حميد السوداني
الحوارات المعمقة والتبادل في الآراء، وتواصل الزيارات والاجتماعات والتحضيرات الجدية لمناقشة الواقع العراقي وخاصة في الآونة الأخيرة كل ذلك أثرَّ إيجابياً على الشارع العراقي مما زاد التأكيد على إزالة الخوف والفشل من سير العملية التصالحية إلى أبعد خطوة ناجحة وصولاً إلى الهدف المنشود لوطن يتمتع بحرية الرأي من خلال ديمقراطية فتية أثبتت تواصلها في الوسط العربي والعالمي.
هتافات أبناء الشعب، كلنا واحد، لا فرق بين كذا وكذا، ونحن كلنا جسد واحد وروح واحدة نعمل من أجل وطن جديد، ومن أجل إزالة الفوارق والفقر وإحياء الوعي الثقافي والتأكيد على لحمة أبناء الوطن من شمالهِ إلى جنوبهِ تحت راية التراب العراقي.
سياسياً، وجغرافياً، ومذهبياً، تكاد الأعوام الأخيرة قد أثمرت ثمارها ضمن مبادئ واضحة من كيانات وأطراف ليست صغيرة إنما صاحبة مبادرات موضوعية تأتي ضمن التحولات المهمة التي أدت وستؤدي إلى انبعاث شعاع من نسيج حديث لهذا الشعب يتمتع باستقلالية وشجاعة نضالية كانت خزيناً من تاريخ بطولي من التضحية والنصر.
ولقد أثارت المواقف هذهِ المطالبة برفع درجة الإيمان بهذهِ المواطنة والأخوة التي لا تحتاج إلى وصف ولا ترغيب، إنما تحتاج إلى طي صفحات الجفاء والاعتداد بالذات وإزالة حدة التوتر بين هذا الطرف أو ذاك وصولاً إلى النور الذي يضيء أنفاق الخلاف والمساهمة في حلول آنية في ظل الظروف التي يمر بها الوطن.
إن خطاب التواصل المثمر ليس جديداً على الأبناء الذين لم تذهب جهودهم الماضية سدى، بل استطاعوا أن يحصلوا على نتيجة النجاح بفضل تنور الآخرين والمشاركة الفاضلة حرصاً منهم وتأكيدا على حب الوطن وإخوانهم من الجميع، إضافة لذلك فإن الرؤية الكلاسيكية لفهم الأمور وحلها ليست من صالح حركة المجتمع ضمن الحركة السريعة للمجتمعات في العالم، بالانجازات، والتفاهم، والمبادرات الجماعية، والتحولات التي تخطف الأنظار، وهي من أهداف تكوين منظومة مجتمعية تتمتع بالحقوق والواجبات وخلق الحياة والتنافس من أجل اليوم والغد على حد سواء، وهو مفهوم ديمقراطي ينبع منهُ خير وحرية وانتماء للوطن وهدف يحرق المراحل لما تتمتع بهِ هذهِ الخطوات من تأييد عالمي
واسع.
أن الوصول إلى فهم المبادرة ونوعها، هو الوصول إلى ان مجتمعنا قادر على التطور، وهذا لا يأتي إلا بالتلاحم الوطني اليوم قبل الغد في المجالات كافة وتعدد المداخل لوجود غِنى وفائدة مثمرة منها إيقاظ هذهِ النيات والمحاولات من دون غياب كامل بخلق وجود حقيقي لأهمية الفرد داخل الوطن والجموع من هذا الشعب، وهي كفاءة قادرة على إدارة عجلة السفينة إلى بر الأمان.
إن العدالة أن تتواصل الأفكار المسؤولة عن الآخر بقدرة المسؤولية والشجاعة في تحمل عبئها والنجاة من فشلها وعدم اليأس وغلق الأبواب من جديد خوفاً من التعثر، وهي مهمة للعدالة التي لا يقف أمامها عائق والقول المأثور ( العدل صورة واحدة، والجور صور كثيرة، ولهذا يسهل ارتكاب الجور ويصعب تحري العقل، وهما يشبهان الإصابة في الرماية والخطأ فيها، وإن الإصابة تحتاج إلى ارتياض، وتَعبّد الخطأ لا يحتاج إلى شيء
من ذلك ).
إننا بشر، ونحن أبناء زماننا الذين نؤمن إن الوطن يحتاج الجميع، والجميع للوطن، وهذا الإيمان مبنيُ على اتخاذ المبادرات الطيبة ضمن تحولات علمية ناجحة فيها الرضا والتقدم.