كرتنا النسوية الى اين؟

الرياضة 2020/01/07
...

نبيل الزبيدي
يقف العراق بالترتيب السادس آسيويا وعربيا حسب تصنيف "الفيفا" وهذا يدل على مكانة الكرة العراقية عربيا وقاريا ويمتلك في جعبته العديد من البطولات المهمة، ابرزها التتويج بلقب اسيا 2007 والتأهل الى مونديال المكسيك1986، فضلا عن بطولات العرب والخليج وغرب اسيا، كل هذه الامور لم تشفع لمنتخبنا النسوي بكرة القدم الذي يعاني من غياب التخطيط من المشرفين عليه.
غرب آسيا للنساء التي احتضنتها البحرين كانت مخيبة للامال بعد تذيله الترتيب والخسارة من جميع فرق مجموعته ودخل مرماه 12 هدفا موزعة بين ثلاث مباريات وبعد انتهاء المنافسات اعلن المشرفون على الكرة النسوية ان التواجد في هذه البطولة هو من اجل كسب الخبرة والاحتكاك وانشاء منتخب قادر على التأهل الى البطولات القارية، المشكلة ليست بالخسارة وانما في غياب التنظيم واسلوب اللعب، واصبح منتخب العراق النسوي صيدا سهلا للفرق الاخرى ومحطة للاستراحة وهذا ما فعله المنتخب اللبناني، اذ حرص مدربهم على اللعب بالتشكيل الاحتياط من أجل اراحة الاساسيات للمربع الذهبي، ورغم ذلك استطاعت اللاعبات الاحتياط التغلب على منتخبنا باربعة اهداف من دون رد.
هذه النتائج مخيبة للآمال بالمقارنة مع نتائج الكرة العراقية على صعيد الرجال، لذلك يجب على المسؤولين الأخذ بنظر الاعتبار هذه الامور واذا كان هدفهم الاستفادة كما يقولون فان منتخباتنا النسوية تشارك في البطولات العربية اكثر من 15 سنة ماضية ولكن من جدوى وفائدة تذكر، بالعكس نشاهد بقية الفرق مثل فلسطين والامارات كان حالها حال كرتنا، لكن مع مرور الوقت استطاعت تطوير منتخباتها النسوية.
ان اغلب الوفود همها الوحيد السفر والترويح من دون التفكير بتحقيق نتائج او ترك بصمة متميزة لدى الفرق الاخرى والدليل عندما يتم تحديد موعد استحقاق خارجي يضطر اصحاب الشأن الى دعوة لاعبات بشكل سريع والاعلان عن الملاك التدريبي قبل موعد انطلاق البطولة بفترة قصيرة جدا، ومشاركة اللاعبات من دون تحضير مسبق ونقع في المحظور.
ليست هناك رؤية شاملة تشخص الخلل وتضع خارطة طريق وبرنامجا عمليا انسب لرأب التصدعات التي تعاني منها الرياضة النسوية، التي يفترض أن يبدأ الاهتمام بها من المدارس والمعاهد والجامعات، مرورا بتنشيط مراكز الشباب فالاندية ثم المنتخبات الوطنية.
نحن اليوم بحاجة الى اعلام محفّز ومشجّع يأخذ بنظر الاعتبار ان قابلية الموهوبة عندنا ما زالت مفقودة، فضلا عن تسمية مدربين متخصّصين لديهم سير ذاتية متميزة ولديهم خبرة يرغبون في تدريب الفرق النسوية، لأن التعامل مع العنصر النسوي يختلف كثيرا عن تدريب الرجال، كل هذه المحاور يجب تطبيقها مستقبلا، من اجل الذهاب الى البطولات بروح المنافسة وتحقيق الفوز، ليس كما حدث في بطولة غرب اسيا والبطولات السابقة يذهب المنتخب النسوي للمشاركة وتكملة عدد ويكون محطة استراحة لبقية الفرق.