ربما يختار البدناء تقليل الوزن باتباع الحمية والقيام بالتمارين الرياضية، لكن قد يفشل بعضهم ويكونون عرضة للاصابة بامراض لها علاقة بمضاعفات السمنة، وهنا تكون الجراحة كاختيار محتمل.
توجد هناك عدة انواع من العمليات الجراحية لتقليل الوزن وتعرف بجراحة علاج البدانة. ويجب استشارة طبيب جراح لمناقشة الاختيارات، لان هذه العمليات تتطلب الالتزام الدائم باسلوب حياة صحي وحمية مناسبة.
ولهذه العمليات فوائد كثيرة: تحسين الصحة العامة، تقليل مخاطر الامراض المصاحبة للسمنة كارتفاع ضغط الدم وامراض القلب والسكري والتهاب المفاصل وانقطاع النفس اثناء النوم، تقليل الحاجة الى الادوية، سهولة الحركة، تعزيز احترام الذات. يوضح الخبراء ان نتائج هذه العمليات والأدوية قد تساعد مرضى السكري على الاستغناء عن تناول أدوية السكري. اكثر المرضى المحتاجين لهذه العمليات هم الذين يعانون من مشاكل خطرة تهدد حياتهم بسبب السمنة طويلة الامد، الميل الوراثي للسمنة، ارتفاع مؤشر كتلة الجسم. وهناك اربعة انواع شائعة لعمليات تقليل الوزن منها جراحة تجاوز المعدة، قرص المعدة، تكميم المعدة، تحويل الاثنى عشر.
تجاوز المعدة
يعد هذا النوع الاكثر شيوعا، إذ يُربط جزء من المعدة من غير إزالة الجزء المربوط لتقليل الشهية، فتصبح المعدة تستوعب 30غما تقريبا من الطعام فقط. ويربط الكيس المربوط بالامعاء الدقيقة لامتصاص كمية اقل من المواد الغذائية والسعرات الحرارية، وخلال عام واحد سيقل الوزن 65-55 بالمئة.
نشرت احدى الدراسات في مجلة نيو اينغلاند الطبية تخمينان معدل الوزن المنقوص لدى المراهقين، ووجدته ضعف الوزن المتوقع فقدانه بعد عملية قرص المعدة.
تستغرق العملية عدة ساعات تحت تأثير التخدير العام، يبقى المريض في المستشفى يومين او ثلاث، ثم يعود لممارسة نشاطه الاعتيادي بعد اسبوع الى خمسة اسابيع. من مضاعفاتها: الارتشاح او متلازمة الاغراق، نقص الفيتامينات لعدم تناول
المكملات.
قرص المعدة
رغم انخفاض الاقبال عليها مؤخرا، لكن يلجأ لها بعض المرضى من ذوي مؤشر كتلة اكثر من 30، ومصابين بأمراض متعلقة بالسمنة كأمراض القلب او السكري.
هذه العملية قابلة للتعديل اما بتداخل جراحي او تنظيري. أذ يفتح شق صغير لوضع رباط سيليكوني حول الجزء العلوي من المعدة لتشكيل كيس معدي صغير بدون تغيير حجم المعدة، وهذا سيقلل الشهية ويزيد من الشعور بالشبع. تستغرق الجراحة ساعة تقريبا تحت تاثير التخدير العام، ويغادر المريض المستشفى في اليوم نفسه، ويتعافى بعد اسبوعين. ويمكن التحكم بالرباط بعد العملية بواسطة حقنة ملحية عن طريق بوابة صغيرة مزروعة تحت الجلد.
تقليل الوزن فيها يكون بطيئا وقد يستغرق اكثر من خمسة اعوام. وأشارت احدى الدراسات ان المراهقين الذين خضعوا لهذه العملية خسروا 20 كغم من وزنهم. ومن مضاعفاتها: انزلاق الرباط او تآكله، حدوث نزف او التهاب محتمل، زيارة الطبيب بانتظام لضبط الرباط او الحاجة لعملية اخرى لازالته او تبديله.
تكميم المعدة
في هذا النوع يُستأصل ما يقارب ثمانين بالمئة من المعدة، ثم يُوصل القسم الضيق المتبقي منها بالامعاء، فيقل حجم المعدة بدون تغيير مسار الامعاء للحفاظ على امتصاص المواد المغذية.
تستغرق العملية ساعة كاملة تحت تأثير التخدير العام، وقد تكون بديلا لقرص المعدة. يتعافى المريض بعد اسبوعين الى ثلاثة. يقل الوزن بنسبة 55-40 بالمئة وتتضح النتيجة بعد سنة او سنتين. ومن مضاعفاتها: الارتشاح، ارتجاع الحمض او حرقة المعدة.
تحويل مسار الاثنى عشر
تعد هذه العملية الاكثر تعقيدا إذ تتطلب اجراء عمليتين منفصلتين. الاولى شبيه بتكميم المعدة، والثانية لوضع الوصلات في الامعاء ليتجاوز الطعام معظم الامعاء الدقيقة والسماح بمرور العصارات الهاضمة، وهذا يسمى بتحويل الاثنى عشر.
يقل الوزن في هذه العملية كثيرا، لان حجم المعدة سيكون اصغر والطعام سيتجاوز معظم الامعاء الدقيقة، ما يحد من امتصاص السعرات الحرارية والمواد المغذية، لكن لا ينصح بها الجراحون كثيرا لخطورة مضاعفاتها كنقص الفيتامينات والمعادن والبروتين في الجسم.
ما بعد الجراحة والمخاطر
يتبع المرضى بعد العملية مباشرة حمية لبضعة اسابيع تعتمد على السوائل فقط، ثم الانتقال للاطعمة السائلة لمدة ستة او ثمانية اسابيع، ثم يعودون الى الاكل الصلب بعد تسعة اشهر. من المهم تغيير تنظيم الطعام، واتباع عادات طعام يومية صحيحة، وتنظيم السعرات الحرارية المتناولة لتكون 1000-800 سعرة حرارية في اليوم، و60-40غم من البروتين للحفاظ على الكتلة العضلية، و18 ملغم من الزنك و400غم فوليك أسيد، ومعادن وفيتامينات اخرى مثل A وD وE وK. قد يسبب تجنب الدهون والحلويات بمتلازمة الاغراق، اي انتقال الطعام الى الامعاء الدقيقة بسرعة، وظهور اثار جانبية في البطن كالغثيان وألم المعدة وإسهال حاد. وبرغم الاختلافات بين معدلات الوزن المفقودة، الا ان ظهور مضاعفات خطيرة بعد شهر من الجراحة يتضاعف في جراحة تجاوز المعدة.
تتطلب هذه العمليات جراحة عامة تحفها بمخاطر كبيرة، ومن الضروري مناقشة الجراح في: مضاعفات الجراحة او التخدير، الحساسية من الادوية، النزف، الالتهاب، إنسداد الامعاء، جلطات دموية، نقص الغذاء والفيتامينات، خطورة استعادة الوزن، امراض الارتجاع المريئي، متلازمة الاغراق، مشاكل نفسية.
عن موقع Drugs.com