بدأ العد التنازلي لانطلاق بطولة آسيا لكرة القدم تحت 23 عاماً 2020 في تايلاند، وذلك في عام آخر من كرة القدم القارية وواحدة من أكثر البطولات إثارة، حيث ستشهد هذه البطولة المنافسة على حجز بطاقات التأهل لأولمبياد طوكيو. وتتطلع أوزبكستان حاملة اللقب إلى تكرار الإنجاز الذي حققته في الصين قبل عامين، بينما تسعى اليابان إلى العودة إلى مستواها الذي جعلها ترفع لقب بطولة آسيا تحت 23 عاماً 2016 في قطر. وبعد أن تم إقرار موعدها في منتصف عام 2013، انطلقت النسخة الافتتاحية لواحدة من أحدث البطولات في أجندة الاتحاد الآسيوي في عام 2014 عندما تفوق العراق خلال - بطولة آسيا تحت 22 عاماً سابقاً - على جميع من وقف أمامه في نسخة شهدت بروز عدد من نجوم آسيا المعاصرين الذين باتوا يلعبون أدواراً رئيسة.
دراما يوم الافتتاح
بدأ عمان، البلد المضيف، البطولة بطريقة رائعة في العاصمة مسقط حيث تغلب على ميانمار 4-0 في المجموعة الأولى، بينما سجل لاعب كوريا الجنوبية ليم تشانغ-وو لكلا الطرفين خلال تعادل منتخب بلاده 1-1 مع الأردن.
سجل جو كوانغ لاعب كوريا الشمالية أول هدف على الإطلاق في تاريخ البطولة بعد فوز فريقه على اليمن 3-1 في المجموعة الثانية، في مباراة شهدت أيضاً مشاركة باك كوانغ-ريونغ الذي يتخذ من أوروبا مقراً له. وفي الوقت نفسه، انتهت مباراة سوريا والإمارات 1-1 لحساب ذات المجموعة.
في المجموعة الثالثة، أحرز شويا ناكاجيما هدف التعادل المذهل أمام إيران خلال اللقاء الذي انتهى بنتيجة 3-3 حيث سجل اللاعب كاوه رضائي هدفين للإيرانيين، وحصلت أستراليا على النقاط الثلاث بعد فوزها بنتيجة 1-0 على الكويت. كانت هناك دراما في المباراة بين أوزبكستان والصين حيث سجل الأوزبك هدفين في الوقت المحتسب بدل الضائع ليحققوا الفوز 2-1 في المجموعة الرابعة، في حين بدأ العراق مشواره بفوزه على السعودية بنتيجة 3-1.
سقوط المضيفين وتقدم القوى الكبرى
لم يكن فوز عمان على ميانمار علامة على أشياء حاسمة ستأتي للمضيفين، حيث تعرض الفريق بعد ذلك لخسارتين أمام الأردن وكوريا الجنوبية، اللذين تقدما إلى دور الثمانية. أما الفائز الآخر في يوم الافتتاح، منتخب كوريا الشمالية، فقد خرج أيضاً من الدور الأول بعد خسارته أمام سوريا وتعادل مع الإمارات، مما يعني أن الثنائي القادم من غرب آسيا قد حجز مكانه في دور الثمانية.
أثبت انتصار أستراليا 1-0 على إيران في مباراتها الثانية أهمية حاسمة، لأنه يعني أنه احتل الصدارة رغم هزيمته 0-4 أمام اليابان في مباراة أضاف فيها ناكاجيما هدفين اثنين آخرين في رصيده، حيث ضمن المنتخبان تأهلهما. وفي الوقت نفسه، فإن ثلاثية رضائي خلال الفوز على الكويت بنتيجة 3-1، كانت تعني أن الأمر سينتهي به في صدارة قائمة الهدافين على الرغم من فشل الإيرانيين في تجاوز دور المجموعات.
مثل عمان وكوريا الشمالية، لم يتمكن أوزبكستان من تعزيز فوزه في الجولة الأولى على الصين، حيث تعرض للهزيمة أمام العراق والسعودية، بينما كان العراقيون هم الذين احتلوا المركز الأول بسجل مثالي في الدور الأول.
تأكيد رباعي قبل النهائي
شهد الدور ربع النهائي عدداً من المواجهات المثيرة، وربما كان أبرز النتائج هو هزيمة العراق لليابانيين بعد أن سجل أمجد كلف في الدقائق العشر الأخيرة من المباراة ليتم إقصاء منتخب الساموراي الأزرق الشاب.
في مكان آخر، تأهل كوريا الجنوبية بفوزه على سوريا بعد أن تقدم في النتيجة عبر مهاجم بوردو الحالي هوانغ آو- جو قبل أن يحقق الفوز في النهاية 2-1.
حدثت كل الدراما بعد فترة الاستراحة بين الشوطين خلال المباراة بين السعودية وأستراليا عندما سجل الصقور الخضر الصغار هدفين سريعين أثبتا أنهما كافيين لحجز مكان في الدور قبل النهائي، على الرغم من أن أوليروس سجل هدفاً لأستراليا من ضربة جزاء بعد ذلك. واستمر الأداء الممتاز للأردن حيث سجل إبراهيم دلدوم الهدف الوحيد في المباراة قبل ست دقائق من نهاية اللقاء الذي حقق فيه النشامى الفوز على الإمارات 1-0.
تفوق العراق والسعودية
أظهرت الانتصارات على السعودية وأوزباكستان والصين واليابان أن العراق كان على رأس المرشحين للفوز باللقب، لكن المباراة أمام كوريا الجنوبية الذي لم يخسر بعد وعدت بأن تكون اختباراً صارماً آخر.
لقد كان هدفاً واحداً حاسماً، ومثل ما حدث في مباراتيه السابقتين أمام منافسيه من شرق آسيا، كان الهدف الواحد كافياً حيث كسر مصطفى ناظم نتيجة التعادل في الدقيقة 74 ليحجز العراقيون مكانهم في النهائي. أدى هدف حمزة الدردور الرابع في البطولة إلى تحقيق التعادل للأردن بعد أن افتتح عبد الله العمار النتيجة للسعودية في مباراة الدور قبل النهائي الثانية، لكن سباق الأردنيين انتهى بعد الاستراحة بين الشوطين.
وضع محمد مجرشي السعودية في المقدمة في منتصف الشوط الثاني وعزز عبد الفتاح عسيري النتيجة من ضربة جزاء في وقت متأخر لينتهي اللقاء بفوز الأخضر السعودي 3-1 ليلتقي مرة أخرى نظيره العراقي.
وانتهت البطولة بشكل ممتاز للأردن، بعد تغلبه على كوريا الجنوبية 3-2 بفارق ركلات الترجيح عقب تعادلهما بدون أهداف في مباراة تحديد صاحب المركز الثالث.
الفائزون باللقب عن جدارة
بعد أسبوعين من مواجهة الطرفين في الجولة الأولى من دور المجموعات لبطولة آسيا تحت 23 عاماً، تجددت المواجهة بين العراق والسعودية مرة أخرى من أجل نيل لقب النسخة الأولى من هذه البطولة. كان منتخب العراق قد فاز في جميع مبارياته الخمس في طريقه إلى النهائي، بينما فاز السعودية بأربعة من أربعة منذ خسارته أمام أسود الرافدين في دور المجموعات. ولكن لم ينجح السعوديون في رد الاعتبار على ستاد السيب، حيث تفوق مهند عبد الرحيم على دفاع الخضر قبل تسديده كرة في الزاوية اليسرى مسجلا هدف اللقاء الوحيد بعد نصف ساعة فقط من مجريات اللعب. كان هذا يعني أن منتخب العراق بقيادة حكيم شاكر قد حصد ستة انتصارات متتالية في ست مباريات ليتم تتويجه عن استحقاق كبطل في بطولة شهدت الكثير من النجاح في نسختها الافتتاحية. العديد من أولئك الذين حصلوا على ميداليات الفائزين استمروا في مساعدة العراق في الوصول إلى الدور قبل النهائي في كأس آسيا 2015 بعد عام، في حين كان عدد من عناصر الفريق جزءاً من تشكيلة فريق القوة الجوية الذي فاز بثلاثة ألقاب متتالية لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي بين عامي 2016 و2018.