أظهرت تجربة طبية بارزة لاختبار دواء يستخدم العلاج المناعي أنه يمكن أن يكون فعالا مع بعض الرجال الذين بلغوا مراحل متأخرة من سرطان البروستاتا
واستعانت التجربة بمجموعة من الرجال الذين ثبت توقف استجابتهم لخيارات العلاج الرئيسة.
ووجد الباحثون أن نسبة صغيرة من الرجال، الذين وصفتهم الدراسة بـ “المستجيبين بامتياز”، أصبحوا في حالة جيدة حتى بعد انتهاء التجربة، على الرغم من تشخيصهم بأنهم كانوا في مراحل مرضية سيئة للغاية قبل ذلك العلاج.
ما هي نتائج الدراسة؟
خلصت الدراسة إلى أن واحدا من بين كل 20 رجلا مصابا في حالة متأخرة من مرض سرطان البروستاتا استجاب لدواء “بيمبروليزوماب”، وشوهد تراجع أورام المرضى بالفعل أو أنها تتلاشى تماما.
ووجدت الدراسة، التي نشرتها مجلة علم الأورام السريرية، أنه على الرغم من أن العدد يعد صغيرا نسبيا، إلا أن البعض اكتسب عمرا إضافيا.
كما رُصدت أدلة على حدوث تحسن لدى عدد من الرجال الذين خضعوا للتجربة بلغت نسبتهم 19 في المئة.
بيد أن معظم المرضى في الدراسة عاشوا لمدة ثمانية أشهر في المتوسط وهم يتناولون الدواء.
وشملت المرحلة الثانية من التجارب السريرية، التي أشرف عليها معهد أبحاث السرطان ومستشفى مارسدن الملكية البريطانية، 258 رجلا مصابا بحالة متقدمة من سرطان البروستاتا الذين استنفدوا جميع الخيارات الأخرى للعلاج.
الخطوات التالية
رصدت الدراسة استجابات هائلة للمرضى الذين يعانون من أورام لها طفرات جينية مصححة للحمض النووي.
ويبحث الخبراء حاليا ما إذا كانت هذه المجموعة ستكون الفئة الأكثر استفادة من العلاج المناعي في تجربة أوسع نطاقا.
بيد أنه يلزم أولا إجراء اختبار لاختيار من سيستجيب بشكل أفضل لهذا العلاج، حتى يعرف الأطباء أي المرضى يمكن أن يقدم لهم الدواء.
ماذا يقول الخبراء؟
يقول بول ووركمان، الرئيس التنفيذي لمعهد بحوث السرطان: “حقق العلاج المناعي فوائد هائلة لبعض مرضى السرطان، ومن الأخبار الرائعة أنه حتى بالنسبة لحالات سرطان البروستاتا، التي لا نشهد فيها الكثير من النشاط المناعي، فإن نسبة الرجال يستجيبون للعلاج على نحو جيد”. وأضاف: “من المشجع أن نرى إجراء اختبار لطفرات إصلاح الحمض النووي الذي قد يحدد بعض المرضى الذين هم من المرجح أن يستجيبوا للعلاج، وأنا حريص على رؤية كيف ستسير أمور تجربة جديدة أوسع نطاقا على مرضى هذه المجموعة”.
وكان يوهان دي بونو، استشاري الأورام الطبية في مجلس أمناء هيئة التأمين الصحية بمستشفى مارسدن الملكية، أحد أولئك الذين أشرفوا على الدراسة.
وقال: “لا نرصد نشاطا كبيرا للجهاز المناعي في أورام البروستاتا، لذا اعتقد الكثير من أطباء الأورام أن العلاج المناعي لن ينجح في هذا النوع من السرطان”.
وأضاف: “لكن دراستنا تظهر أن نسبة صغيرة من الرجال المصابين بسرطان المرحلة النهائية يستجيبون، والأهم من ذلك أن بعض هؤلاء الرجال يسجلون نسبة تحسن جيدة
للغاية”.
وقال: “وجدنا أن الرجال الذين يعانون من طفرات جينية يستجيبون على نحو جيد للعلاج المناعي، ومن بين هؤلاء هما مريضان تناولا الدواء لأكثر من
عامين”.