{صنع في العراق} تعود الى سلة تبضع المواطنين

الرياضة 2020/01/14
...

بغداد/ فرح الخفاف
 

مثل كثير من المتبضعين لم تكن سعاد، الموظفة في دائرة للكهرباء في بغداد، تشتري حتى وقت قريب منتجات مصنعة محلياً، سواء غذائيَّة كانت أو للاستخدام المنزلي.
كانت سعاد تعتمد كثيراً على منتجات تركيَّة وإيرانيَّة وصينيَّة أو حتى أوروبيَّة، هكذا تقول، وتشير الى أنها كانت تظن أنَّ هذه المنتوجات هي الأفضل، وأنَّ الإنتاج الوطني ليس محل ثقة، بسبب الغش وغيره، لكنْ في الشهرين الأخرين غيرت نظرتها كالآخرين، وبعد حملات ودعوات شعبيَّة، صاحبتها إجراءات حكوميَّة لدعم المنتج المحلي.

تؤكد سعاد، وفي يدها كيس بلاستيكي يضم عصائر وألباناً وجبساً وشكولاته مكتوباً عليها "صنع في العراق": "نعم غيرت رأيي.. إنتاجنا فخرٌ لنا، لم أكن أظن أنه بهذه الجودة، منعت أولادي من شراء المستورد، فمنتجاتنا الوطنيَّة لا تقل جودة وهي جديدة الصنع، وسعرها مناسب".
انطباع سعاد هذا، وتحول نظرتها، وتوجهها الجديد، حاله كحال عشرات الآلاف من المواطنين الذين بدؤوا بالاعتماد على المنتوج الوطني، الأمر الذي دفع أصحاب المعامل والمصانع والمستثمرين، الى توسيع خطط الإنتاج وإنشاء خطوطٍ جديدة، حتى يوفروا الكميات المطلوبة وبجودة تضاهي الأجنبي وقد تتفوق 
عليه.
وأطلقت شبكة الإعلام العراقي، الحملة الوطنيَّة العليا لدعم الصناعة العراقيَّة، إذ قال عضو مجلس أُمناء شبكة الإعلام علاء الحطاب: إنَّ "مجلس الأُمناء أقرّ إطلاق الحملة الوطنيَّة العليا لدعم جميع مفاصل الصناعة العراقيَّة"، مبيناً أنَّ "الهدف من الحملة هو دعم المنتوج المحلي وتطوير الصناعة العراقيَّة، وعدم الاعتماد على المستورد.. لا سيما أنَّ دعم الصناعة الوطنيَّة وإعادة تشغيل المصانع المتوقفة من شأنها توفير فرص عمل للعاطلين وتحريك عجلة الاقتصاد".
كما دعا جميع الشركات والمصانع العراقيَّة الحكوميَّة الى التفاعل الإيجابي مع مؤسسات الشبكة لعكس نتاجاتهم وأعمالهم ومشاريعهم
 الصناعيَّة.
ويقول المختص الصناعي عقيل السعدي لـ"الصباح": إنَّ "المنتوج الوطني أثبت جودته، رغم حملات التضليل التي مارسها ضعاف النفوس خلال السنوات الماضيَّة".
وأشار الى أنَّ "الوعي وحملات التثقيف التي انطلقت مؤخراً، أوضحت الصورة الحقيقيَّة، فبدأ الطلب يزداد على المنتوج الوطني، ما أسهم في تحريك عجلة الصناعة من جديد"، لافتاً الى أنَّ "المفرح بالأمر إنَّ أغلب المحال بدأت تتسابق في عرض المنتوجات المحليَّة والترويج لها، بعد الإقبال الكبير عليها من قبل المواطنين".
السعدي دعا الحكومة والبرلمان والجهات المعنيَّة الأخرى الى "زيادة الدعم لأصحاب المعامل والمصانع والمستثمرين، وتوفير البيئة السليمة للعمل، مع تسهيل الإجراءات، ومنح المزيد من القروض والمساحات الاستثماريَّة".