عيون إنانا

ثقافة 2020/01/14
...

بغداد/ مآب عامر
 
صدرت حديثاً المجموعة الشعرية "عيون إنانا" للشاعر زهير بهنام بردى، وتضمن الكتاب (٢١) قصيدة ومن عناوينها "أرجو أن لا يهمكم هذا قليلا، كرياليسون، يوتوبيا مدينة الضوء، نصوص الضوء، أيقونة تبكي قرب باب نركال، غبار في بصر الضوء، عيد ميلاد يوم أمس، ورد ينجب حرباً كاملة، ليل قصير القامة، يخرج من انقاضي العميان، وغيرها).
ففي قصيدة "طين يغسل لعاب التماثيل" يقول الشاعر في بعض منها: (المجانين يسمعون عويلهم المشروخ ويقلّدون عواء قطط شباط/ ويصورون ضحكاتهم مع ميت قرب مقبرة/ تفكر بعدد أسنان الغيوم/ وعند منحدر فم صبي صغير/ حلو مذاق لعابه الأبيض/ يأخذون الحرب للنزهة تحت أنقاض علبة كبريت فارغة الدخان/ وفي جوف بيت من ورق/ يغسلون طين مغارة سيئة التماثيل/ كلامهم المكسور يتهشّم في حجم ثقب لطيف لصق أسنان الظلام/ هناك تتمدد سيرتي القديمة الآتية من فوضى/ تتلاشى في لون حبة زيتون في بصري الأعمى...)
أما في "رقيم ضجر يغوي الكلام" فيقول الشاعر في بعضها: (من دون سبب نقوش من حافة الورقة تشبه قراءة متأخرة في رقيم مخروم ربما سطر ضجر من إغواء فكرة تفكر عكس ما يرغب أو تفكر بطقس مالح وتجاعيد شفتين ترتعش من سخونة الثلج لم تخرج إلى الشاعر تلك الرقم حتماً لأنّها بغرابة طفولتها العارية تقف بابتسامة قرب مسافة صغيرة من فكرة الحب تتشبّث بشكل مضحك برائحة الرماد). 
وفي مقطع آخر من "رقيم ضجر يغوي الكلام" يقول بردى: (أعشق الموسيقى وأغيّر ثيابي، أمزّق قائمة الشفاء، تسترجع شرائط سوداء من الكلام في الطرف الأيسر من ساعة عاطلة في طرقات القمر كنت أخلط طول القطار بفرص كثيرة له ليفكر مثل يوم أمس ويقف مرفوع الساقين في زحمة الهواء وما لوّحت بيدي وحدي كإطارات مثقوبة تجري في رسومات الشراشف البيضاء فوق سرير يتمتع ببحبوحة الحب ويتمرّد على بطء عشّاق تحولوا فوقه إلى جنازة تشخر بالثلج).
أما في "قيلولة رماد في مبخرة خمر" يقول الشاعر: (يدي زجاج ينكسر في المساء تسيل بعد نصف الخمر. فوق فستان كان بإمكانه قبل أن يلبسه وقرب فم عجوز تهذي حليباً يتدلّى من أيام لم تصل بعد حين إليها وأعضاء تضعها في دورق. وتسكب أشعة الحب في رماد سيكارة تحرق مبخرة امرأة تبتسم بقبح وتحرّك فحولة مقبرة تصفر في تابوت مجهول سقط ليلة أمس من سماء الحب
 الثامنة).
وفي مقطع آخر من " قيلولة رماد في مبخرة خمر" يقول الشاعر: (توفيت حياتي الآن. القبلة بعد قرن كانت تكتب سيرتي الذاتية، كيف يميّز الضوء موسيقى الثلج. غيمة صغيرة جدا بيضاء تغط نائمة. تمر فوق حدقة لا تبالي بها. تذهب إلى مستشفى ترقد على قيد عضال حياة. مرّة أخرى أقول لك. أحبكِ بكامل هيكلي العظمي. منذ زمن قصير، لم أمش فوق الماء. لأنني كنتُ أتكسر إلى أسفل أخاف بياض ظلام الضوء).
جاءت المجموعة الشعرية في (١١٣) صفحة من القطع المتوسط الصادر عن دار أمل الجديدة للطباعة والنشر والتوزيع.