بمشاركةٍ جماهيريةٍ واسعةٍ، طالبت التظاهرة التي شهدتها بغداد أمس الجمعة، بضرورة إخراج القوات الأميركية من البلاد، ورفض أي انتهاك للبلاد، والحفاظ على السيادة والاستقلال، وبينما أكد رئيسُ الجمهورية برهم صالح، أن «العراقيين مصرون على دولة ذات سيادة كاملة غير منتهكة»، في تعليق له على التظاهرة، أطلق زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، مبادرة لانسحاب القوات الأميركية من العراق.
وقال الرئيس صالح في تغريدة على «تويتر»: «العراقيون مصرّون على دولة ذات سيادة كاملة غير منتهكة، خادمة لشعبها ومعبرة عن إرادتهم الوطنية المستقلة بعيداً عن التدخلات والإملاءات من الخارج، دولة ضامنة لأمنهم وحقوقهم في الحياة الحرة الكريمة، دولة في أمن وسلام مع جيرانها».
وأرفق رئيس الجمهورية مع التغريدة صورة للتظاهرة التي شهدتها بغداد.
وانطلقت صباح أمس، تظاهرة كبيرة في منطقة الجادرية وسط العاصمة بغداد لرفض الوجود الاميركي على الاراضي العراقية، ورفع المتظاهرون الذين لبوا دعوة زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر للخروج بتظاهرة كبيرة تندد بالوجود الاميركي على الاراضي العراقية، الاعلام العراقية وارتدوا الاكفان، بينما رددوا هتافات بحب الوطن واخرى ترفض التواجد الاميركي على الاراضي العراقية، وردد المتظاهرون: «نعم نعم سيادة.. نعم نعم مقاومة.. كلا كلا أمريكا.. كلا كلا للمحتل»، كما رفعوا لافتات «العراق بلد الأنبياء.. لا مكان للغرباء»، واختتمت التظاهرة بانسيابية وهدوء تام وبتعاون كبير بين منسقيها والقوات الأمنية المشرفة على تأمينها.
وقدم زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر مبادرة تهدف الى خروج القوات الأميركية وفق آلية محددة، بينما دعا الحكومة العراقية الى تبنيها، أو تعديلها ومن ثم تبنيها.
ووفق بيان المبادرة الذي تمت إذاعته على المتظاهرين، فقد أكد السيد الصدر “بذل قصارى جهدنا لعدم زج العراق بأتون حرب أخرى مع المحتل الآثم الذي جثم على صدر العراق”، مبيناً “سنحاول استنفاد كل الطرق السلمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والشعبية، فإن تحقق مطلبنا وهدفنا الأساس، وهو جدولة خروج قوات الاحتلال فعليا وبشكل منظور على الارض فسنستمر على ذلك”.
وأورد عدة نقاط لخروج القوات الأجنبية، تتضمن، “غلق كافة القواعد العسكرية الأميركية، المتواجدة على الأراضي العراقية، وغلق مقرات الشركات الأمنية الأميركية، وإنهاء عملها في العراق، وغلق الأجواء أمام الطيران الحربي والاستخباري للمحتل، وإلغاء كافة الاتفاقات الأمنية مع المحتل لغياب التوازن الدولي فيها، لأنها أقرت في ظل وجود الاحتلال، وعلى ترامب أن لا يتعامل في قراراته وخطاباته مع العراق بفوقية وباستعلاء وعنجهية، وإلاّ قابلناه بالمثل، وعلى دول الجوار كافة عدم التدخل في تعاملنا مع المحتل في حال بقائه أو رفضه إخراج قواته، وإذا تم تنفيذ ما ورد أعلاه، فسيكون تعاملنا على أساس أنها دولة غير محتلة، وإلاّ فهي دولة معادية للعراق، إذا خالفت الشروط والمدة المحددة”.
وأكد السيد الصدر، أنه في حال تطبيق ما مر ذكره، فإنه سيكون هناك التزام بما يلي: “إعلان توقف مؤقت للمقاومة إلى خروج آخر جندي، العمل على معاقبة كل من يحاول خرق الهدنة السيادية من أي من الطرفين، دمج الحشد الشعبي بوزارتي الدفاع والداخلية، وفي حالة عدم حصول ذلك، فعلى الحشد الالتزام التام بكافة القرارات الصادرة من القائد العام للقوات المسلحة، باعتباره جزءاً من المنظومة الأمنية”.
وطالب السيد الصدر الحكومة، بـ “عقد معاهدات واتفاقات عدم اعتداء مع دول الجوار كافة، تستند الى الاحترام المتبادل للسيادة طبقاً لميثاق الأمم المتحدة، منع كافة الجهات الرسمية وغير الرسمية من التواصل الخارجي، إلا من خلال القنوات الرسمية للدولة بموافقات مسبقة، اعتماد مبدأ المعاملة بالمثل مع الدول الأجنبية للحفاظ على سيادة الدولة وهيبتها، حماية مقرات البعثات الدبلوماسية والسفارات وموظفيها لكافة الدول ومنع الانتهاكات ومحاسبة الفاعلين، تعزيز العلاقات الاقتصادية بما يتلاءم مع مصلحة الدولة وسيادتها”.
واقترح في ختام مبادرته، أن” تكون الأمم المتحدة أو منظمة التعاون الاسلامي أو الاتحاد الأوروبي وسيطاً أو مشرفاً على تطبيق بنود هذا الاتفاق”.
وفي ختام التظاهرة، قدم الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، الشيخ قيس الخزعلي، الشكر لزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، لدعوته لتظاهرة مليونية من أجل إخراج القوات الأميركية من العراق، كما قدم أمين عام حركة النجباء أكرم الكعبي، شكره الى المشاركين في التظاهرة المليونية التي شهدتها بغداد.
وكانت قوى وأحزاب سياسية، أعلنت في بيانات سابقة، تأييدها ودعمها للتظاهرات التي دعا إليها السيد الصدر، ومنها تحالف الفتح وحزب الدعوة الإسلامية.
بدوره، عدّ النائب عن تحالف سائرون علاء الربيعي، أن التظاهرات المليونية هي رسالة الى الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفض تواجد قواته على أراضينا ورفض تدخله بشؤون بلادنا.
وأضاف الربيعي، ان “مسؤولي أميركا يقولون إن الحكومة الحالية لتصريف الأعمال ويلمحون بعدم تنفيذ قرار الانسحاب، ولكن بعد قرار ممثلي الشعب الذين صوتوا على إخراج القوات الاجنبية، وتظاهرات الشعب العراقي الرافضة للمحتل، لم يعد هناك أي مبرر لبقاء تلك القوات على أراضينا”.