في ظلِ الدعوات المستمرة لسلمية التظاهرات وتسهيل عمل القوات الأمنية، عادت الحركة الطبيعية بشكل تدريجي إلى ساحة الوثبة وشارع الرشيد، بعد انسحاب المحتجين باتجاه ساحة التحرير.
وشهدت محافظتا النجف الاشرف وذي قار عودة الاستقرار بعد التداعيات التي رافقت التظاهرات هناك، بينما ينظم طلبة بابل اليوم الاحد مسيرة لدعم التظاهرات.
عمل القوات الأمنية
ودعا الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء عبد الكريم خلف، الى ضبط سلمية التظاهرات لتسهيل عمل القوات الأمنية في اجهاض الجريمة. وقال خلف في تصريح صحفي إن “ضبط سلمية التظاهرات يسهل عمل القوات الأمنية ويدعم عملها في اجهاض الجريمة”.
من جانبه، افاد مصدر في الشرطة بأن “المتظاهرين انسحبوا من جسر الاحرار وساحة الوثبة ومقتربات منطقة حافظ القاضي، باتجاه ساحة التحرير”، مبيناً أن “أعداداً قليلة من المتظاهرين ما زالت هناك لإكمال عمليات التنظيف بالتعاون مع القوات الأمنية”.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنه “من المحتمل عودة جسر الأحرار الى الخدمة قريبا”، متابعاً أن “الحياة الطبيعية بدأت تعود إلى ساحة الوثبة وشارع الرشيد، حيث أعاد أصحاب المحال التجارية فتح محالهم، مع توافد المواطنين للتبضع”.
وكان التيار الصدري، قد اعلن امس الاول، تسليم أصحاب “القبعات الزرقاء” قواطع المسؤولية التي كانت تحت حمايتهم، في ساحة التحرير، إلى القوات الأمنية.
وذكر بيان صادر منه، شملت مواقع التسليم منفذ قرطبة شارع محمد القاسم باتجاه ساحة الطيران ومنفذ ساحة النصر شارع السعدون باتجاه ساحة التحرير”، مشيراً الى أن “قادة وأفراد القوات الأمنية اثنوا على الجهود المبذولة من قبل القبعات الزرقاء وتعاونهم مع القوات الأمنية لغرض حماية أرواح المتظاهرين”.
اللجان التنسيقية
الى بابل حيث افاد رئيس اللجنة التنسقية للتظاهرات ميثم عايد الخفاجي في تصريح لـ”الصباح”، بأن اليوم الاحد ستكون هناك مسيرة مليونية لجميع طلبة المحافظات دعما للتظاهرات ومساندة لموقفها وان فروع النقابات في المحافظة ومن خلال الاجتماع حثت بان تكون هناك مسيرة تشمل طلبة الكليات والجامعات والثانوية لحين تنفيذ تلك المطالب .
وبين ان “التظاهرات حققت العديد من الانجازات لم تتمكن الحكومة المحلية من 2003 الى 2019 من تحقيقها منها التعايش السلمي وقتل الطائفية في ساحة الاعتصام وحملات التنظيف، فضلا عن حملة صبغ وانارة الجسور علاوة على تشجير الشوارع”، مشيرا الى ان “التظاهرات تمكنت من خفض كشفية الاطباء ايضا”. وتابع ان “التظاهرات في المحافظة تخلو من المندسين ولا يوجد اي خرق امني، كاشفا في الوقت نفسه، عن “وجود حملات تبرعات في داخل ساحات الاعتصام لمساعدة
الأسر المتعففة”.
وكانت نقابة المعلمين فرع بابل قد جددت امس السبت وقوفها مع المتظاهرين وتأييد الاحتجاجات التي تشهدها مدن البلاد، معلنة تضامنهم الكامل مع ما جاء في كلمة المرجعية الدينية العليا التي أعلنت عنها في خطبة الجمعة، وعدم تعطيل الدوام الرسمي.
جميع الجسور مفتوحة
في ذي قار، أكد قائد عمليات الرافدين اللواء الركن جبار الطائي، لـ”واع” أن “الأوضاع الأمنية في محافظة ذي قار مستقرة، وأن جميع جسور المحافظة مفتوحة باستثناء جسر الزيتون الذي تم إغلاقه من قبل العمليات
إكراماً للشهداء”.
وأضاف أن “هناك تعاوناً كبيراً بين القوات الأمنية والمتظاهرين في المحافظة”، مشيراً إلى أن “عمليات الحرق لبعض مقرات الأحزاب والمحترقة سابقاً، جاءت بعد اغتيال الناشط المدني العصمي”.
وأشار إلى أن “المتظاهرين السلميين بمساعدة الأجهزة الأمنية قاموا بإطفاء جميع الإطارات وإزالتها من الشوارع”.
وكانت قيادة شرطة المحافظة، قد شكلت لجنة تحقيقية بشأن حادثة اغتيال الناشط علي محمد مكطوف.
وقالت القيادة في بيان إن “قائد شرطة ذي قار العميد الحقوقي ريسان كاصد الابراهيمي أمر بتشكيل لجنة تحقيقية من ضباط الشرطة الاكفاء المختصين للتحقيق بمقتل الشاب علي محمد مكطوف مساء يوم الجمعة 20 كانون الاول 2019 على ايدي مجهولين.
وكان مصدر أمني، أفاد في وقت سابق من يوم امس الاول، باغتیال الناشط المدني علي العصمي.
اجتماع خلية الأزمة
اما في النجف فقد افادت مديرية شرطة المحافظة في بيان تلقت “الصباح”، نسخة منه، بأن “خلية الازمة عقدت اجتماعاً أمنيا حضره محافظ النجف لؤي الياسري وقائد الشرطة اللواء الحقوقي غانم محمد جعفر الحسيني والنائب الأول للمحافظ هاشم الكرعاوي ومدراء الأجهزة الأمنية”.
وأضافت، أن “خلية الأزمة في المحافظة ناقشت مع محافظ النجف لؤي الياسري اهم المستجدات في الوضع الأمني واستقراره”.
وبينت “كما تمت مناقشة حماية المتظاهرين وتأمين ساحة التظاهرات وكذلك الحديث عن توفير الحماية للمواطنين وأهمية تطبيق القانون وتنفيذ أوامر القاء القبض بحق المطلوبين للعدالة”.
وكان المحافظ لؤي الياسري قد أعلن إعفاء عـدد من مـدراء الـدوائـر والـوحـدات الاداريـة في المحافظة وذلك ضمن اجـراءات اصلاح النظام الاداري
في المحافظة.
وقال الياسري، في تصريح صحفي إن “مدراء الدوائر الذين تم اعفاؤهم كانوا من الدوائر المشمولة بفك الارتباط من الوزارات”، مبيناً أن “المدراء المعفيين هـم مـدراء دوائـر التخطيط الـعـمـرانـي والـشـبـاب والـريـاضـة والاسكان والمـبـانـي والتخطيط والمتابعة لــــوزارة الــبــلــديــات، وكــذلــك الاحـتـيـاجـات الخاصة، وقـد تـم تكليف المعاونين بالإدارة لـحـين تـعـيـين الــبــدلاء لهــذه الــدوائــر وكــالــة”.