صدر العدد الجديد (47) من مجلة باليت المتخصصة بالفنون التشكيلية والبصرية، لتواصل مسيرتها في رفد المشهد التشكيلي بموضوعات رصينة يكتبها خيرة نقاد الفن التشكيلي. المجلة تصدر بجهد ومال شخصي من صاحبها الفنان ناصر الربيعي وهي تجربة قلّ نظيرها في الوسط الفني العراقي. وقد مضى على تأسيسها سبع سنوات.
العدد الجديد جاء حافلا كالعادة بموضوعات مختلفة منها لوحة الفنان هاني دلة علي التي احتلت الغلاف الداخلي الاول، وتضم بوستر للمرأة الخرساء التي توزع الحلوى بين المتظاهرين الابطال، وهي تحمل حمامات السلام، كما تبرعت برزقها اليومي لدعم الانتفاضة البطلة. وكتب الناقد ناصر الربيعي رئيس تحرير المجلة افتتاحية العدد عن الثورة على الذات حين يكون الفن طريقا للتغيير.
قال فيه:- علينا ان ندعو للتغيير من داخل انفسنا حتى نكون مؤمنين بالتغيير من حولنا، وان نحفز التراحم والمحبة داخلنا من اجل تطهير العقول والقلوب من الضغينة والحقد، حتى نستطيع بلوغ حلم التغيير الحقيقي. وكتب المستشار الاعلامي للمجلة الناقد ماجد السامرائي موضوعا عن معرض الفنان ضياء العزاوي قال فيه:- عرض الفنان العزاوي اعماله الألف في قاعتين مهمتين في قطر، أكد فيها ان هناك ثقافتين تتنازعان في اعماله الاولى تتعلق بثقافة التراث والتاريخ الذي يستند اليه في صياغة أعماله الفنية. والثانية التي يمثلها العزاوي في فنه الحاضر ورؤيته الحديثة للفن.
وقد زاوج بين الاثنين ليوجد فنا حديثا يتجلّى فيه التاريخ والتراث برؤى معاصرة.
وكتب الفنان الناقد قاسم العزاوي عن معرض النحت العراقي الذي اقامته جمعية التشكيليين العراقيين ووصفه بأنّه اضافة نوعية للنحت العراقي لما ضمّه من اساليب وتقنيات عمل حديثة، تبشّر بأن النحت العراقي مازال متقدما، ويحتل مرتبة جيدة في النحت العربي والعالمي. وتضمن العدد موضوعا خاصا عن الفن والانتفاضة في
الفن العراقي.
في حين كتب الدكتور نصيف جاسم عن كرافيك الشارع والحراك الشعبي على الجدران أكد فيه: لا شك ان المتغيرات التقنية والمفاهيمية التي طرأت على عالم اليوم، وتداخلت في مختلف انماط الحراك الانساني، أدت دورا مهما في تفعيل آليات التواصل بين الامم والافراد على حد سواء، بل اسهمت في تغيير القناعات والرؤى التبادلية.
وكان الكرافيك له دور واضح في تقديم اطروحات للمتظاهرين في ساحة التحرير، بما يخدم حركة المعتصمين. وكتب الدكتور صلاح هادي عن تجربة الفنان حيدر فاخر يقول (ذات قلقة تتصل باجزاء من الزمن وتختبئ في زوايا المكان). كما نشرت المجلة موضوعا عن معرض الفنان محمد فتاح الموسوم بخطاب الجسد، الذي يتناول قضية صراع الانسان مع محيطه ومع التفكير، مؤطرا باللونين الابيض
والاسود.
ونشرت ايضا مقالا عن معرض الفنان صالح كريم الموسوم انتظار الآتي تضمن جملة تعبيرية مهمة مفادها (كون تشكيلي لم يخرج عن فضاء المدينة). كما نشرت موضوعا لمجموعة فنانين في ورشة رسم حر عن المهاتما غاندي لمناسبة الذكرى 150 لولادته بدعوة من سفارة الهند في بغداد.
وكذلك عن معرض اخر في الاهوار لمجموعة فنانين قضوا اياما في الاهوار العراقية، رسموا فيها المناظر الخلابة وجماليات المنطقة.
وكتب الناقد جاسم عاصي عن الفنانة زينة سليم يقول: الكلام محض صلة وثيقة بين الرائي والمنتج. فاللوحة هي السبيل المتاح للتخاطر بينهما.
وبالرغم من انها ركزت على الوجوه الانثوية في لوحاتها، لكنها كانت وجوها ساكنة تحت ظروف قاسية.