بحر العلوم: اغتيال «المهندس» عملية إعدام خارج القانون

العراق 2020/01/07
...

بغداد / الصباح / عمر عبد اللطيف
 

تلقّى العراق مؤخرا دعم واسناد اكثر من 60 دولة عربية واجنبية بحقه في الحفاظ على السيادة، بعد الغارة الاميركية الاخيرة، في وقت، طالب السفير العراقي لدى الامم المتحدة مجلس الامن الدولي بادانة الجيش الاميركي، بينما عد اغتيال  المهندس «عملية اعدام خارج القانون».
ويواجه الرئيس الاميركي رفضا عالميا شديدا، حتى من جانب الحلفاء وخبراء السياسة الأميركية وأعضاء الكونغرس، على خلفية اغتيال قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس.
بالمقابل نفت وزارة الخارجية الأميركية وجود مناقشات لفرض عقوبات على العراق، مؤكدة أن الخيارات الدبلوماسية ما زالت مطروحة مع العراق الذي يعد حليفا للولايات المتحدة.

دعم هولندي
وذكر بيان لوزارة الخارجية تلقته «الصباح» ان «الوزير محمد علي الحكيم تلقّى اتصالاً هاتفيّاً من وزير الخارجيّة الهولنديّ ستيف بلوك، وجرى بحث مُستجدّات الأوضاع في العراق، كما تناول الاتصال مُختلِف أوجه العلاقات الثنائيّة، وسُبُل التعاون في شتى المجالات».
وأعرب وزير الخارجيّة الهولنديّ عن “دعم بلاده لجُهُود العراق في تحقيق الأمن والاستقرار”، مُؤكّداً “استمرار التعاون بين البلدين، والعمل على التهدئة، ومنع التصعيد”.  
بينما أكّد الوزير الحكيم “أهمّية تحقيق الشراكة بين العراق وهولندا، واستمرار التعاون في قطاعات التدريب والتجارة والزراعة”.
وشدد على أنّ “العراق لن يسمح بأن يكون ساحة حرب”، داعياً إلى “ضرورة احترام السيادة العراقيّة، وإيقاف الانتهاكات”، مُثمِّناً “جُهُود هولندا ضمن التحالف الدوليّ لمُحارَبة داعش”.
وكان مجلس النواب قد صوت بالأغلبية على قرار يطالب الحكومة بإنهاء التواجد العسكري الأجنبي على أراضي البلاد، وتقديم شكوى رسمية الى مجلس الأمن ضد الولايات المتحدة لـ”انتهاكها سيادة العراق”.
 
الأمم المتحدة 
بهذا الصدد قال السفير العراقي لدى الامم المتحدة محمد حسين بحر العلوم، من خلال رسالتين ارسلهما الى الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي وتلقتهما “الصباح”: ان “الغارة الاميركية تعد اعتداء على شعب العراق وحكومته وانتهاكا صارخا للشروط التي تنظم وجود القوات الاميركية في البلاد والمنطقة والعالم”، مشيرا الى انه “ يجب محاسبة من ارتكبوا تلك الانتهاكات التي لا تنتهك حقوق الانسان فحسب بل القانون الدولي، وتجعل شريعة الغاب هي السائدة بالمجتمع
الدولي”.
واضاف ان “اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس عملية اعدام خارج القانون”.
من جانبه ذكر عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب مختار الموسوي لـ”واع” أن “هناك أكثر من 60 دولة عربية وعالمية تساند العراق في حفظ سيادته ودعم استقراره ومنع التصعيد في المنطقة”.
وأشار الى أن “هذه الدول إضافة الى دول أخرى تساند العراق في هذه المرحلة”.
بينما اوضحت النائب عن تحالف البناء عالية نصيف أن”الدول العربية والأجنبية لديها مصالح في العراق، لذلك عبرت عن دعمها لرئيس الحكومة عادل عبد المهدي الذي تلقى اتصالات مكثفة خلال الأيام 
الماضية” .
لا حليف لأميركا
في السياق نفسه أفاد تقرير لموقع «سي جي تي أن الصيني»، اطلعت عليه «الصباح» بأن «الولايات المتحدة لم تجد من حلفائها دعما لتبرير الضربة الجوية بالطائرة المسيرة في العراق».
وذكر التقرير أن “دول العالم كلها رفضت تقريبا وبشدة العمل السلبي الذي قام به ترامب بضربته الجوية في العراق وحتى من جانب الحلفاء الأميركيين وخبراء السياسة الأميركية وأعضاء الكونغرس”.
واضاف أنه “في الوقت الذي اعتبر فيه العراق هذا العمل عدوانا أظهرت الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وتركيا وبريطانيا وغيرها نهجًا هادئًا وموضوعيًا للغاية، وحث الأطراف، وخصوصا الولايات المتحدة، على ضبط النفس وعدم التجاوز الذي قد ينطوي على تهديد خطير على السلام والاستقرار الإقليميين”.
وتابع أن “الأميركيين الذين صوتوا بصوت واحد في احداث الحادي عشر من ايلول، ينتقدون الآن ترامب لعدم اخباره الكونغرس بالقيام بغارة جوية في العراق، في أعقاب البيان بشأن التدخل العسكري الاستفزازي والمتصاعد وغير المتناسب لإدارة ترامب والذي يعرض المواطنين الأميركيين والعسكريين والحلفاء للخطر.
واوضح التقرير أن “الجيش الاميركي قام بالعملية سرا ولم يخبر حتى أقرب حلفائه في بريطانيا التي لديها 400 جندي في الشرق الأوسط يعملون إلى جانب الولايات المتحدة، وقد بذل وزير الخارجية مايك بومبيو مثل هذا الجهد للتأثير في باكستان واتصل برئيس أركان الجيش الجنرال قمر جاويد للحصول على دعم إسلام أباد. لكن التوجه العسكري الباكستاني يركز على أقصى درجات ضبط النفس ووقف التصعيد وكذلك التأكيد “لن نسمح باستخدام أراضينا ضد أي شخص”.
وبين التقرير أن “جميع الأصوات الدولية المندمجة لمفاوضات السلام وضبط النفس لا يبدو لها أي تأثير في الولايات المتحدة حيث يواصل ترامب تصعيد الموقف ودفع المنطقة إلى حرب دموية أخرى. بعد التفاخر بنحو ترليوني دولار من شراء المعدات العسكرية”.
 
المتغيرات على الأرض 
الى ذلك، أعلنت موسكو أنها رفضت مشروع البيان الذي قدمته واشنطن لمجلس الأمن الدولي بشأن الهجوم على سفارتها في بغداد، لأنه لم يأخذ بعين الاعتبار “المتغيرات على أرض الواقع”.
وردا على اتهام دبلوماسيين أميركيين ل‍روسيا والصين بعرقلة بيان في مجلس الأمن بشأن الهجوم على السفارة الأميركية، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا: إن “موسكو تدين أي هجمات تستهدف البعثات الدبلوماسية”، وكانت مستعدة لتأييد البيان الذي تم التوافق عليه، لكن “في آخر لحظة جاءت الضربة الأميركية على بغداد التي أدت إلى مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني”. 
وأضاف نيبينزيا أن الضربة التي وصفها بأنها مخالفة لجميع المعايير الدولية، وضعت الاقتراح الأميركي في سياق “مختلف تماما”، وقال: “كان من المستحيل تجاهل ما حدث. وقلنا إنه يمكننا اقتراح تعديلات على بيان رئيس مجلس الأمن، لكن هذه التعديلات ستكون بالتأكيد غير مقبولة من قبل زملائنا الأميركيين”.
وأعاد نيبينزيا إلى الأذهان أن الهجوم على السفارة الأميركية كان بمثابة رد فعل على هجمات نفذتها القوات الأميركية ضد بعض المجموعات في العراق.
كما أعرب الدبلوماسي الروسي عن أسفه لواقع عدم وجود فرصة على الإطلاق لتبني مجلس الأمن بيانا يتعلق بمقتل سليماني.
 
خيارات دبلوماسية 
وبشأن العقوبات الاقتصادية نفت وزارة الخارجية الأميركية امس الثلاثاء وجود مناقشات لفرض عقوبات على العراق، مؤكدة أن الخيارات الدبلوماسية ما زالت مطروحة مع العراق الذي يعد “حليفا” للولايات المتحدة، بحسب تصريحات متلفزة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال امس الاول: إن الولايات المتحدة لن تغادر العراق قبل أن يدفع تكلفة قواعدها العسكرية هناك، مهددا بفرض عقوبات على بغداد “لم تر مثلها من قبل”.
الى ذلك اعلن أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ استعداده لاستئناف مهمة التدريب في العراق.
وقال ستولتنبرغ في تصريحات صحافية، “مستعدون لاستئناف مهمة التدريب في العراق”، مشيراً الى أن “أعضاء الحلف دعوا إلى ضبط النفس والتهدئة”.
وأضاف أن “على إيران الإحجام عن المزيد من العنف والتصعيد”.