أنصار الحريري يشعلون الشارع اللبناني بالاحتجاج

الرياضة 2019/12/21
...

 
بيروت/جبار عودة الخطاط 
 
لم تكدْ تمضي سويعاتٌ على تسريبِ خبر الاتفاق على اختيار الوزير السابق حسان دياب لرئاسة الحكومة العتيدة حتى خرجت مجاميع غاضبة من أنصار تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري في تظاهرات رافضة، وقد وصل ذلك الحراك الناقم أوج غضبته الحاشدة بعد الإعلان الرسمي الذي تمخضت عنه الاستشارات الملزمة بتسمية دياب. 
اشتباكات غاضبة
فقد تجددت الاشتباكات الغاضبة مساء الجمعة وفجر السبت إذ اشتبكت مجاميع من المحتجين الذين خرجوا من المناطق الموالية لتيار الحريري مع عناصر من الجيش اللبناني بعد تكليف الدكتور دياب بتشكيل الحكومة اللبنانية. ورشق المحتجون الذين رددوا هتافات داعمة للحريري ورافضة للمرشح المكلف، عناصر الجيش بالحجارة ما تسبب بحالة من الهرج والمرج، وامتدت الاشتباكات الى مناطق لبنانية عدة سجلت موجات من الاستياء الذي تمثل في قطع للطرقات بالسواتر الترابية والدواليب المشتعلة واستخدام المفرقعات النارية والحجارة وغيرها من الأساليب.. الجيش اللبناني الذي سعت عناصره الى احتواء الموقف المتأزم الذي يعصف بالشارع أعلن في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة  20  كانون الأول إصابة سبعة من عناصره اثناء محاولة إعادة فتح طريق الناعمة لتسهيل حركة التنقل. وقال الجيش اللبناني في بيانه: “في منطقة كورنيش المزرعة، أصيب سبعة عسكريين بجروح، بعدما تعرضوا للرشق بالحجارة من قبل معتصمين حاول بعضهم تفريغ حمولة شاحنة من الردميات والأتربة وسط الطريق لإقفاله وإعاقة حركة المواطنين”. وتابع البيان أن وحدات الجيش ما زالت تعمل على فتح الطريق وإعادة الوضع إلى طبيعته.
 
قطع الطرقات
في هذا السياق قطع محتجون طريق الضنية الرئيس الذي يربطها بمدينة طرابلس بالسواتر الترابية عند مفرق براد معوض، إضافة إلى قطعهم الطريق عند مفرق علما ومحلة البياض بالحجارة، إضافة إلى قطعهم الطريق في محلة العيروينة وعند مدخل بلدة الفوار بالحجارة والإطارات المشتعلة، وفق ما أفادت به “الوكالة الوطنية للاعلام». 
واضطر العابرون إلى البحث عن طرق فرعية أخرى بديلة للوصول إلى أشغالهم. وتحاول عناصر من الجيش والقوى الأمنية إعادة فتحها مجددا أمام المواطنين. 
رئيس ​حكومة​ تصريف الاعمال وزعيم تيار المستقبل ​سعد الحريري​ من جانبه وجه نداء عاطفيا  عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى أنصاره دعاهم فيه الى التحلي بروح المواطنة والحفاظ على السلم الأهلي قائلاً:  “من يحبني فعلا فليخرج من الطرقات فورا»
 
تأجيج الغرائز 
وكان شهود قد ذكروا أن قوات الأمن اللبنانية أطلقت الغاز المسيل للدموع في بيروت في الساعات الأخيرة من ليل الجمعة لتفريق مئات من الشبان الذين خرجوا للاحتجاج على تكليف رئيس وزراء جديد وتنحي الحريري.
وأثارت تسمية دياب غضب مناصري التيار الأزرق، وعمد مناصرون للحريري الى قطع طرقات رئيسة وفرعية  في بيروت وفي منطقة الناعمة جنوبها وفي طرابلس وعكار شمالاً والبقاع شرقاً. ويعتبر هؤلاء أن (دياب لا يمثّل الطائفة السنيّة التي ينتمي إليها) وهو الأمر الذي نفاه دياب قائلاً إنه خرج من رحم تلك البيئة وهو غير محسوب على حزب الله كما تشيع بعض الدوائر.
من جانبه انتقد عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب ​فيصل الصايغ​،  “تحويل الحراك من فعل تعزيزٍ للمواطَنة والمساواة، ومن ثورة سلميّة ضدّ الظلم والإفقار و​الفساد​، إلى انتفاضةٍ عنفيّة تؤجّج الغرائز الطائفيّة والمذهبيّة القاتلة للجميع، ما يُشكّل ضربة قاضية لآمال اللبنانيين وطموحهم بالدولة المدنيّة وبالتغيير الصادق المنشود».
ودعا في تعليق له إلى “التمسّك بالمطالب المُحقّة الّتي تجمعكم، ولا تسمحوا لهذه السلطة الطائفية بأن تُمارس معكم ​سياسة​ “فرّقهم مذاهب تسُد».
 
استشارات غير ملزمة
وفي سياق الإجراءات الهادفة لتيسير تشكيل الحكومة انطلقت السبت في ساحة النجمة ببيروت ​الاستشارات النيابية​ غير الملزمة في ​مجلس النواب​ بلقاء رئيس المجلس ​نبيه بري​ مع رئيس ​الحكومة​ المكلف ​حسان دياب​.
ورداً على سؤال: هل أنت متفائل، قال بري: “طولوا بالكن بعد ما بلشنا».
أما المرشح حسان دياب فأكد أنه “سيعمل على تشكيل حكومة خلال ستة أسابيع للمساعدة في إخراج البلاد من نفق أزمة اقتصادية وسياسية عميقة”، ورفض الاتهامات له بأنه سيكون تحت “سطوة حزب الله” . وقال دياب: “الحكومات السابقة في العقد الأخير استغرقت سنة لتشكيلها، وأنا أسعى لتأليف حكومة في غضون أربعة أسابيع أو في فترة لا تتجاوز ستة أسابيع»
النائب محمد رعد رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني، صرح بعد مشاركته بالاستشارات قائلاً: “ ابلغنا رئيس الحكومة بانها كلما كانت اوسع مشاركة، كانت أقرب للنجاح، وهذه الحكومة يجب ان تستجيب لوجع الناس من خلال وضع سياسات تكافح الفساد وتحافظ على ما انجزه اللبنانيون من انتصارات على العدو الاسرائيلي، وتصون سيادة لبنان، وبالتالي فهذه الحكومة ليست حكومة لون واحد كما يقول البعض»
 
تسهيل الأمر
وعلمت “الصباح” من مصدر مطلع أن الثنائي الشيعي (حزب الله) يثمن لسعد الحريري موقفه المتمثل بمشاركته في الاستشارات  وعدم تسمية سفير لبنان السابق نواف سلام الذي يعتبره حزب الله الشخص المقترح لتمرير مشروع (أميركا الفتنوي) في لبنان.. ويبدو أن موقف الحريري هذا ووفقا لـ” مصدر مطلع “ لم يكن ليأتي من فراغ، بل جاء إثر مباحثات مكثفة تم إجراؤها بين الأخير والثنائي الشيعي ليتخذ الحريري موقفاً إيجابياً من مسألة تشكيل الحكومة تمهيداً لاستعادة ثقة اللبنانيين بالحكومة. 
وهذا ما ذهب اليه النائب سمير الجسر السبت بعد لقائه رئيس الحكومة المكلف بتشكيل الحكومة حسان دياب، بتأكيده تعاطي تيار المستقبل مع الأمر بإيجابية وقال: “أبلغناه عدم المشاركة في الحكومة لا بطريقة مباشرة ولا بطريقة غير مباشرة، لأننا نريدها حكومة اختصاصيين، وتمنينا عليه ان تكون الحكومة مؤلفة من اختصاصيين، وهذه رغبة جميع الناس. كما دعوناه الى تشكيل الحكومة بشكل سريع لانها ستكون من لون واحد، لذلك لا ضرورة للتأخير في التشكيل ونحن متعاونون ولن نسعى لعرقلة تشكيلها».
 
أميركا على الخط
وكيل ​وزارة الخارجية الاميركية​ ​للشؤون السياسية​ ​ديفيد هيل الذي كان يشغل منصب سفير ​الولايات المتحدة​ في لبنان من العام 2013 حتى 2015 وصل الى بيروت وصرح قائلاً: ان “اختيار رئيس ​حكومة​ ​لبنان​ شأن لبناني محض”، مشيراً إلى “أننا لم نلعب أي دور في تحريك الشارع”، لافتاً إلى “أننا لن نتخلى عن لبنان وقادته وأثق بمستقبل لبنان، و​المجتمع الدولي​ مستعد لمساعدة لبنان ولكن بشرط أن يبدي جدية في العمل». ولفت هيل إلى أن “هدف زيارتي هو نقل رسالة وزير الخارجية الاميركي ​مايك بومبيو​ بوجوب القيام باصلاحات اقتصادية، وتطرقت مع رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ إلى بعض الحوادث في ​الجنوب​“، مشيراً إلى “أنني طلبت من ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ والمسؤولين الذين التقيتهم أن يصغوا لمطالب الشارع، ومسألة النهوض الاقتصادي في لبنان بيد المسؤولين اللبنانيين وحدهم»
هذا وكانت لهيل عدة لقاءات مع مسؤولين لبنانيين كان من جملتهم الوزير جبران باسيل الذي أكد بعض المراقبين أن المسؤول الأميركي لن يلتقيه.