شاعر ينحني للقمر

ثقافة 2020/01/18
...

بغداد/ مآب عامر
 
صدرت حديثاً للشاعر طالب حسن مجموعة شعريّة بعنوان «بروفايل جانبي لوجه القمر»، وجاء في مقدمة الإهداء: انتظر كنافذة/ أنحني للقمر.. ثم افتتحت المجموعة بنص للروائي والشاعر الألماني جوتفريد بن: (أيّتها الوحدة الناجية عن السن والضياع، أي فضل للحياة، حينما تتداعى الأحلام؟). 
ويضم الإصدار مجموعة من النصوص الشعرية، ومن عناوينها: (أبراج، أثقال، أحلام جافة، أضرحة الزوال، أفياء من جمر، البياض يعلن حداده، تجريح، صورة، أغنية، شغف، خيبات، رخام، أنتظر كنافذة-أنحني كفنار، تجوال ليلي، تلويحات في غرفة فاسدة، توقيتات خارج الساعة، ذاكرة الرخام، رحيل، عشاق بشارع بوشكين، وجوه ونوافذ....).
وفي نص شعري بعنوان “صور عائليّة” يقول الشاعر: (ظل على جدار، هذا الطفل الماسك أحلامه، كي لا تسقط. / كثيراً ما نعزي أنفسنا، بأنّ ثمّة مفتاحاً لهذا الباب، مثل حفار قبور ينتظر اصطياد جثة. / وردة ملقاة، قرب سرير رجل ميت، نشيج غيابك. / أبكم هذا الصباح، من يخبر الوردة، أنّ الفراشات ملت الانتظار. / عميقة هذه الظلمة، ثمة خطأ يتكرر، لرجل يتشمم وحدته. / ما كان لهذا السواد أن يهطل، لو لم تثقب خاصرة البلاد، عرّافة عمياء، ينمو في أخاديد كفيها، دفلى الغابرين. / إعصار على ساحل منسي، تذكارات روحي الملأى، بالندوب..).
أما في نص بعنوان “كمائن” فيقول الشاعر: (ليس لنا القدرة، على اسدال الستار، نختصر الوجع في دمعة. / حتى وهو يختنق، بقي يحتفظ بصوته، هذه الرصاصة: حقيقة أم محض وهم؟ / في منتصف الوهم، بين النافذة والحلم، تعلق بأبجديته، كي يحصي عدد المرات التي مات فيها. / كل صباح نستيقظ لنملأ أفواهنا، بمياه الحيرة، نحن لا نعيش، نحن نكرر موتنا فقط. / لا أدري إلى أي زمن ننتمي، هذه البلاد التي لا اسم لها. / من دون أن تتزيّني أو: تضعي على صدرك شارة سوداء، أعرف مدى قدرتك على الاختراق. / ما هذه الحيرة، أسفل قدمي، جثة تحلم بالطيران. / القلب يقرأ حروفك/ ما بال الروح تنزف؟ / أفكر بالتوقف عن الكتابة أوجعت كتفي سلال الخيبات..).
وكذلك يقول الشاعر في نص يحمّل العنوان الخاص بالمجموعة الشعرية “بروفايل جانبي لوجه القمر”: (ضميني بقوة، العالم يحاصره الظلام، وانت حائط مبكى. / لا تشيري إليَّ -: أن تعال، بيني وبينك، مسافة ألف عام ضوئية. / يوما ما، لن تجد لها مأوى، تلك الشجرة الهاربة من جنون أبوتها.. / جثة تخرج يدها، من كهف تابوت، هذه الطفولة الموغلة في النأي. / تبقين مئذنة سماؤها يدي، حتى وإن احترقت الأصابع، سأظل أبحث عن جمراتك الدفينة، وأطلق عليها وابل أمطاري. / بين فراغات اصابعك، حين يهطل الكلام، لغتي تتلاشي. / ما نفع الندم، والذكريات حقيبة مثقوبة، تنام بهدوء على كتف الليل؟ / لم أعرف قصيدة غيرها، تلك المرأة التي تسكن مرآة قلبي. / سأترك النهاية مفتوحة، غواية نفسي الأمارة بالحزن، أن تكون نقطة في حروف أبجديتك..).
 
 
جاء الكتاب في (١٥٥) صفحة من القطع المتوسط عن منشورات أحمد المالكي.