ان تطوير قدرات ومهارات الانسان يقع ضمن خانة اسمى الغايات الانسانيَّة التي تستدل بالبوصلة الصحيحة لتطوير المجتمعات كافة، اذ ان كل تطوير مادي يصب جل اهتمامه حول كل ما يحيط بالانسان من أصول ثابتة واجهزة رقمية وغيرها من التطورات قد لا تنتهي بالضرورة لنهضة الانسان والمجتمعات لانها قد تخلق بيئة مساعدة على تطور الانسان، ولكنها لا تخلق منه شخصاً قادراً متمكناً وواثقاً من نفسه.
ولكن تركيز التطوير وبناء ذات الانسان وقدراته وشخصيته لتمكينه من استثمار هذه القدرات التي يمتلكها من جانب، واستثمار الادوات والظروف المحيطة افضل استثمار من جهة اخرى، للوصول للغايات الانسانية الاسمى وهي تحرير الانسان من قيود الجهل والحاجة وعدم الثقة وعدم القدرة التي قد ترافق العديد من الاشخاص مما يمنعهم من بناء انفسهم وتكوين مشاريعهم الشخصية على جميع المستويات، اذ ان لكل انسان هو بحد ذاته مشروع، ومساعدته على تأسيس هذا المشروع هو الانجاز الاهم والاكبر .
نؤمن ان المستقبل يُصنع من خلال اصلاح الحاضر، الذي ينطلق من بناء الانسان الذي هو وسيلة وغاية كل نهضة اممية ويكون من خلال تمكين الافراد معرفياً ومهارياً سواء في القطاع الحكومي او القطاع الخاص من خلال الدورات والورش التخصصية التي تتم اقامتها لرفع مستوى كفاءة العاملين والموظفين على حد سواء، وكل فئة داخل ميدان عملها .
تستهدف مراكز المعرفة زيادة قدرات ومهارات موظفي الدولة في اداء وانجاز مهامهم للاسهام برفع معدل انتاجيتهم وفاعليتهم الوظيفية، وفي سبيل تحقيق ما تقدم ينبغي اقامة الدورات التخصصية في قانون الانضباط الوظيفي، وقانون رواتب موظفي الدولة، وكذلك قانون الخدمة المدنية وتعليمات تنفيذ العقود الحكومية، اضافة الى مجموعة من الدورات التي تنصب على تطوير ذات الموظف وهي دورات السلامة اللغوية وكتابة محاضر الاجتماعات والتقارير الادارية والادارة الحديثة وكذلك الرقابة الداخلية والسكرتارية والمخاطبات الرسمية.
وتعمل مراكز المعرفة بشكل كبير وموسع، أيضا مع القطاع الخاص وتحرص على تطوير قابليات الافراد ومهاراتهم ليكونوا على استعداد للدخول الى سوق العمل وانشاء مشاريعهم الخاصة، ما يساعد في إيجاد فرص عمل جديدة تساعد الشباب العراقي الباحث عن فرص عمل جديدة وفق ظروف السوق العراقية الحالية.
اما في الجانب الاقتصادي من الضروري ان يكون الافراد مطلعين وبشكل كبير واحترافي على الاسس الاقتصادية التي يتم وفقها انشاء مشاريعهم الخاصة، من خلال التخطيط الستراتيجي واعداد دراسات الجدوى واساسيات اقتصاد السوق، علاوة على دورات النظام المحاسبي الموحد واعداد الحسابات الختامية، واعداد ميزان المراجعة والتدقيق والرقابة الداخلية، وهو ما يساعد على احاطة المتدربين بجميع لوازم وضرورات انشاء المشاريع من الناحية الاقتصادية واعدادها بشكل يضمن نجاحها وفقاً لقواعد رصينة ونتائج مضمونة .
ان مسؤولية بناء الفرد واعداده ليكون قادراً على اتخاذ القرارات المناسبة وتحديد مساراته وقدرته على قيادة مشروعه الخاص، تكون من خلال اقامة العديد من الدورات والورش التخصصية في هذا المجال واهمها فن القيادة الناجحة في القرن 21، وحل المشكلات واتخاذ القرارات وفن الخطابة والاقناع وفن المناظرات والتحفيز، لينصب ذلك على منح القدرة للمتدربين الشباب لاتخاذ القرارات المناسبة وتسويق انفسهم بشكل احترافي واقناع الشركات والمستهلكين واثبات جدارتهم ضمن اطر السوق العراقية، والدفاع عن وجهات نظرهم وتسويقها بشكل
احترافي .
وعلى المستوى الانساني، وضمن التخصصات الانسانية، يتطلب اقامة العديد من الورش والدورات التخصصية واهمها، دورات الاتصال والتواصل وفن التعامل مع كبار الشخصيات، اضافة الى ادارة وحل النزاعات ودورات اعداد المدربين ( TOT ) وادارة
الوقت.