أطلقت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين الاسبوع الماضي معرضاً للرسم الحر تحت شعار» للوطن نرسم وبالوطن نحيا « شارك فيه خمسون فناناً وفنانة ليعلنوا تضامنهم مع تظاهرات تشرين من خلال رسوماتهم التي تنوعت كلاً حسب رسالته. لم تكن هذه المرة الأولى التي تشارك فيها جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في دعم الحراك الشعبي السلمي في العراق، إذ سبق وإن شاركت الجمعية في التظاهرات في بداية انطلاقها في ساحة التحرير، بنشاط مماثل إذ أنجز مجموعة من الفنانين لوحات في الساحة نفسها وأقاموا بها معرضاً استمر لسبعة أيام عُرضت فيه خمس وأربعون لوحة لفنانين من مختلف المحافظات منهم “ ستار درويش، ستار لقمان، مؤيد محسن، وضاح مهدي، منى مرعي، نور عبد علي، سمر محمد، هدى أسعد وغيرهم” إذ وجهوا من خلالها رسالة عن عطاء الفن العراقي ولما له من لمسة إبداعية وصيغ نضالية لا تنضب رغم كل الظروف المؤلمة التي يمر بها البلد، جاء ذلك على لسان رئيس الجمعية الفنان قاسم سبتي مؤكدا أن الجمعية سعت الى بيع هذه اللوحات والتبرع بأرباحها الى عوائل الشهداء.
أمّا عن الفعالية الأخيرة التي انطلقت الاسبوع الماضي في مقر الجمعية وتحت شعار “ للوطن نرسم وبالوطن نحيا “ فقد أضاف سبتي قائلاً: “ تضامنا مع حراك الشارع العراقي وما يجري بساحات التظاهر في بغداد وبعض المحافظات، أقمنا هذه الفعالية لتوثق مرحلة مهمة من التاريخ العراقي” هذا وشهدت صالة المعرض إقبالا كبيرا لذوي الاختصاص والمهتمين طيلة أيام اقامته وعبّر الكثير عن دهشتهم وهم يشاهدون اللوحات التعبيرية ويتمحصون تفاصيلها وما تحمله كل لوحة من رسالة سامية حتى ان بعضهم لم يمسك دموعه أمام إحدى الرسومات لما تركته من وقع في نفسه. من الفنانين المشاركين الفنانة التشكيلية منى مرعي تحدثت للصباح قائلة: “ نحن الفنانين لا نملك سوى الألوان لنعبر بها عن مشاعرنا وصوتنا الداخلي لذلك دعتنا الجمعية أنا ونخبة من الفنانين التشكيليين للمشاركة بهذا المعرض المهم، وقد رسمت لوحة تعبيرية تجريدية كانت عبارة عن مقتطفات من صور مختلفة والفكرة الأساسية تركزت على العجلة للدلالة على الزمن واستمرار سير الحياة وعدم بقاء الحال على ما هي عليه، واعتمدت اللونين الابيض والاسود كتعبير عن الخير والشر والصراع القائم بينهما وأدخلت اللون الاخضر كضيف عليهم ليساوي الامور بينهما» فيما تحدث الفنان التشكيلي حسين مطشر للصباح قائلاً: “ الفنان يترجم المحيط وما يدور في الشارع بالرسوم لذلك كانت جمعية الفنانين التشكيليين دؤبة في دعوتنا للمساهمة في هذا المعرض وقد جسدت من خلال لوحتي “ أريد وطن” صرخة المرأة والرجل والشباب والأطفال الذين تواجدوا في الساحة مطالبين بحقوقهم».
كما كان لنا وقفة مع الاستاذ جمعة شمران، منظم معارض جمعية الفنانين التشكيليين، وتحدث لنا عن المعرض قائلاً: “ دعونا الفنانين لينجزوا أعمالهم في مقر المعرض ووفرنا لهم جميع المواد المطلوبة وتركنا لهم حرية الرسم للتعبير عما يجول في نفوسهم وبعد أسبوع افتتحنا “السومبوزيوم” لنوجه من خلال ذلك رسالة مفادها ان الفن في العراق مستمر بالابداع حتى مع الحراك».