر الأطباء مرضاهم من السكتات الدماغية وأمراض الأوعية الدموية الأخرى في المراحل المبكرة من حياتهم. لقد وجدنا درجة عالية للغاية من مخاطر الاصابة بالسكتة الدماغية. وبناء على الأبحاث الأخرى التي قمنا بتقييمها فانه من الواضح أن البالغين الصغار بحاجة الى التفكير حول المخاطر الصحية على المدى الطويل. اذ يمكن أن يحدث فرقا حقيقيا عن طريق تناول وجبات صحية أكثر وممارسة الرياضة بانتظام وتجنب التبغ والكحول.”
ويسترسل روث: “انخفاض مخاطر الاصابة بالسكتة الدماغية مدى الحياة في بلد مثل جنوب الصحراء الكبرى وازدياده في الصين مثلا، لا يمثل بالضرورة انخفاض معدل الاصابة بالمرض أو ستراتيجيات الوقاية والعلاج الأكثر فعالية. بل على العكس من ذلك، هناك أشخاص معرضون فقط لخطر الموت بسبب آخر.”
ويقول الدكتور بيتر روثويل، رئيس مركز الوقاية من السكتة الدماغية والعته، وأستاذ علم الأعصاب السريري بجامعة أكسفورد: “توفر هذه الدراسة المهمة بيانات موثوقة عن المخاطر الحالية في الحياة في جميع أنحاء العالم لأنواع مختلفة من السكتة الدماغية. فضلا عن تزويد البلدان برؤى قيمة حول عبء السكتة الدماغية. ويمكن استخدام هذه البيانات والأفكار لتحديد أولويات ستراتيجيات الوقاية واستهدافها. ونحن نآمل أن يستمر هذا العمل المهم حتى يمكن تحديد هذه الاتجاهات في العقود المستقبلية.”
ويوضح روث: “وزراء الصحة وغيرهم من صانعي السياسات في الأمم المتحدة يحتاجون الى تطوير برامج تشجع الشباب على تناول وجبات أكثر صحة تحتوي على المزيد من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة. وكذلك تجنب تعاطي التبغ والكحول، وزيادة النشاط البدني والحفاظ على وزن صحي. كما يجب عليهم الدعوة لخفض أسعار الأدوية التي تتحكم في ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.”
النتائج الاضافية المتحققة
سجل معدل مخاطر الاصابة بالسكتة الدماغية على مستوى العالم - وهو متوسط معدلات التباين على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم ابتداء من سن 25 وما فوق 35 بالمئة. ومخاطر الاصابة بالسكتة النزفية بنسبة 20 بالمئة.
ولاحظ الباحثون، أن أعلى الزيادات في مخاطر الاصابة بالسكتة الدماغية مدى الحياة بين الأعوام الممتدة من 1990 الى 2016 سجلت في شرق وجنوب آسيا، وجنوب الصحراء الكبرى، وأوروبا الوسطى وأفريقيا الغربية وشمال افريقيا والشرق الأوسط.
زيادة بنسبة 30 بالمئة
كما وجدت الدراسة أن غير المدخنين يتعرضون أكثر لمخاطر السكتات الدماغية بنسبة 30 بالمئة، عن المدخنين أنفسهم بسبب استنشاقهم الهواء الملوث بمحروقات التبوغ.
استخدم الباحثون بيانات موثقة من سجلات مشاف وطنية توضح الاختلافات الجغرافية والعرقية، والتحقق من احداث أمراض القلب والأوعية الدموية ومعدلات الوفيات للذين تزيد أعمارهم عن 45 عاما. فوجدوا أنه حتى بعد تعديل عوامل السكتة الدماغية الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب، ظلت مخاطر الاصابة بنسبة 30 بالمئة لغير المدخنين. تم اجراء تحليل اضافي لنوع السكتة الدماغية الاقفارية مقابل النزفية، وظهر أن معظم السكتات الدماغية كانت بسبب انسداد تدفق الدم الى الدماغ ومنها (نقص تروية، نزيف، وسكتات دماغية من نوع فرعي مجهول).
تقول البروفسورة أنجيلا مايكل، استاذة قسم علوم الصحة العامة في جامعة كارولاينا الجنوبية الطبية: “تشير النتائج التي توصلنا اليها الى امكانية حدوث نتائج صحية ضارة مثل السكتة الدماغية بين غير المدخنين. وتحتاج الأبحاث المستقبلية الى استكشاف دور عوامل خطر الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والتعرض المحتمل للمتغيرات البيئية الاضافية مثل ملوثات الهواء المحيط بنا.”
عن ساينس ديلي