{أسلوب إيكونو» ترياق الكرة العراقية فنياً وإدارياً

الرياضة 2020/01/20
...

قراءة /علي النعيمي
 منذ ستة عشر عاماً قدمت شركة Soccer Services Barcelona إحدى الشركات المتخصصة في تقديم الخدمات الاستشارية الفنية نموذجاً فريداً سمي بـ "Ekkono Identity " أي "أسلوب إيكونو" في لعب كرة القدم الذي يختص بإيجاد هوية لعب معينة خاصة ومميزة في الفريق او المنتخب الذي يراد تطويره والنهوض بواقعه، ومن ثم البحث عن نموذج موحد للعب والمضي قدماً بخطط تدريبية تعنى بالفئات العمرية وإنشاء مراكز خاصة بالمواهب والارتقاء بمفهوم التحليل النوعي والكمي للعبة ومن ثم توحيد طريقة التدريب والتعليم في التمارين بواسطة خطة منسقة لمحتوى التدريبات، وفلسفة تعليمية مشتركة في جميع المنتخبات، وقد أشرف على هذا الأسلوب كل من الاسبانيين كارلوس روماغوسا الذي يعمل حالياً مديراً فنياً في الاتحاد التايلاندي لكرة القدم والمشرف على برنامج  "Grassroots"  الذي يعنى بقطاع المواهب والفئات العمرية وزميله دافيد هيرنانديز المدير الفني في الاتحاد الياباني والمشرف على المنتخبات الأولمبية
تحليل بيئة العمل
تقوم هذه الشركة الاسبانية بدراسة وتحليل بيئة اللعبة والعمل والوقوف على إمكاناتها البشرية والمادية والفنية عبر إعداد دراسات سريعة لتقييم الحالة قبل الشروع بوضع الستراتيجيات والخطط المستقبلية التي يلزم تنفيذها ومن ثم تحديد آلية العمل التي تتلاءم مع واقع هذا الاتحاد أو النادي حيث تقوم بتعيين فريق مؤلف من مدربين مرخصين من Soccer Services Barcelona ، يتواجد بعضهم في برشلونة وآخرون يتم تطويرهم في البلد المعني لإيجاد هذه الهوية في اللعب والأداء عبر توحيد رؤية العمل الفني بتأسيس قسم أو وحدة المناهج والربط، بالإضافة الى تزويد الاتحاد المعني بتقارير فنية من بيئة العمل لإحاطة فريق الإدارة بأحدث التطويرات بغية تقييم الأداء ومعرفة مؤشرات التطبيق وضمان التطوير والتعديل على الخطط الموضوعة بالإضافة الى تنمية الجوانب الاستثمارية التي تعني بتصدير اللاعبين وبيعهم الى الأندية الاسيوية والعالمية وهذه النقطة تتعلق بإدارات الأندية متى ما تعاقدت مع هذه الشركة الاستشارية.
 
هوية لعب
 تؤمن هذه الشركة كثيراً بفكرة الهوية الموحدة للأداء أو الخصوصية في اللعب على صعيد الأندية والمنتخبات فعلى سبيل المثال عندما يتم الحديث عن هوية المنتخب الألماني ( المانشافت) فإنك تعني هنا الانضباط والحزم في اللعب والسلوك وعندما تتوقف عند منتخب الأوروغواي ستجد هوية هذا الفريق هي الطابع التنافسي والشراسة في التطبيق أما بشأن ناديي برشلونة واياكس امستردام فإن هويتهما الالتزام من خلال أسلوب لعب معين  وذات الكلام يقال عن الريال بهويته التهديفية المميزة، وعلى هذا الأساس ترى هذه الشركة بأنه متى ما وجدت الهوية لأي منتخب او ناد في العالم كلما زادت نسب النجاح والتطوير ومن السهولة بمكان توجيه وتنظيم الجهود والإمكانات في اتجاه واحد ويتضح ذلك في معايير اختيار المواهب، ونوعية التمارين التي تعطى في الوحدات التدريبية التي ينبغي لها التخطيط ،انسجاما مع هذا الأسلوب فضلا عن نظام اللعب المزمع إنشاؤه في أساليب تحضير الهجمات عطفا على نمط الحياة الخاص باللاعبين وجودة مراكز التدريب التي تسهم في تحسين الهوية المراد الوصول اليها.
 
فلسفة الابتكار
فلسفة   "أسلوب إيكونو " في التدريب تبحث عن الابتكار و الإسراع بتطوير ثقافة الحوار والنقاش بين المدربين بشأن اللعب السريع والحالات الخططية المتنوعة والتوقفات التدريبية الجوهرية خلال التمارين في عالم كرة القدم عبر الرجوع الى قسم البرامج والربط وكذلك يهتم كثيراً في نماذج التدريب التي تقدم الى المدربين أولا ومن ثم الى اللاعبين ثانية ويركز كثيراً على تحليل وقياس جودة الأداء خلال التدريب والمباريات لتطوير اللاعبين المحترفين بالإضافة الى فكرة التعلم المشترك وهو ما يميز هذا الأسلوب عن بقية التطبيقات وهي ان المعلومة التصحيحية قد تأتي من المركز أي من برشلونة الى المدرب المباشر المتواجد في الملعب في تايلاند او البرتغال، بفضل التقنيات الحديثة في تكنولوجيا الربط وتصوير الوحدات التدريبية مع احد المراكز الرئيسة في اسبانيا او في ذلك البلد من اجل التصحيح والتعليم بواسطة اللجان المشرفة والتي تتابع التدريبات والنقاشات اولا باول لترسيخ الهوية .
 
اسم عالمي
"أسلوب إيكونو " بات الاسم الأبرز حالياً والأكثر رواجا في الاتحادين الدولي لكرة القدم  الذي ابرم اتفاقيات عمل مشتركة وسوف تكون هذه الفلسفة حاضرة في المناهج وورش العمل بدءاً من العام المقبل بالإضافة الى تعاقد اتحاد إقليم كتالونيا مع هذه الشركة ناهيك عن ان هناك أندية عالمية استعانت بتطبيقاته الحديثة على غرار برشلونة وباريس سان جيرمان وبنفيكا وهناك اندية سويدية على غرار سوند سفال واي اف كو يوتيبوري قد تعاقدت مع المدرب الشاب فيران سيبيلا بونت المشهور بفلسفة الحيازة ونقل الكرة السريع وقد استعانت اتحادات الصين، تايلاند، اليابان، فنلندا، السويد، المكسيك ، وهنغاريا وأخيرا البرتغال، برؤى تلك الشركة لتحل محل اللجان الفنية ولتكون في منزلة منصب المدير الفني  Technical Director الذي يمتاز بالمهارات التنظيمية والرؤى الإدارية وقدرته وبراعته على شرح المسائل التقنية للأشخاص الذين لديهم خبرات قليلة في المجالين الفني والخططي في كرة القدم.
 
اتحادنا يتجاهل الحداثة
ما يثير الاسى والحزن في انفسنا اننا وفي العام الماضي تحديداً كلفنا الاتحاد العراقي بالبحث عن مدير فني أجنبي وايمانا مناً و حرصنا الكبير على جلب أفضل الخبرات والخدمات إلى كرتنا فتحنا قنوات الحوار والتفاوض مع شركة Soccer Services Barcelona بصيغ متعددة للاستفادة من برنامج "اسلوب إيكونو " و جلب إحدى الكفاءات الاسبانية  الى الاتحاد العراقي لكرة القدم ليكون في منصب المدير الفني لتطوير أداء وعمل المدربين واللاعبين وفق آليات حديثة وبرامج متفق عليها مسبقاً، وتنفيذ المهام الإدارية والتخطيطية التي تعنى بوضع بالستراتيجيات المستقبلية.. لكن كعادته تخلى اتحاد الكرة عن هذه الفكرة بصورة مخجلة ولا تمت باي صلة للعمل الاحترافي، ولم يرد حتى على العرض الاسباني الذي قدمته الشركة من اجل الذهاب الى العراق ودراسة البيئة الكروية هذا ما وضعنا في موقف محرج وبدلاً من ذلك حاول البحث عن شخص أكاديمي عراقي (على كد الحال) ليكون تحت متناول اليد والتحكم في قراراته ليختزل بذلك هذا الملف الحيوي الستراتيجي و يطوي صفحاته بسرعة أسوة ببقية الملفات المهمة التي كان مصيرها الإهمال والتجاهل . والمكلف بمتابعة مخرجات المدارس ودوري الجامعات .