النتائج العكسية لقرار ترامب

العراق 2020/01/06
...

ايشان ذرور 
ترجمة: خالد قاسم
تعهدتْ ايرانُ بانتقامٍ شديدٍ لاغتيال اللواء قاسم سليماني، لكن عدة محللين يشكون بأن الحكومة الايرانية ستأخذ وقتها قبل تنفيذ رد عنيف. وشارك مئات الاف الايرانيين بشوارع مدن بلادهم في تشييع البطل الشهيد وشجب القوة “الامبريالية” التي قتلته. 
ساعد الرئيس دونالد ترامب بزيادة اشعال النيران عبر تغريدته المهددة بتدمير مواقع ثقافية ايرانية، وهو ما يراه معظم علماء القانون الدولي جريمة حرب، اذا سعت طهران الى الانتقام لموت سليماني. 
كتب الباحث في جامعة الدراسات الشرقية والأفريقية بلندن محمد علي شعباني: “في الوقت الذي أشعلت عقوباته غير المسبوقة اضطرابات داخل ايران، لكن النخبة السياسية قد أصدرت للتو نداء الحرب. 
قتل سليماني، الذي تقترب مكانته من الرمز القومي، سيشدد الرأي الشعبي ضد أميركا ويقوي النظام أيضا.
”كان الرد سريعا أيضا في العراق، اذ صوت مجلس النواب على إخراج القوات الأميركية من البلاد. وكتبت الصحفية ايرين كونينغهام بواشنطن بوست: “القرار غير ملزم ولا يعرض وجود القوات الأميركية في العراق للخطر فورا. لكنه يسلط الضوء على الريح المعاكسة التي تواجهها ادارة ترامب بعد الضربة، والتي يراها العراق انتهاكا للسيادة وتراه حكومات الشرق الأوسط تصعيدا خطيرا.”لكن بالنسبة لترامب وبعض أعضاء مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية فالاغتيال يستحق العناء. 
وقال ترامب ان سليماني كان “الارهابي رقم واحد في العالم” والعقل المدبر لجيل من الحروب غير المتماثلة في المنطقة، اضافة الى مخططات عديدة ضد أميركا. 
وبرر مسؤولون أميركيون الاغتيال بأنه عمل “ردع” بناء على معلومات استخبارية ذكرت أن سليماني كان يخطط لعدد من الهجمات المحتملة “الوشيكة” على المصالح الأميركية. لكن مسؤولين آخرين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم أظهروا أن الأدلة على تورط سليماني المباشر كانت “ضعيفة للغاية” وأن ترامب اختار الطريق الأكثر تطرفا للانتقام بعد اقتحام جماعات عراقية لمبنى السفارة الأميركية في بغداد.
تعتقد ادارة ترامب أن حملتها لتسليط الحد الأقصى من الضغط على طهران ناجحة ومقتل سليماني يضيف الى صعوبات الحكومة الايرانية الداخلية الشيء الكثير. لكن نشاطات ايران الاقليمية ازدادت خلال الأشهر الماضية، وتشمل هجمات مزعومة على مواقع أميركية في العراق وسفن بمياه الخليج ومنشأة نفطية كبيرة في السعودية.
لكن الفترة المقبلة محفوفة بالمخاطر على نحو عميق، وتقول مها يحيى مديرة مركز كارنيجي للشرق الأوسط “احساسي أننا سنرى تصعيدا في العراق، لكن لا أعتقد أن الايرانيين يريدون حقا الحرب مع أميركا. ولا أعتقد أنهم مهتمون بنزاع اقليمي شامل، والمشكلة هي أن خطأ صغيرا واحدا 
سيشعل المنطقة برمتها.”
تقول ايلي جرنمايه من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية “بالنسبة للعواصم الأوروبية فهذا يعني أسوأ توقعاتهم، اذ حذروا ادارة ترامب من أن انسحابه من الاتفاق النووي مع ايران سيشعل سلسلة تصعيدات مع ايران، وهذا ما أصبح واقعا.”
 
عن صحيفة واشنطن بوست