اختلاف شاسع لرؤى التخطيط الرياضي بين العراق والسعودية

الرياضة 2020/01/24
...

قراءة / علي النعيمي
 
 في العامِ الماضي وأثناء تواجدنا مع المنتخب الاولمبي العراقي بكرة القدم في الرياض لخوض مباراتين تجريبيتين أمام الأخضر السعودي، استوقفنا كثيراً اختلاف الرؤى والستراتيجيات في التخطيط بين منهجية الاتحادين العراقي والسعودي، بشأن إعداد المنتخبات الأولمبية والشبابية والوطنية في المملكة الشقيقة، التي لا تزال ماضية بالنهج الذي وضعه المدير الفني السابق للاتحاد الكرة جان وينكل كونه اهتم بشكل كبير بتطوير المدرب المحلي، إذ توجد شريحة كبيرة من المدربين المحليين، خضعوا الى معايشات ودورات تطويرية وورش عمل في داخل السعودية وخارجها ويكفي أن جميع مدربي الفئات العمرية والأولمبي على مستوى المنتخبات هم مدربون مواطنون على غرار مدرب الأولمبي سعد الشهري و مدرب منتخب الشاب بندر باصريح الشباب ومدرب الناشئين عبدالوهاب الحربي، إضافة الى الطواقم الأخرى.
 
تسعة دوريات
 نجحت الإدارة الفنية وبمساعدة الاتحاد السعودي لكرة القدم والأندية في إقامة تسع مسابقات منتظمة، هدفها توسيع القاعدة الكروية واكتشاف العديد من المواهب والأسماء الواعدة في هذه اللعبة وهي:  بطولة دوري المحترفين، ومسابقة الدوري السعودي الممتاز لدرجة الشباب تحت 19، ومسابقة دوري الشباب للدرجة الأولى تحت 19، ومسابقة الدوري السعودي الممتاز لدرجة الناشئين تحت 17، ومسابقة دوري الناشئين الدرجة الأولى تحت 17، ومسابقة دوري درجة البراعم تحت 15، ومسابقة دوري درجة البراعم تحت 13 عاما، إضافة إلى مسابقة دوري الدرجة الأولى ومسابقة دوري الدرجة الثانية بكرة القدم، تلك الآليات مكنت مدربي المنتخبات في اكتشاف لاعبين  يتمتعون بمواصفات عالية، حيث تم اختيار 75 لاعبا من للمنتخب الأولمبي، في حين تتسع قاعدة منتخب الشباب لأكثر من مئة لاعب وأخيراً ضمت شريحة منتخب الناشئين  120  لاعبا، وقد ألزمت اللجنة الفنية مدرب المنتخب الأولمبي سعد الشهري بأن يقوم بتجريب 25 لاعباً في كل تجمع، لغرض اختيار الأفضل منهم ليكملوا معه رحلة التصفيات الأولمبية للغاية العام 2020 وبالتالي أصبحت لديهم ثلاث تشكيلات متنوعة 
من اللاعبين.
 
 الخبرة أسهمت بالتأهل
 وعندما خضنا اللقاءين السابقين في الرياض، لم أجد من الأسماء التي لعبت ضدنا مقارنة بالتشكيلة الحالية التي بلغت أولمبياد طوكيو 2020 غير اللاعبين “ عون السلولي وعبد الحمدان وناصر العمران وعبد الله ترمين، لقد استعان مدربهم الشهري بعشرة لاعبين سبق لهم تمثيل المنتخب الأول، سبعة لاعبين يعدون الركائز الأساسية في تشكيل المدرب الفرنسي إيرفي رينارد وهم : الحارسان محمد اليامي وأمين البخاري ، حسان تمبكتي، عبدالاله العمري ، سعود عبد الحميد ، ايمن الخليف ، سامي النجعي ، مختار علي اللاعب المجنس من هولندا ، عبدالرحمن الغريب ، عبدالله الحمدان، إضافة الى فراس البريكان وقد جاء قرار الاتحاد السعودي بعد الاتفاق مع المدرب بشأن الاستعانة بهم كون أعمارهم تسمح لهم بالمشاركة في البطولة، نظراً لخبرتهم المتراكمة في التمثيل الدولي في المنتخب الأول والأولمبي والمشاركة في بطولات كأس آسيا تحت 19 في العام 2016 وقد احتلوا فيه مركز الوصافة و كاس آسيا تحت 19 في 2018 وأحرزوا المركز الأول، إضافة إلى مشاركتين موندياليتين هي كأس العالم تحت  20 عاما في العامين  2017، 2019، فضلا عن التدرج الصحيح وبعد اختيارات وانتقاء من قاعدتهم العريضة من المواهب.
 
تطوير المدرب المحلي
واحدة من اهم الخطوات المثمرة التي أطلقتها اللجنة الفنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم هي مبادرة تمكين وتطوير المدرب المحلي للعمل في اندية الدرجة الاولى، اذ يتكفل الاتحاد المحلي بالرواتب الشهرية للمدربين الذي يعملون في الدرجة الثانية لإكسابهم المزيد من الخبرات والتجارب وفق معايير خاصة وبعد الاتفاق مع الأندية وقراءة سيرهم الذاتية والاطلاع على تقييم اللجنة التطويرية المعنية بتصنيف المدربين.
 
ورش عمل مثمرة
كذلك ضمن خططها لتطوير المدربين الوطنيين أقامت اللجنة الفنية بشكل دوري محاضرات نظرية وورش عمل بانتظام عندما تتم استضافة مدربين أجانب يعملون في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين على غرار مدرب الهلال، الروماني رازفان لوسيسكو ومدرب الوحدة الاوروغوياني دانيال كارينو، ومدرب النصر البرتغالي روي فيتوريا وآخرين تتعلق بأمور مفصلية في علم التدريب على غرار التعرف عن فلسفتهم في كيفية ترسيخ العناصر الأساسية لبناء البرنامج التدريبي ومفاتيح الإدارة الفنية للمباريات او التخطيط المرحلي والسنوي للتدريب الخططي  وكيف أن المدارس الكروية تخلت عن أساليب التدريب السابقة التي كانت تعنى فقط  بالنواحي اللياقية بخلاف ما هو معمول به وبضرورة الاهتمام بالتدريب الخططي  نقطة الارتكاز التي تستند اليها بقية الجوانب النفسية واللياقية والمهارية وسبل الارتقاء بها وخلق الفراغات والهجوم من خلالها بشكل فاعل والحفاظ على التنظيم في وقت فقد الكرة، إضافة الى استضافة حارس المنتخب الألماني الأسبق أوليڤر كان الذي خص أكاديميات حراسة المرمى ومدربيها بشأن البرامج والخطط الأكاديمية المتبعة في ألمانيا.
 
خلاصة الكلام
صدقا لا يوجد أي نوع من أنواع المقارنة ما بين رؤى الاتحاد العراقي لكرة القدم و خطط نظيره السعودي الذي وضع خارطة طريق براغماتية وواقعية من قبل اللجنة الفنية لتطوير القاعدة الكروية، في حين أننا لا نملك دوريا واحدا منتظما، إضافة الى انعدام دوريات الفئات العمرية الشباب والناشئين والبراعم، بحيث يصل اللاعب الى المنتخبات الوطنية وهو يعاني من ضعف تأسيس مهاراته الفردية لأنه لم يمر بالتدرج المنطقي في الفئات العمرية ويبقى اتحاد الكرة وهيئته العامة وانديته البائسة المتخلفة في عملها الإداري هم من يتحملون مسؤولية دمار وتراجع مستوى الكرة العراقية خلال عقد ونيف .