ناصر الموزاني
إن كل الشرائع السماوية تدعو إلى التعايش والتسامح مع اختلاف عقائد الأفراد والقوميات والمذاهب، طالما أنها تحترم حقوق الآخر بين الأجناس ومن أهم الأمور التي أوصت بها الشرائع السماوية أن يحترم الانسان الانسان وأن يتعايش معه على مبدأ الحب والتآخي والسلام واحترام الحرية الشخصية، فلكل إنسان معتقد أو طريقة يؤمن بها وهو حر في اختيار عقيدته وإيمانه وعلى الآخر احترام اختياره والابتعاد عن اضطهاده
وتكفيره.
بينما يعتقد ويجب احترامه والوفاء له إذا عقدت معه اتفاقا ولا يجب أن تخدعه أو تثير النعرات الطائفية ما بينك وبينه
، حينئذ يجب على الدول وضع قوانين تجرم كل ما من شأنه إثارة الفتن والتفرقة والنعرات الطائفية وهذه جرائم يعاقب عليها القانون الدولي، خصوصاً الفصائل والمنظمات التي تدعو إلى الاقتتال الطائفي وذلك بتسليح بعضهم ضد بعض، لقد حاولت بعض الأطراف الغاء أطراف
أخرى.
وتمسكت بمعتقداتها وألغت معتقدات الآخرين ورفضت الآخر وحاولت قمعه ومصادرة معتقداته وأمواله، لذا إن القوانين الرادعة هي التي تمنع الاقتتال على الهوية والمعتقد، فالوطن للجميع وعلى الجميع تقبل الاخر والابتعاد عن الانقسامات التي تشتت المجتمع وتمزق أركان التقارب والمحبة والعيش المشترك
، ويجب منع المنظمات التي تصور أن الآخر هو عدو يجب التخلص منه والسيطرة على ممتلكاته، حينئذ يجب وضع قوانين رادعة وبلا تمييز بين الجنس أو العرق أو اللون أو القومية أو المعتقد، أن الذين يدعون إلى إلغاء الآخر بالنهاية لم تجلب لهم دعواتهم غير الخراب والدمار وليس هناك أي انتصار لطرف على طرف آخر الكل خاسرين
، لان التطرف سينفي صفة العيش والسلام وأن تأريخ الحروب هو خير شاهد على تحول الذين يدعون الى الموت والخراب الى نهاية المحتومة مهما طال أمدهم وأن التعايش لايمكن أن يتم دون تدخل القانون والدولة وشطب المناهج العنصرية ودحر الكيانات التي تدعو إلى الانتشال والخراب وهذا يتطلب ارادة صلبة وحازمة ونوايا صادقة من قبل الأطراف الفاعلة، حينئذ تسود العدالة الاجتماعية اذا كانت النوايا صادقة في دحر كل اشكال التطرف والعنف
، أن التشجيع على بناء مجتمعات متقدمة يتطلب منا الكثير من الصبر والتضحيات
، إن ردع التطرف هو الخطوة الصحيحة التي تتخذها الدول من أجل تقدم شعوبها ومن أجل العيش والتعاون مع الآخر المختلف يجب القبول بالتنوع والمعتتقد والاختلاف، ان العمل على إيجاد وطن يسوده الحب والوئام والسعادة والابتعاد عن الازمات وتجسيد على مبدأ العدل يتطلب منا جميعاً التعاون على وضع أسس
المحبة.