رئيس الحكومة المكلف: لبنان في غرفة العناية الفائقة
الرياضة
2019/12/22
+A
-A
بيروت /جبار عودة الخطاط
إطلاق نار
هذه النداءات من قبل الحريري لم تجد لدى المحتجين صدى فراحوا يمعنون في قطع الطرقات بالاطارات المشتعلة وبمستوعبات القمامة وبغيرها من الأساليب وقد واصلوا قطع الطرقات في نطاق حلبا عكار التي شملت مفرق كوشا، والطرقات المقطوعة ضمن نطاق طرابلس التي شملت ساحة النور، البداوي، التبانة تحت جسر المشاة، مفرق كوشا والمنية مقابل البلدية. في حين كانت الطرقات المقطوعة يوم الأحد ضمن نطاق البقاع هي تعلبايا، سعدنايل، المرج، جديتا العالي، كامد اللوز، جب جنين، غزة، مفرق الصويري ومفرق راشيا المصنع.
بينما بدت جميع الطرقات ضمن بيروت وضواحيها يوم امس الأحد سالكة بعد تدخل الجيش اللبناني للحيلولة دون شل حركة الناس، كما ان اوتوستراد صور صيدا بيروت سالك بالاتجاهين.
غير أن التطور اللافت جرى في جبل البداوي إذ حصل إطلاق نار كثيف في الهواء، ما أدى إلى حالة من الهلع والتوتر لدى المواطنين، وعلى الفور، تحركت دوريات للجيش لتعقب مطلقي النار الذين كانوا يستقلون سيارات ذات زجاج داكن، وينتقلون من منطقة الى أخرى في مدن الفيحاء: طرابلس، الميناء، البداوي والقلمون.
رسائل شديدة اللهجة
مشهد قطع الطرقات من قبل أنصار الحريري حدا بالوزير السابق وئام وهاب الى إرسال رسائل شديدة اللهجة الى زعيم تيار المستقبل فقد غرد رئيس حزب التوحيد العربي عبر حسابه على تويتر قائلا:” يا سعد يا حبيبي ضب (إجمع) زعرانك (شذاذك) عيب إنت رجال ووعدت بأن تسهل وهلق (والآن) بس شفت ديڤيد هيل رايق (هادئ) ومش عبيصعد (لا يصعد) الظاهر حسيت أكلت الضرب يا حبيبنا إلها الناس ناطرتك شهرين يا رجل أبوك علم جيل كامل إنت هودي الزعران ما بيفيدوك سمع شي مرة كلام الحق”. كما توجه اليه قائلا: “حبيبي سعد مشكلتك السعودي تركك والأميركي مش متمسك فيك والحكيم(يقصد سمير جعجع) ردلك ياها بعد أن وجهت له عدة صفعات طيب إذا مشكلتك هون شو إلها علاقة العالم حتى تنقطع الطرقات عليها؟”.
المستقبل يرد
رسائل وهاب لم تمر مرور الكرام فتصدى لها عضو المكتب السياسي في تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش قائلا: “يتحدث جاهل الجاهلية عن ضب الزعران وهو زعيم العصابة وقمة التفاهة وأسفل السفالة في لبنان؟ بالفعل هزلت”.
النائب جهاد الصمد الناطق باسم كتلة”اللقاء التشاوري” دخل هو الآخر على خط مخاطبة جمهور تيار المستقبل قائلاً “أتوجه الى جمهور تيار المستقبل تحديدا لأقول له ان مشكلته ليست معنا، المشكلة هي مع القوات اللبنانية، فليعرف من خصمه، ومن الذي لم يدع الرئيس سعد الحريري وهو زعيم تيار المستقبل يصل الى رئاسة الحكومة”، وتابع”عليكم ان تروا لماذا سمير جعجع لم يسم الرئيس الحريري يوم الإثنين الماضي”.
حكومة إنقاذ
وأضاف النائب جهاد الصمد بعد لقاء كتلة اللقاء التشاوري مع الرئيس المكلف “اننا سمينا دياب لتأليف الحكومة قناعة منا ان الرجل يلاقي أحد أبرز مطالب الإنتفاضة، كونه من خارج نادي رؤساء الحكومات ومن خارج المنظومة الحاكمة التي أوصلت البلاد الى حالة الإنهيار”.
وقال الصمد:”قد طالبناه بتشكيل حكومة إنقاذ موثوقة تركن لجهة الإستقلالية والتجرد والنزاهة ونظافة الكف وتعيد الثقة الى فكرة الدولة وتستعيد ثقة الناس التي انتفضت وجعا ورفضا وكفرا بممارسات سياسات الحكومات المتعاقبة منذ سنوات عديدة”.
وأكد الصمد ان محاولة البعض التملص من مسؤولياته عما وصلت إليه حال البلاد لم يعد قابلا للتسويق إلا عبر استعادة خطاب مذهبي تحريضي يهدف الى تعميم ان هذه الحكومة هي حكومة مواجهة وبلون سياسي واحد، واضاف ليكن معلوما للجميع، للصديق قبل الخصم، ان حكومة من هذا النوع لن تحظى بثقتنا، كما ان حكومة تستعيد شكل الحكومات السابقة لجهة المحاصصة بين التحالف الحاكم، ولو مستترة، لن تنال ثقتنا.
الحكومة الجديدة
في هذا السياق علمت “الصباح” من جهات مطلعة بأن الحكومة اللبنانية المرتقبة لن تستغرق وقتاً طويلاً كما كان شأن الحكومات اللبنانية السابقة وفي مراحل تشكيلها المتعاقبة وأنها لن تكون فضفاضة من حيث سعة الحقائب كما جرت العادة لإرضاء الأطراف السياسية المختلفة في البلاد وبأنها ستكون على الأرجح من 18 وزيراً، بحيث تتألف الكابينة الوزارية بأسرها من الوجوه الجديدة، وبالتالي لن تحوي أياً من الوزراء الحالين الذين رفضهم الحراك الجماهيري.. المصدر أكد لـ”الصباح” أن اللبنانيين سيكونون على موعد مع الحكومة الجديدة في سقف زمني لن يتجاوز الـ 10 إلى 12 يوماً وربما يلامس الإسبوعين على أقصى تقدير.. البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بدوره دعا في عظة يوم امس الأحد الساسة اللبنانيين الى تحمل مسؤوليتهم وسرعة تشكيل الحكومة على أسس صحيحة لأن لبنان لم يعد يتحمل أكثر.
الحضيض اللبناني
واعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن “المسؤولين السِّياسيِّين الذين أَوصَلُوا الدَّولة إلى الحضيض الاقتصاديِّ والماليِّ والاجتماعيّ، إنَّما فعلوا ذلك لأنَّهم أَهمَلُوا صوت الله في ضمائرهم، ولم يُعِيروا أيَّ اهتمامٍ لكلامه. بل سَمِعوا صوتًا واحدًا هو صوت مصالحهم الخاصَّة وأرباحهم غير المشروعة”، مشددا على أنه “لقد أتَتْ السَّاعة ليُناقِشوا نفوسهم الحِساب. الشَّعب الثَّائر، إيجابيًّا وحضاريًّا من دون حجارة، يسأل الحكَّام: “لو كانت لديكم حلولٌ تُعطُونها لفعلتم، وأنتم تَحكُمون
البلاد منذ سنوات.
ولو كانت لدى الشَّعب ثقةٌ بكم وبإدارتكم، لَمَا ملأ، على مدى سبعين يومًا، الشَّوارع والسَّاحات، مناديًا بحكومةٍ مسؤولة ذات مصداقيَّةٍ وحُرَّةٍ من التَّيَّارات الحزبيَّة، وغنيَّةٍ بشخصيَّاتٍ ذات اختصاصٍ وكفاءةٍ ونظافة كفٍّ”. ولفت الراعي في عظته، الى أن “ما شاهدنَاهُ منذ يومَين من رشق الجيش اللُّبنانيِّ وقوى الأمن بالحجارة في إحدى التظاهرات الاحتجاجيَّة، إنَّما يَنتَهك كرامة الجيش وكرامة المواطنين المؤمنين بالدَّولة اللُّبنانيَّة”، داعيا إلى “الاحترام والتَّعاون، ونطلب من كلِّ المنتفضين عدم قطع الطُّرُقات الرَّئيسَة في جميع المناطق، لكي يتنقَّلَ المواطنون بسهولةٍ ويُعيِّدوا بالفرح. فلا تحرمُوهم إيَّاه”.
العناية الفائقة
رئيس الحكومة المكلف الدكتور حسان دياب من جانبه أكد بعد إنجازه ليوم الاستشارات غير الملزمة” أنه سمع من رئيس المجلس النيابي نبيه بري كل ما هو مفيد لمصلحة تشكيل الحكومة، ومن رئيس حكومة تصريف الأعمال كل التشجيع والدعم، مؤكداً أنه سيكون هناك تعاون مثمر مع الحريري بما يخدم لبنان، مشدداً على أنه سيبقى على تواصل دائم مع رئيس الحكومة السابق تمام سلام.
وأشار دياب إلى أنه حصل على نصائح مفيدة من الكتل النيابية، وسمع تشجيعاً لتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، موضحاً أن القاسم المشترك بين الجميع هو كيفية الخروج من الأزمة التي يمر بها لبنان،مشدداً على أن لبنان في العناية الفائقة ويحتاج إلى كل جهد ممكن من جميع القوى السياسية والحراك الشعبي للعلاج ، قائلا “حان وقت العمل ونسأل الله التوفيق”.
حصاد الاستشارات
اللافت أن الاستشارات التي عقدها دياب، أمس الاول في البرلمان مع الكتل السياسية، قد قاطعها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وغاب عنها رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي، كما قاطعها النائب نهاد المشنوق الذي رأى أن “التكليف، وإن تمتع بالحد الأدنى من المواصفات الدستورية، إلا أنه تكليف يفتقر إلى السند الميثاقي”.
في حين لم يفصح رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، عن موقف خاص بالاستشارات بعد لقاء الرئيس المكلف، تاركاً الأمر لكتلة “المستقبل” التي أعلنت أنها لن تشارك في الحكومة وقال النائب سمير الجسر باسم الكتلة، “تمنينا أن يكون تأليفها من اختصاصيين مستقلين لإعادة بناء الثقة بين الناس والسلطة”. وأشار إلى “أننا تمنينا عليه أن تكون مدة التأليف أقصر من 6 أسابيع، كما قال في وقت سابق... أولاً لأن البلد لم يعد يستطيع أن ينتظر، وثانياً لأن الحكومة سوف تكون مدعومة من لون واحد”.
وطالب نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، “بحكومة مصغرة تأخذ في الاعتبار الجانب الذي يرعى ما كانوا يدعون به أنه مطالب المجتمع الدولي”، بينما قال الرئيس تمام سلام: “إن مطالبي للبنانيين وقف سوء الممارسة لنصل إلى مخرج”، نافياً أن يكون ممن يعرقلون داعياً للأخذ في الاعتبار “الشارع الذي نتمنى أن يعبر عن غضبه من دون تعكير السلم الأهلي”. وقال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال رئيس “تكتل لبنان القوي” جبران باسيل، بعد لقائه دياب: “لم نتقدم بأي مطلب للرئيس المكلف، وما نطالب به هو توفير عناصر النجاح والفعالية للحكومة، نريد وزراء (نضاف وأوادم)
وأصحاب جدارة واختصاص”.
ودعت كتلة “التنمية والتحرير” إلى وجوب “أن تنصب كل الجهود لتشكيل حكومة طوارئ إنقاذية من الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمصرفية الخانقة، خصوصاً أن استمرارها سيرتب مخاطر كبرى لا نهاية لها إن لم نعجل بتشكيل حكومة تسارع باتخاذ الإجراءات والإصلاحات المطلوبة”. وقال المتحدث باسمها النائب أنور الخليل، إنها دعت إلى تأليف “حكومة جامعة من كل الأطراف، وتمثل حتى الذين لم يسموا في الاستشارات، ومن المهم في هذا السياق أن يسعى الرئيس المكلف إلى تمثيل الحراك الذي بات أمراً ضرورياً، فيكون شريكاً في عملية
الإنقاذ الشاملة”.