الأولمبي يرفع وتيرة تحضيراته لمواجهة استراليا

الرياضة 2020/01/06
...

بانكوك/ بلال زكي/ علي النعيمي
رفع المنتخب الأولمبي لكرة القدم وتيرة تحضيراته الفنية والبدنية قبل مواجهة نظيره الاسترالي يوم غد الأربعاء ضمن منافسات الجولة الأولى من مرحلة المجموعات للنهائيات الآسيوية التي تحتضنها تايلند للفترة من الثامن حتى السادس والعشرين من الشهر الحالي، بينما سيقام في الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم الثلاثاء، الثامنة صباحا بتوقيت العاصمة بغداد في القاعة الرئيسة لملعب "راجامنغالا" المؤتمر الفني لفرق المجموعة الأولى التي تضم اضافة الى منتخبنا كلا من استراليا والبحرين والبلد المضيف.
تكثيف وتيرة التدريبات
كثف الجهاز الفني للمنتخب الأولمبي بقيادة عبد الغني شهد وجهازه المساعد المؤلف من حيدر نجم وعباس عبيد والدكتور عبد الكريم ناعم مدرب حراس المرمى ومدرب اللياقة البدنية سردار محمد، وتيرة التدريبات للاعبين سعيا للوصول الى درجة عالية من الجاهزية، لاسيما ان اغلب العناصر المتاحة حاليا تبتعد منذ فترات طويلة عن اجواء اللقاءات بسبب توقف مسابقة الدوري المحلي، نظرا للأوضاع الراهنة في بغداد وبقية المحافظات، فضلا عن التأقلم والاعتياد على الأجواء المناخية الصعبة التي تشهدها العاصمة التايلندية في ظل الارتفاع الملحوظ لدرجتي الحرارة والرطوبة، إذ تصل درجات الحرارة خلال النهار الى 35 درجة مئوية، بينما يتعدى مؤشر الرطوبة حاجز الـ80 بالمئة.
وركز الجهاز الفني خلال تدريبات الأمس التي احتضنها ملعب "ياموكا هاناساكا 2" وبدأت في الرابعة عصرا وانتهت بعد مرور ساعة ونصف بحسب التوقيتات المحددة مسبقا من قبل لجان المسابقات في الاتحاد القاري للعبة، على ضرورة تطبيق بعض الواجبات والجمل التكتيكية المؤمل انتهاجها خلال مواجهة الغد أمام الكنغر الاسترالي، اضافة الى محاولة القضاء بصورة تامة على الهفوات التي رافقت الاداء خلال المواجهات الأخيرة، لاسيما ان هناك مؤشرا واضحا على انحفاض تلك الهفوات بشكل كبير في الآونة الأخيرة بفضل العمل الدؤوب لمجمل الطاقم الفني وهذا ما لمسناه خلال اللقاء التجريبي السابق أمام أحد أندية البلد المضيف وانتهى بهدف نظيف احرزه لاعب خط الوسط محمد رضا.
 
المؤتمران الصحفي والفني
وتحتضن القاعة الرئيسة في الملعب الشهير "راجامانغالا" اليوم الثلاثاء المؤتمر الفني لمدربي منتخبات المجموعة الأولى التي تضم منتخبنا والبلد المنظم واستراليا والبحرين، بينما سيسبقه المؤتمر الفني الذي يمثلنا فيه المدير الاداري للمنتخب مهدي كريم ويشهد الاتفاق على اتمام جميع تفاصيل اللقاء، من خلال تحديد الوان الملابس الاساسية والبديلة التي سيعتمدها كل منتخب، وكذلك تلقي تعليمات الاتحاد الآسيوي بخصوص توقيتات مغادرة الوفود من الفنادق التي تمكث فيها صوب ملعب المباراة، فضلا عن الاطلاع على التوقيت المخصص للبدء والانتهاء من عمليات الاحماء التي يجريها اللاعبون قبل كل لقاء.
وسيتحدث مدربو المنتخبات الأربعة العراقي عبد الغني شهد والاسترالي غراهام آرنولد والتونسي سمير شمام مدرب البحرين والياباني أكيرا نيشينو مدرب تايلاند عن تحضيراتهم لهذا الحدث القاري المهم والمرتقب كونه يؤهل اصحاب المراتب الثلاث الأولى بصورة مباشرة لنهائيات دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في طوكيو 2020.
 
اكتمال قائمة اللاعبين
سلم الجهاز الفني للمنتخب الأولمبي القائمة النهائية التي تضم 23 لاعبا الى اللجنة المنظمة للبطولة بعد استبعاد أحمد سرتيب وسجاد جبار، وباتت القائمة الحالية تتألف من اريان سفوك ومصطفى محمد معن ونجم شوان وعبد العباس اياد وامير العماري ومراد محمد وعلي قاسم ومحمد قاسم نصيف ومحمد رضا وعمر عبد الرحمن وعلي كاظم وايهاب ناصر وحسين جبار وعلاء رعد وحسن رائد ومعين احمد ومنتظر عبد السادة وصادق زامل ومنتظر ستار وحسام مهدي ومحمد مزهر والحسن سعد.
وبحسب الانباء التي وردتنا من قبل بعض العناصر المقربة من الجهاز الفني فان سبب ابعاد سرتيب يعود لاجرائه تداخلا جراحيا على مستوى الأنف في الآونة الأخيرة ما ادى الى ابتعاده بصورة نهائية عن فورمة التدريبات خلال الايام الماضية، وبالتالي من الصعب جدا تأهيله فنيا وبدنيا خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة.
 
 
طموحات مشتركة
تبدو جميع الاحتمالات مفتوحة في المجموعة الأولى التي تضم منتخبات متميزة فنيا وتنظيميا ويشرف عليها مدربون يعرفون جيدا كيف يسخرون طاقات لاعبيهم من أجل الخروج بافضل النتائج خلال النهائيات الآسيوية.
منتخبنا الأولمبي وبرغم جميع المعوقات والمشكلات التي واجهته، منها توقف مسابقة الدوري المحلي وكذلك قرار استبعاد بعض اللاعبين لاسباب تتعلق بآليات العمل المستقبلية في اتحاد الكرة، الا انه يبقى مرشحا دائما لتخطي دور المجموعات والتنافس على تحقيق الهدف المنشود المتمثل في بلوغ الأولمبياد، متعكزا بذلك على نتائجه المتميزة في هذه المسابقة التي نال لقب نسختها الأولى وخطف الترتيب الثالث من صاحب الضيافة قطر في العام 2016 ليقطع تذكرة الوصول الى شواطئ مدينة ريو البرازيلية، ويعول أيضا على الخبرة التي يتمتع بها الجهاز الفني ورغبة اللاعبين الشباب في تقديم مستويات جيدة تشفع لهم برسم مستقبل مشرق مع كرتنا، لاسيما ان البطولة الحالية ستكون متابعة من قبل مدرب المنتخب الوطني السلوفيني سيتريشكو كاتانيتش الباحث عن تطعيم صفوف الاسود قبل مواجهتي هونغ كونغ وكمبوديا الحاسمتين في التصفيات المزدوجة المؤهلة الى مونديال قطر 2022 وأمم آسيا الصين 2023.
أما المنتخب الاسترالي المتسلح بمدربه غراهام آرنولد صاحب التجربة الواسعة، ومهاجمه الفذ الحسن توري، فانه يسعى لكسر حاجز النحس الذي لازم الكنغر خلال النسختين الأخيرتين في عامي 2016و 2018 بعد الفشل في عبور حاجز مرحلة المجموعات، ويأمل آرنولد ان يستمر مهاجمه الحسن توري المولود في غينيا برحلة تألقه الملفتة للأنظار في الآونة الأخيرة بعد ان كان عنصرا فعالا ومثمرا رفقة ناديه اديلايد يونايتد بفضل ماكنته التهديفية التي لا تهدأ أبدا.
 وبرغم حداثة تجربة المنتخب البحريني كونه يخوض النهائيات الآسيوية تحت 23 عاما للمرة الأولى في تاريخه، الا ان هذا لن يكون كفيلا بالحكم على قدرات الأحمر المتسلح بمدربه التونسي سمير شمام الذي تأهل بالعلامة الكاملة وبالنتائج المبهرة للمنتخب الأول المتوج بلقبي مسابقتي غرب آسيا في كربلاء وأربيل وخليجي 24 في الدوحة، وتزخر صفوف البحرين بالعديد من اللاعبين الذين اكتسبوا الخبرة والنضج اللازمين جراء مشاركتهم مع المنتخب الأول يتقدمهم المدافع احمد بوغمار والمهاجم المتألق محمد الحردان صاحب هدف الفوز على ايران ضمن التصفيات المزدوجة.
ويسعى تايلند البلد المضيف الى تعويض اخفاق المشاركة الأخيرة بتلقيه ثلاث خسائر متتالية أمام فلسطين واليابان وكوريا الشمالية، مستندا بذلك الى تنظيمه للحدث ومساندة جماهيره التي تمني النفس في اجتياز حاجز مرحلة المجموعات للمرة الأولى بعد ان فشلت محاولاتها في ثلاث مرات سابقة.
وما يرفع سقف الطموحات لدى التايلنديين في هذه النسخة هو المسيرة الناجحة لمدربهم الياباني أكيرا نيشينو الذي سبق له ان أشرف على منتخب بلاده، ويمتلك الخبرة اللازمة للتعامل مع مثل هكذا محافل مهمة، فضلا عن التألق الملحوظ للمهاجم سوباتشاي جايديد الذي كانت له بصمة واضحة خلال التصفيات، وكذلك مع المنتخب الأول بعد احرازه هدفا في شباك الصين خلال نهائيات أمم آسيا التي ضيفتها الإمارات مطلع العام الماضي.
وتطور جايديد كثيرا بعد اكتسابه النضج اللازم مبكرا من خلال اشتراكه مع المنتخب الأول وخوض تجربتين مع فريقه بوريرام يونايتد في المسابقة الأقوى دوري أبطال القارة، لذا فان الجماهير ترى فيه الأمل المفقود لامكانية التأهل عن المجموعة أولا، ومن ثم الشروع برحلة التنافس على احدى البطاقات المؤدية للاولمبياد.
 
 
شكوى بحرينية
في سياق متصل ، اشتكى مدرب المنتخب الأولمبي البحريني التونسي سمير شمام من بعد ملاعب التدريب التي خصصتها اللجنة المنظمة لبطولة كاس آسيا تحت 23عاما عن مقر إقامة المنتخبات في فندق حدائق راما في العاصمة التايلاندية بانكوك،  وقال في تصريح خص به " الصباح الرياضي " ان " إدارة الوفد البحريني بصدد تسجيل شكوى ضد اللجنة المنظمة للبطولة وذلك لبعد ملاعب التدريب عن محل إقامة منتخبات العراق والبحرين وسوريا وأستراليا واليابان وما يولده من اجهاد لا داعي له قبل انطلاق مباريات البطولة، لاسيما ان المنتخب الأحمر تدرب قبل يومين في أحد الملاعب البعيدة وهو ذات المكان الذي تدرب فيه اسود الرافدين يوم امس ويبعد ساعة عن مقر الإقامة بسبب الازدحامات المرورية الخانقة في شوارع العاصمة بانكوك على الرغم من ان حافلات الوفود تلجأ الى الطرق السريعة وتحاول اختصار المسافة " .
 وابدى المدرب استغرابه من " عدم إقامة المنتخب الأولمبي التايلندي في الفندق الذي تقيم فيه بقية المنتخبات متسائلا في الوقت نفسه: هل توافق إدارة الفريق الازرق ان يقضي لاعبوها اكثر من اربع ساعات ما بين التدريب والتنقل والجلوس في الازدحامات المرورية كل يوم؟".
ورأى ان " الموضوع لا يخلو من المنفعة المادية والعوائد الاقتصادية لا سيما انه لمس خلال تجاربه التدريبية في أوروبا ان اول ما يتم البحث عنه وضرورة توفيره قبل السكن هي ملاعب التدريب وصالات الجم والقاعات الرياضية والمسابح وغرف الاستشفاء وان تلك المرافق يجب ان تكون قريبة من مقر إقامة المنتخبات كي لا يرهق اللاعب في الانتظار والجلوس في الحافلة ما ينعكس سلبا على جاهزيته النفسية والبدنية، فضلا عن الوقت المهدور في الطريق بخلاف العلم الذي يحث ويشجع على ان اللاعب الذي يخضع للوحدات تدريبية خلال البطولة يجب ان يحظى براحة لفترات طويلة و الاعتناء بنوعية الطعام وجبات الأكل التي تقدم له خلال اليوم ".