سعد الطائي
تعد مخرجات التعليم بمختلف أنواعها من الروافد المهمة للمؤسسات الاقتصادية المتعددة للبلد، وبفعل حاجة المجالات الاقتصادية للملاكات الفنية والتقنية والعلمية المتعلّمة، التي ستكون مؤهّلة فيما بعد بفعل اكتساب التدريب والخبرة، فإنّ النشاطات الاقتصادية أحوج ما تكون لمخرجات التعليم المهنية والعلمية بفعل طبيعتها التي لها أهمية فاصلة كونها المقياس في مدى فائدتها في الجانب الواقعي للحياة الإنسانية.
ومن هذا المنطلق فإنّه في بلدنا يستلزم العمل على الاهتمام بنوعية مخرجات التعليم بمختلف مراحله، لا سيما الجامعي منه والتركيز وزيادة الاهتمام بالاختصاصات العلمية والتقنية والتكنولوجية والتطبيقية بمختلف اختصاصاتها لا سيما العلوم الحديثة التي يمكن ان تسهم في دعم وتطوير الاقتصاد الوطني خصوصاً الاقتصاد المعاصر الذي نتج عن الثورة العلمية والتكنولوجية وما أفرزته من تطورات هائلة في الجوانب الاقتصادية الحديثة التي يمثل الاقتصاد الرقمي أحد أبرز جوانبها في الوقت الحالي.
الملاحظ أنّ غالبية الخريجين من الجامعات العراقية سواء الدراسات الأولية او العليا هم من الاختصاصات الإنسانية التي لا تصب في مصلحة المجالات الاقتصادية المطلوبة لتطوير الاقتصاد العراقي كما هو الحال عليه في الاختصاصات العلمية والمهنية والفنية والتقنية والمعلوماتية، ذلك ان تركيز الاستراتيجية التعليمية في العراق ومنذ عشرات السنوات يميل لترجيح الاختصاصات الإنسانية على الاختصاصات العلمية وهو ما يلاحظ في كثرة أعداد الطلبة الخريجين سنوياً من الكليات والمعاهد الإنسانية مقارنة بالكليات والمعاهد الفنية والعلمية، ما يستوجب العمل على إصلاحه عن طريق توجيه مدخلات ومخرجات التعليم العالي نحو الاختصاصات العلمية التي تخدم تطوير الاقتصاد الوطني عن طريق العمل بجميع مفاصله الحيوية سواء البنى التحتية او الصناعات المختلفة والقطاع الزراعي والقطاع المصرفي فضلاً عن القطاع الصحي والهندسية وغيرها من الاختصاصات التي يمكن لخريجيها ان يسهموا في بناء الاقتصاد العراقي في جوانبه الرقمية والتي هي أساس الاقتصاد العالمي المعاصر الذي ادخل التكنولوجيا الرقمية الحديثة في جميع مجالات الاقتصاد مما جعله يتسم بالطابع الرقمي الذي يعد احدث أنواع التكنولوجيات في الوقت الحاضر.
الاهتمام بالاختصاصات العلمية الزراعية تسهم في تطوير الانتاج الزراعي العراقي ودعم الاقتصاد الوطني، كما يستوجب الاهتمام بجميع الاختصاصات العلمية الأخرى عن طريق دعمها بكل ما يحقق لها النجاحات المطلوبة بجميع الوسائل والأساليب التعليمية الحديثة ووضع الخطط اللازمة لجذب الطلبة المتخرجين من الصفوف المنتهية في المراحل الإعدادية من اجل إلحاقهم بهذه الاختصاصات العلمية، وتشجيع طلبة الصفوف المنتهية في المرحلة المتوسطة للالتحاق بالاختصاصات العلمية وتحويل استراتيجية التعليم بشكل عام من التركيز على الاختصاصات الإنسانية الى ضرورة التركيز والاهتمام بالاختصاصات العلمية بمختلف علومها ضمن خطة طويلة الأمد توضع بالاشتراك بين وزارات التربية والتعليم العالي والتخطيط وبشكل يضمن توجيه مخرجات التعليم في العراق نحو دعم وتطوير الاقتصاد الوطني.