جنبلاط: اقتصاد لبنان على باب الانهيار

الرياضة 2019/12/25
...

بيروت/ جبار عودة الخطاط
 
اللبنانيونَ الذين باتوا في وضع معاشي لا يحسدون عليه ما زالوا ينتظرون الصورة النهائية التي ستتمخض عن مشاورات تشكيل الحكومة والتي يعكف على إجرائها رئيسها المكلف الدكتور حسان دياب محاولاً إشاعة مناخ من التفاؤل فيما يمعن رموز فريق 14 آذار في إطلاق تصريحاتهم التي تصف الحكومة بأنها تفتقر الى الميثاقية المطلوبة وبالتالي يشككون في إمكانية إتمامها وهو الأمر الذي يسعى فيه حزب الله وحليفه حركة أمل فضلاً عن التيار الوطني الحر الى دحضه وإثبات نقيض الدعاوى التي تحاول الانتقاص من الحكومة المرتقبة.
وجه لبنان
الرئيس المكلف الذي يواصل مشاوراته ولقاءاته اليومية مع مختلف الفعاليات السياسية والاجتماعية ضمن مسعاه الحثيث لبلورة التشكيلة النهائية لكابينته الحكومية أكد أن "الحكومة الجديدة ستكون وجه لبنان ولن تكون حكومة فئة ‏سياسية من هنا وهناك.. وستكون حكومة اختصاصيين بامتياز"،  وبخصوص الاتهامات التي تطاله وتصنفه ضمن فريق سياسي معروف وبأن حكومته ليست سوى حكومة لون واحد قال دياب: "عشت مستقلا وسأبقى مستقلا، أما التصنيفات فلا تعني لي ‏شيئا، القضية الرئيسة تتمثل في تحقيق نهضة لبنان والوصول إلى النتيجة التي يتمناها اللبنانيون‎"‎. الى ذلك اعتبر رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن المطلوب من الرئيس المكلف حسان دياب الاتصال بكل المكوّنات السياسية، إذ " يجب ألا يألو جهداً لتشارك في الحكومة، وإذا لم توافق فهذا يعود لها".
 
مرونة برّي
ورد الرئيس نبيه بري على القول بأن الحكومة  من لون واحد، فقال : إنه لا مشكلة في ذلك، "في كل البلدان تؤلّف هكذا حكومات". وسأل: "أين المشكلة في أن يكون الوزراء اختصاصيين وحزبيين في الوقت نفسه، كما يحصل في كل العالم؟". وشدد بري أمام زواره على الاستعداد لتقديم كل الدعم لرئيس الحكومة المكلف حسان دياب لكي ينجح في مهمته، مشيراً إلى "أنّ التسهيلات التي قدّمناها له حتى الآن كبيرة، ونحن جاهزون للمزيد منها، لأنّ هناك حاجة الى تشكيل الحكومة في اقصر وقت ممكن حتى تتصدّى للأزمة الاقتصادية والمالية 
وتداعياتها".
ولفت بري الى انّه سبق لحركة "أمل" و"حزب الله" ان "قدّما كل التسهيلات الممكنة لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وابديا كل مرونة حياله ليتولّى تأليف الحكومة الجديدة".
 
إقناع الحريري
وأوضح بري "انّه اقترح على الحريري في هذا الاطار "ان تتكوّن التشكيلة الحكومية من 24 وزيراً يتوزعون بين 18 تكنوقراطا و6 سياسيين فقط". وأضاف: "حتى اللحظة الأخيرة بقينا نحاول اقناعه بقبول خيار التكليف، وآخر محاولة قام بها الخليلان اللذان زاراه في "بيت الوسط" لحضّه على عدم الانسحاب وما كان ناقص بعد إلاّ نبوس إيدو"، لكنه اصرّ على الرفض، خصوصاً بعد قرار القوات اللبنانية عدم تسميته" وفقاً لـموقع «النشرة» .
واستغرب بري التحرّكات الاحتجاجية التي يقوم بها انصار الحريري في الشارع اعتراضاً على عدم تكليفه، معتبراً انّ دوافعها غير واضحة «ما دام أننا فعلنا المستحيل لكي يعود الى رئاسة الحكومة، وحتى عندما أُبلغ اليّ انّ "القوات اللبنانية" لن تسمّيه نصحته بالاستمرار، لأنّ حسابات التكليف غير حسابات التأليف، فما الذي كان مطلوباً منا اكثر من ذلك؟". واعرب بري عن اعتقاده بأنّ الحريري تعامل مع مسألة رئاسة الحكومة على قاعدة "عينو فيها وبيتغنج عليها"، مرجحاً انّه "يشعر حالياً بالندم".
 
مطالبة الحريري
بدوره وجه وزير الداخلية اللبناني السابق والنائب الحالي نهاد المشنوق رسالة الى رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري لاتخاذ  الموقف الذي لا لبس فيه حيال ما أعتبره تسمية رئيس الحكومة من قبل (الثنائي الشيعي) رافضاً" أن يسمي التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي رئيس الحكومة وأن يعتبرا الأمر طبيعيا وميثاقيا"، مذكراً بأنه "عندما يتعلق الأمر بالتمثيل الشيعي في الرئاسات، تكون الميثاقية هي الأساس، كما حصل حين فاز تيار المستقبل في انتخابات 2009، ويومها انتخبنا الرئيس نبيه بري رئيسا لمجلس النواب، باعتبار أنه ميثاقي، رغم دعوة أطراف سياسية إلى انتخاب غيره. كذلك بقيت رئاسة الجمهورية محجوزة للعماد ميشال عون لسنوات، ومنع انتخاب غيره، وعطل البلد كله، باعتبار أنه هو الميثاقي وهو الذي يمثل الأكثرية المسيحية".
 
الموقع السني!
وفي بيان له، لفت المشنوق إلى أنه "حين نتبع هذا المسار، وحين نصل إلى الموقع السني، لا يجوز أن تصبح الميثاقية مسألة فيها نظر، ليس هناك ميثاقية بزيت وأخرى بسمنة، هذا ليس مقبولا، فالواقع أن رئيس الحكومة يمثل هذه الطائفة بموجب النظام اللبناني الذي يدير البلاد. ورغم أن الانتفاضة تنادي بعكس هذا النظام وبتجاوزه، وهي على حق، إلا أنه طالما هذا النظام قائم فمن الطبيعي أن نحترم أصوله"، داعياً رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري إلى "إعلان موقف سياسي صريح لإزالة الالتباس من تكليف الدكتور حسان دياب بتشكيل الحكومة الجديدة"، مطالباً بـ"أن يخرج ويخاطب هذا الشارع لتحديد الموقف النهائي من مسألة تكليف دياب، لأن ترك الأمر على هذا الالتباس قد يؤدي إلى خلل ميثاقي وخلل أمني وخلل في الانتفاضة نفسها، وهذا ما لاحظناه اليوم على لسان عدد لا بأس به من المشاركين".
 
مشاركة واسعة
وفي المقابل، اعتبر الوزير  والقيادي في حزب الله محمد فنيش ان "الحكومة المقبلة بحاجة إلى غطاء سياسي، ‏مشيراً إلى ان الحزب يدعو إلى مشاركة واسعة من قبل الجميع، وهذا منتهى الشعور بالمسؤولية الوطنية والشعور بمشكلات الناس"، ‏علماً ان الرئيس برّي كان أبلغ الرئيس المكلف في بداية الاستشارات غير الملزمة في مجلس النواب، بأنه يريد ان يكون تشكيل ‏الحكومة مناسبة للم الشمل، وبالتالي الإصرار على تمثيل جميع الشرائح البرلمانية بدءاً من الحراك و"المستقبل" وانتهاءً "بالقوات" ‏مروراً بالاشتراكي‎. هذا وحصلت "الصباح" على تسريبات لم نتأكد من مدى موثوقيتها تتعلق بأسماء خبراء اختصاصيين مرشحين لدخول الحكومة، حيث ورد اسم  ‏الخبير المالي غازي وزني، لخلافة الوزير علي حسن خليل، وهو المعاون السياسي للرئيس نبيه برّي، في وزارة المال، كما تمّ ‏التداول بأسماء مثل الدكتور كمال حمدان والوزير السابق شربل نحاس، باعتباره مقرباً من الحراك، ان لم يكن في صلبه‎ وتردد أيضاً اسم الدكتور مازن سويد الرئيس الحالي لمؤسسة "ايدال‎"‎.
إلا ان مصادر مقربة من الرئيس المكلف، نفت صحة هذه الأسماء، مشيرة إلى ان مراحل تأليف الحكومة لم تصل بعد إلى مرحلة ‏إسقاط الأسماء على الحقائب، ولا تزال في سياق وضع هيكلية الحكومة، والتفاهم بشأنها مع المراجع العليا‎.‎
 
باب الانهيار
في سياق ذي صلة بادر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى قرع ناقوس التحذير من شفير الهاوية التي تنتظر لبنان مؤكداً أن البلاد على مشارف الجوع!.
وقال  جنبلاط في اتصال صوتي  مع ابناء الجالية اللبنانية في أميركا :" لقد اتّخذنا موقفاً من عدم المشاركة لا بهذه الحكومة ولا بغيرها"، مؤكّداً تسمية السفير نواف سلام لأنّه "من خارج هذه الطبقة" واستغرب "كيف أنّ الرئيس سعد الحريري لم يسمّ السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة"، كما استغرب "موقف حزب "القوات اللبنانية" من عدم تأييد سلام، إلا إذا كانا يريدان بقاء النظام الطائفي كما هو". وقال إنّ لبنان على "مشارف الجوع"، لافتا الى ان" الاقتصاد على باب الانهيار إن لم يكن قد انهار، ولبنان لا يمكن أن يستمر كبلد خدمات وسياحة وفنادق ومطاعم ومصارف بدون انتاج".
 
طريق الخلاص
أما البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي فقال في رسالة عيد الميلاد:
"الشعب ينتطر حكومة جديدة تضم أشخاصا يضعون البلاد على طريق الخلاص الاقتصادي والمالي والانمائي والاجتماعي"، لافتا إلى ان "الشعب عبّر بشبابه، برجاله ونسائه، عما يعاني من أوجاع وما يتطلب من اصلاحات وذلك في ثورة إيجابية لم تهدأ منذ 70 يوما ونرجو ان تظل كذلك ولا تصبح ثورة سلبية هدامة"، موضحا ان "الثورة الايجابية تتعاون مع الجيش والقوى الأمنية وتحترمها وتخفف الاعباء عن كاهل المواطنين في حقهم في التنقل والعمل".
وأضاف "شكلت الانتفاضة الإيجابية علامة رجاء مضيئة في الظلمة التي تكتنف وطننا، فبوركت هذه الانتفاضة الإيجابية الحرة غير المرتهنة لأحد، فلا تهملوها أيها السياسيون"، لافتا إلى ان "حكامنا يرفضون تداول السلطة بل يتحاصصونها هدرا ونهبا مسرفين في الصرف ومراكمين الديون، وأوقعوا أكثر من ثلث الشعب في حالة الفقر ورموا 35 بالمئة من الخريجين في حالة البطالة فضلا عن الوصول بعدد من المؤسسات الخاصة إلى اقفال أبوابها.
 
سعر الدولار
بانتظار الحكومة العتيدة، يشهد سعر صرف الدولار لدى الصرافين استقرارا في هذه الفترة.
ولم تؤثر الاعياد حتى ظهيرة الثلاثاء في الارتفاع بالطلب على العملة في ظل استمرار المصارف بفرض قيود مشددة على السحوبات. ويتم تداول الدولار لدى الصيارفة اليوم بين 2000 و 2050 ليرة لبنانية للدولار الواحد. يشار الى أن سعر الصرف الرسمي للدولار في القطاع المصرفي هو 1514- 1515 ليرة لبنانية .